الطاقة- النفط

تعثر الطلب الصيني يكبح مكاسب سوق النفط .. والمضاربون يراهنون على ارتفاع الأسعار

تعثر الطلب الصيني يكبح مكاسب سوق النفط .. والمضاربون يراهنون على ارتفاع الأسعار

توقع محللون نفطيون، استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد خسائر أسبوعية بنحو 9 في المائة لخام برنت والخام الأمريكي بنحو 5 في المائة.
وتتأثر السوق النفطية بعدة عوامل، أبرزها القيود الصينية الخاصة بجائحة كورونا وتأثيرها في الطلب وفرض سقف لأسعار بيع النفط الخام الروسي، وهي عوامل تكبح حدوث مكاسب في الأسبوع الجاري، بينما تترقب السوق الاجتماع المنتظر لوزراء الطاقة في تحالف "أوبك +" مطلع الشهر المقبل لتحديد مستوى الإمدادات، مع احتمال استمرار التركيز على خطط خفض الإنتاج لمواجهة الركود العالمي والإغلاق الصيني.
وذكر المحللون، أن المخاوف بشأن ركود الاقتصاد العالمي تفوقت في تأثيرها على المخاطر الجيوسياسية الصعودية المحتملة، بينما ارتفعت العقود الآجلة للنفط في أواخر الأسبوع الماضي بسبب ضعف الدولار الأمريكي.
وأشاروا إلى أن فرض سقف لأسعار النفط الخام الروسي من جانب مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي جعل بعض المعنيين والمضاربين في السوق يراهنون على ارتفاع الأسعار، وعلى حدوث أزمة أكبر في الإمدادات العالمية، لافتين إلى أن البراميل الروسية تتم إعادة توجيهها على الأرجح إلى الأسواق الآسيوية، ولن يتم إخراجها من السوق، بينما تستمر محاولات أمريكية مشكوك في نجاحها لتقليص عائدات روسيا من مبيعات النفط الخام.
ويقول لـ"الاقتصادية" روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أيه" لخدمات الطاقة، إن تقلبات الأسعار مستمرة مع السوق النفطية بعد خسائر واسعة على مدار أسبوعين، بسبب مخاوف التضخم التي أدت إلى تعتيم توقعات الطلب على الطاقة في المستقبل.
وأوضح أن التوترات الروسية المستمرة وتقرير المخزونات النفطية الصعودي، كانت أبرز مسببات هبوط الأسعار وتسجيل خسائر أسبوعية، لافتا إلى تسجيل الكميات المسحوبة من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي نحو 4.1 مليون برميل، وهو ما أدى إلى انخفاض إجمالي المخزونات النفطية إلى 392 مليون برميل - بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
من جانبه، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية، إن أبرز ملامح السوق النفطية في الأسبوع الماضي هي زيادة المخزونات وانخفاض أسعار الطاقة عموما، وهو الاتجاه المرشح للاستمرار في الأسبوع الجاري، مشيرا إلى أن طلب الإدارة الأمريكية من الكونجرس 500 مليون دولار لتحديث الاحتياطي البترولي الاستراتيجي سيدعم الطلب في الفترة المقبلة.
وأشار إلى تقلص أنشطة الحفر الأمريكية وتزايد عدد الآبار غير المكتملة، لافتا إلى أن ذلك يحدث نتيجة لارتفاع التكاليف وصعوبات سلسلة التوريد والظروف الاقتصادية الدولية الأضعف عموما، واحتمال حدوث ركود عالمي، خاصة مع تجدد إجراءات الصين الصارمة لمكافحة كوفيد.
من ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، إن تعثر الطلب في الصيني أضفى معنويات هبوطية على السوق، كما خفضت "أوبك" توقعاتها للطلب لعام 2023 بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا، موضحا أنه لا توجد دلائل على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبطئ استراتيجية رفع أسعار الفائدة الأمريكية بشكل متوالي، كما استمرت تقلبات الدولار الأمريكي الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع النفط الخام.
ونوه إلى التأثير الهبوطي للغاية الذي لا يزال من الممكن أن يحدثه تجدد الحالة الوبائية في الصين على أسعار النفط، مشيرا إلى محاولة تحالف "أوبك +" المستمرة لدعم التوازن والاستقرار في السوق النفطية مع تقديم بعض الدعم لأسعار النفط الخام من خلال تخفيضات الإنتاج القياسية التي حظيت باهتمام كبير منذ إعلانها.
بدورها، تقول إرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية، إن المخاوف بشأن الركود المحتمل تؤدي إلى انخفاض أسعار الطاقة، التي أصبح ارتفاعاتها القياسية السابقة هو المساهم الرئيس في ارتفاع التضخم، متوقعة أنه في حالة استمرار انخفاض أسعار الطاقة سيؤدي ذلك بدوره إلى خفض التضخم، وبالتالي قد يغير ذلك خطط بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة في المستقبل.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، انخفض النفط بأكثر من ثلاثة دولارات للبرميل عند تسوية الجمعة 18 نوفمبر، ليسجل بذلك تراجعا للأسبوع الثاني بفعل عدم اليقين مع ضعف الطلب في الصين ورفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.
وهبط خام برنت بنحو دولارين أو 2.2 في المائة إلى 87.74 دولار للبرميل، كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.5 دولار، أو 1.87 في المائة، إلى80.11 دولار للبرميل.
وسجل الخامان تراجعا للأسبوع الثاني على التوالي، حيث هبطت أسعار برنت بنحو 9 في المائة.
وقد شهدت الصين، التي تقول المصادر إنها تتطلع إلى إبطاء واردات النفط الخام من بعض المصدرين، زيادة في حالات كوفيد - 19، في حين تبددت الآمال في تخفيف التشديد النقدي فيما يتعلق بأسعار الفائدة بعد تصريحات من بعض الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع.
ووفقا لاستطلاع، من المتوقع أن يرفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه المقرر في 13 و14 ديسمبر بعد أربع زيادات متتالية بمقدار 75 نقطة أساس.
وتعقد مجموعة "أوبك +"، التي بدأت جولة جديدة من تخفيضات الإمدادات في نوفمبر، اجتماعا في الرابع من ديسمبر.
من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار ثلاث هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 782 هذا الأسبوع - 219 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في عام 2021 و297 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019 قبل انتشار الوباء.
ولفت تقرير "بيكر هيوز" الأمريكي الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر الأمريكية إلى ارتفاع عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة بواقع 1 هذا الأسبوع إلى 623 وارتفعت منصات الغاز بمقدار اثنتين إلى 157 وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها عند اثنين.
ونوه التقريرإلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار واحد هذا الأسبوع إلى 349. بقيت الحفارات في إيجل فورد على حالها عند 71.
وأشار التقريرإلى بقاء إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة على حاله في الأسبوع المنتهي في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) عند 12.1 مليون برميل يوميا - وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية - وزادت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 400 ألف برميل يوميا حتى الآن هذا العام و700 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط