Author

جمال الروح

|

هناك بعض الخصائص البشرية التي لا يمكن معرفتها أو الإحاطة بها بالنظر المجرد، وإنما لا بد من المخالطة والمعاشرة للتمكن من إدراك كنهها. ومن تلك الخصائص "جمال الروح"، فقد تجد شخصا ظاهره جميل، لكن بمجرد مخالطته يتضح أنه يحمل روحا غير جميلة أو منفرة أو مريضة. ولهذا يجب ألا يغتر أحد بجمال المظهر الخارجي مهما بلغ، لأن الجمال الحقيقي ينبع من جمال الروح بلطفها وأخلاقها وأدبها، وهي جاذبية لا تشترى وإنما هي منحة من الله لمن يستحقها. وهذا بالطبع لا يتنافى ألا يسعى من كانت روحه غير جميلة إلى البحث عن الطرق التي تعيد إلى روحه جمالها. إنك ترى أنه من بين الكثير يبرز واحد منهم يتفق الجميع على أنها أو أنه يمتلك جمال الروح، ولذا تلتف الأرواح حوله بحثا عن الأنس، بحثا عن السعادة، بحثا عن تذوق طعم الحياة.
جمال الروح ذاك هو الجمـــــــال
تطيــــــب به الشمائــل والخلال
ولا تغني إذا حسنت وجـــــــــــوه
وفـــــــي الأجــــساد أرواح ثقال
يشير علماء النفس إلى عدد من النصائح والتوجيهات لمن أراد أن يتمتع بجمال الروح وبالجاذبية الشخصية ومن أهمها المحافظة على الابتسامة، فالابتسامة الصادقة هي الشيء الوحيد الذي يعود إلى صاحبه سريعا. تقود إلى سرعة التأثير في الآخرين وتمكن من كسب عواطفهم دون أن تكلف صاحبها شيئا.
ومن تلك النصائح الحرص على البدء في إلقاء التحية والسلام لإذابة أي جليد قد يكون بينه وبين الناس. صاحب الروح الجميلة متفائل دائما لا يعرف التشاؤم إليه طريقا، يكرر دوما جملة "لعله خير". يمتاز بالصدق فيكسب بذلك ثقة الآخرين. يجيد فن الإنصات حين يتحدث الآخرون وهو الأمر الذي بدأ الناس يفتقدونه في مجالسهم، فتجد الشخص يتحدث وكثيرون ينظرون إلى جوالاتهم دون اكتراث.
صاحب الروح الجميلة لا يتصيد عيوب الآخرين، بل على خلاف ذلك تجده يتغافل كثيرا عن أخطائهم ويتقبل اعتذارهم من أول وهلة. يتمتع بروح الدعابة حرصا منه على إدخال السرور على غيره. يمتلك قدرة كبيرة على حفظ أسرار الآخرين، ما يجعلهم يبوحون له بأسرارهم. جمال الروح ينبع من داخل الإنسان فيشع نورا وجمالا على صاحبه لا تكاد تخطئه العين، ومن ثم يجذب هذا النور الناس إليه، حتى لو لم يقدم لهم دينارا ولا درهما.

إنشرها