Author

الاستثمار في فترات الركود «2 من 2»

|

اقتصادي في السياسات الاقتصادية وإدارة استراتيجيات الأعمال والشراكات الاستراتيجية.

المستثمرون الأكثر خبرة في الأسواق يدركون أنه لا توجد طريقة تكشف أداء الشركات المستقبلي وإذا ما كان أداؤها سيستمر في النمو، بمعنى آخر: إن ما نراه من أسعار لاستثماراتنا ومهما كانت أصولنا الاستثمارية جيدة تظل مرهونة بمتغيرات اقتصادية واسعة، مثل: أسعار الفائدة والتضخم والنمو الاقتصادي والأزمات الجيوسياسية، إضافة إلى طبيعة النظام الاقتصادي الذي يتحكم في الأسواق.
وإذا نظرنا إلى واقع المستثمرين فليس هناك من ينكر خوف المستثمرين وما يشعرون به وسط تقلبات الأسواق على المدى القصير، لهذا نرى قرارات عشوائية تربك الأسواق أو ردود فعل مفرطة، وللتغلب على ذلك، أي الخوف غير المؤكد أو الانكماش الذي يحدث عندما ينخفض معدل التضخم إلى أقل من 0 في المائة وتتراجع معه أرباح الشركات أو الركود المصحوب بارتفاع الأسعار، لهذا لا يزال الاستثمار وفق نظرة طويلة الأمد وبناء محفظة استثمارية بانتظام بغض النظر عن أداء السوق، أي الشراء بطريقة شهرية أو دورية في أصول واستثمارات جيدة، من أكثر الاستراتيجيات التي يمكن أن تثق بها لتخفيف مخاطر التقلبات، لأنها تعتمد على المتوسط المتحرك لتكلفة الاستثمار، وهذا بدوره يخفف من مخاوفنا والتقلبات قصيرة المدى ويكشف لنا الاتجاهات.
يلجأ كبار المستثمرين من حكومات وشركات وحتى أفراد، أي الخبراء منهم في فترات الركود إلى خفض مخاطر الاستثمار من خلال تقليص شراء الأسهم الأكثر تقلبا دون تصفيتها والتركيز على الأسهم الدفاعية الكبيرة من حيث رأس المال، لأنها ستكون أكثر استقرارا والابتعاد عن جميع الشركات المثقلة بالديون وشراء أسهم الشركات القيادية والابتعاد عن شركات النمو الصغيرة والمتوسطة وشراء أسهم الشركات التي تميل إلى منح توزيعات منتظمة من صافي أرباحها أو دخلها بغض النظر عن الأداء الاقتصادي العام كأسهم الدخل والوحدات العقارية المتداولة REITS والاستثمار في أدوات الدين التي تعطي عوائد مرتفعة مثل السندات والصكوك، إضافة إلى أن صناديق المؤشرات المتداولة ETFS طريقة فعالة للاستثمار في فترات الركود وللمشغولين ولمن لا يجيد الاستثمار.
أخيرا: إن الاستثمار المالي ليس صفقات مؤقتة كما يظنه البعض أو تحقيق ثراء في وقت قصير من خلال الوقوع في فخ كسر عامل الزمن الاستثماري، ومن يريد الوصول للثراء السريع فعليه الاتجاه إلى الأدوات الصحيحة مثل ريادة الأعمال التي تتسم بالمخاطرة العالية والإبداع ولأنها أيضا، أي ريادة الأعمال Entrepreneurship في نظر الاقتصاديين تعالج مشكلات ضعف النمو أصلا ولقدرتها على التغيير الديناميكي والانتقال للمحيط الأزرق، أي: تكوين أسواق جديدة بمنتجات جديدة، ولا أعني الأعمال الصغيرة والمتوسطة SMES التي تتأثر بالدورات الاقتصادية، وفي الختام يصعب تطبيق استراتيجية واحدة تناسب الجميع، لكن الأهم أن ندرك أن الاستثمار رحلة تعتمد على تراكم رأس المال وتنمية الثروة زمنيا وعبر حيازة مزيد من الأصول والنقود المتاحة للاستهلاك وإعادة الاستثمار، إضافة إلى تعزيز لياقة الاستثمار التنفيذية وفهم طبيعة الأصول وفق تصنيفاتها الصحيحة.

إنشرها