Author

متلازمة التعب والإرهاق

|

يشتكي كثير من الناس إحساسهم بالتعب والإرهاق ما يحرمهم الاستمتاع بحياتهم الشخصية. ويعزو البعض ذلك إلى أن طبيعة عملهم تحتاج إلى كثير من التركيز، لكن تؤكد الدراسات العلمية أن التعب والإرهاق أمر طبيعي إذا كان سببه معروفا، وأنه بمجرد التغلب على السبب تنتهي الظاهرة. لكن الخطورة تكمن إذا كانت الحالة مستمرة والأشد خطورة إذا كانت تزداد مع مرور الوقت، فهنا تجب المراجعة الصحية للوقوف على المسبب لهذا الأمر الذي قد يتجاوز الصحة الجسدية ليشمل الصحة النفسية أيضا.
من الأسباب التي تقود إلى الإرهاق أسباب تتعلق بنمط الحياة مثل من يعمل في المناوبات الليلية، وقد يكون السبب جسديا كمن يعاني فقر الدم، أو السمنة، أو قصور الغدة الدرقية، وغير ذلك، إلا أن كثيرا من الأسباب ترتبط بالضغط العصبي وكذا الصدمات العاطفية أو الاكتئاب أو القلق. إن إعادة التوازن لطاقة الجسم وتعزيزها يعد أمرا حيويا ومهما للصحة، ولذلك يوصي خبراء الصحة بعدة أمور من أهمها، زيادة الحركة حيث أكدت الدراسات العلمية أن مزاولة الرياضة تساعد على تعزيز طاقة الجسم وتحسين كفاءة أعضائه المختلفة، كما تؤكد ضرورة شرب كمية كافية من الماء لأن الجفاف يعمل على خفض طاقة الجسم. وكذا التأكد من النوم لساعات كافية وتجنب معوقات النوم العميق مثل كثرة شرب المنبهات أو استخدام الجوال وقت النوم أو تناول وجبة دسمة والنوم بعدها مباشرة. كما يجب الأخذ في الحسبان أن الغذاء يلعب دورا مهما في الحفاظ على معدلات مرتفعة من الطاقة في الجسم، ومن ذلك التأكد من توافر فيتامين B12 بكميات كافية الذي يحتاج إليه الجسم لإنتاج خلايا الدم الحمراء، وهي المسؤولة عن نقل الأكسجين لباقي خلايا الجسم، وبالتالي عند افتقاد النظام الغذائي له فإن نسبة الأكسجين تقل في أنسجة الجسم، ما يتسبب في الشعور بالتعب، وهذا الفيتامين يوجد طبيعيا في سمك السلمون والزبادي والبيض والكبد وبعض أنواع الحبوب.
وكذا عنصر الزنك المهم لإتمام عملية التمثيل الغذائي ويوجد في العدس، والحمص، والمحار، وغيرها. وعنصر المغنسيوم ويوجد في اللوز والسبانخ وبذور القرع. وفيتامين D الموجود في الأسماك والفطر وغيرها. إن إعادة شحن الجسم تتطلب أن يعمل الإنسان على الموازنة بين حياته الشخصية والعملية، وأن يتعامل بحكمة مع مختلف نشاطاته اليومية.

إنشرها