لا نستطيع أن نتخيل حياتنا اليوم دون حواسيب لقد سهلت حياتنا بطريقة لم نكن نتصورها أو تخطر في بالنا قبل بضعة أعوام. حياتك معاملاتك ترفيهك علاجك ملابسك غذاؤك تعليمك الإجابة عن أسئلتك، كلها وغيرها كثير تحصل عليها بضغطة زر على لوحة مفاتيح حاسوبك، فضلا عن حكومة إلكترونية متكاملة، الذي كنت تحتاج إلى أسابيع لإنهائه تنهيه وأنت جالس على مكتبك وفي دقائق، لكن مع كل هذه الفوائد لا بد أن ندفع ضريبة التقدم والتطور، فأجهزة الحواسب الآلية تتكون بشكل أساسي من رقائق السيليكون التي يتم تحويلها إلى شبكة من مليارات المفاتيح الصغيرة "الترانزستورات"، وتشكل أساس الدائرة التي ستمنح الهاتف أو الكمبيوتر أو السيارة أو الغسالة أو الأقمار الاصطناعية، القدرات الفائقة.
والأنواع المستخدمة من البلاستيك غير قابلة لإعادة التدوير على الإطلاق وينتهي بها المطاف في مقالب القمامة حول العالم، إذ أشارت الأبحاث إلى أن هذا يؤدي إلى إضافة 50 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية إلى مدافن النفايات كل عام، ويطلق على قاعدة الشريحة اسم "الركيزة"!
وهذه الركيزة كانت الشرارة التي دفعت الفريق العلمي النمساوي إلى البحث عن بديل آمن وغير ضار للبيئة. وبالمصادفة، وجدوا نوعا من الفطر يسمى "جانوديرما لوسيدوم" أو الفطر الريشي، الذي ينمو على أشجار الخشب الصلب الميت، ويستخدم منذ قرون في الطب الصيني القديم، لعلاج الأمراض المرتبطة بالضعف المناعي، إذ لاحظوا أن له قشرة تغطي جزأه الشبيه بالجذر، وهذه القشرة تحميه من الفطريات والبكتيريا الأخرى!
قاموا بجمع بعض القشور من عدة عينات ووجدوا أنها مرنة وعندها قوة عزل، وقدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، كما اكتشفوا أنه إذا تم إبعاده عن الضوء والرطوبة، فإن الجلد سيستمر لفترة طويلة، من ناحية أخرى، إذا تعرض لمثل هذه الظروف عن قصد، فسيتحلل بسرعة، وهذه كلها ميزات اعتقد الفريق أنها ستصنع ركيزة شرائح جيدة جدا.
قام الباحثون بتطوير وسيلة تعمل على إيداع مكونات الدوائر الإلكترونية المعدنية على قشرة الفطر باستخدام الترسيب الفيزيائي للبخار، وأظهرت الاختبارات أن قشرة الفطر تعمل تقريبا مثل الركائز البلاستيكية التقليدية، وأنه يمكن أن تتحمل الانحناء بشكل متكرر، ولم يجدوا أي كسر بعد ألفي انحناء!
ويسعى العلماء إلى تحويل هذا النبات الضعيف وأخذه من رفوف العطارة إلى قوة تكتسح سوق الرقائق الإلكترونية، ولا تستغرب إذا وجدت هذا الفطر هو المسؤول عن تشغيل سيارتك أو جهازك المحمول!
