أنواع الذكاء متعددة ومتباينة يتفاوت الناس في القدرة على امتلاكها فمنهم المكثر ومنهم المقل. من الناس من تكون لديه بذرة الذكاء متوافرة، لكنه لا يحرص على تنميتها وتطويرها فهذه لا تلبث مع الزمن أن تضمحل وتتلاشى. من أهم أنواع الذكاء ما يعرف بالذكاء الاجتماعي Social Intelligence الذي يرمز له بالرمز SI. ويعرف بأنه القدرة على التواصل مع الآخرين رجالا ونساء كبارا وصغارا وبناء علاقات تسودها المحبة والاحترام. وهو يتشكل نتيجة فهم الإنسان لنفسه وقدرته على التحكم بعواطفه، ومن هنا فهو شديد الارتباط بالذكاء العاطفي الذي يقوم على كيفية إدارة الشخص لحياته قبل مشاركة الآخرين بها، بينما يبدأ دور الذكاء الاجتماعي بالتواصل مع الآخرين، حيث يحتاج الشخص إلى توظيف مهارات الذكاء الاجتماعي الأساسية، وهي مهارات مكتسبة يستطيع الإنسان تطويرها مع مرور الوقت، ومن أهمها مهارة التحدث والحوار، فتجد الشخص الذي يمتلكها يتميز بقدرته على الحديث مع مختلف الأشخاص ومختلف الأعمار بأسلوب جميل ومهذب، أي أنه يمتلك مهارات التعبير الاجتماعي، فتجده دائما محط أنظار الآخرين في الجلسات الاجتماعية ونحوها. ومن المهارات المهمة مهارة الاستماع الجيد بحيث ينصت للآخرين فيشعرون بالأنس والرضا حين التحدث إليه.

ومن مهارات الذكاء الاجتماعي مهارة معرفة العادات والأعراف والمعايير الاجتماعية في البيئة التي يعيش فيها والتعامل مع الآخرين وفق ذلك. ومنها مهارة الشعور بالآخرين، فالشخص الذكي اجتماعيا يمتلك القدرة على فهم الآخرين والشعور بما يعانونه، ومن ثم السعي نحو مساعدتهم لتجاوز مشكلاتهم. ومنها مهارة الكفاءة الاجتماعية وتسمى مهارة تبديل الأدوار، فهو يمتلك القدرة على التعامل مع مختلف الشخصيات سواء الكبيرة اجتماعيا أو الصغيرة، وكذلك مع مختلف الأعمار، بحيث يعطي كل ذي حق حقه والأسلوب الذي يلائمه ويشعره بصدق وإخلاص محدثه.

ومن أصعب مهارات الذكاء الاجتماعي مهارة ترك انطباع جيد لدى الآخرين دون تصنع أو تكلف، وكذلك مهارة تجنب الجدال الذي لا طائل من ورائه. إن لممارسة الذكاء الاجتماعي عديدا من الفوائد من أهمها تحسين مناعة الجسم، وبالتالي زيادة مقدرته على مقاومة الأمراض. وتجنب الشعور بالتعب والاكتئاب وضيقة الصدر وهي أمراض مرتبطة بالوحدة غالبا. وفي المجمل فإن من يمتلك مهارة الذكاء الاجتماعي سيجد لذلك انعكاسا مباشرا على مختلف جوانب حياته سواء مع أسرته أو أصدقائه أو المجتمع بصفة عامة.