أكد لـ"الاقتصادية" ديتر لامليه سفير ألمانيا في السعودية سعي بلاده إلى تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع السعودية واستغلال الثقل الاقتصادي الكبير للجانبين عالميا، حيث تعد المملكة من أكبر اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وأكبر دولة منتجة ومصدرة للنفط، فيما تعد ألمانيا أكبر اقتصاد أوروبي والرابع عالميا.
وقال السفير الألماني: إن سبعة وفود ألمانية حضرت إلى السعودية عقب زيارة المستشار الاتحادي الألماني أولاف شولتس الأخيرة، مبينا أن هذه الزيارات شاركت فيها شركات ألمانية متخصصة كبرى في القطاعات الاستثمارية كافة بهدف تعزيز الشراكات وإقامة المشاريع المشتركة واستغلال الحراك الاقتصادي الذي تشهده المملكة وفق رؤية 2030. وقال "هذه الزيارات أداة جذب قوية للاستثمار في السعودية، وهذه الوفود من شأنها الإسهام بشكل حاسم في تعزيز التعاون والصداقة بين البلدين".
وذكر أن وفدا آخر سيزور المملكة قريبا للتداول حول موضوع "الإدارة المستدامة لمياه الصرف الصحي في المجتمعات والزراعة"، حيث سيعمل الجانبان معا على تحقيق الإدارة المستدامة للمياه.
وأضاف: هناك وفدان من البرلمان الاتحادي الألماني (البوندستاج) سيلتقون مع نظرائهم السعوديين في مدينة الرياض، لبحث استغلال الفرص الاستثمارية المتنوعة في المملكة". وقال السفير ديتر لامليه في رد على أسئلة لـ"الاقتصادية" خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر السفارة الألمانية في الرياض هذا الأسبوع: "نسعى إلى إبرام شراكة جادة بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة، وذلك في ظل مساعي السعودية لتصبح أحد أكبر مصدري الهيدروجين على مستوى العالم، ولذا فإنه يمكن لكلا الجانبين الاستفادة من هذا التعاون عبر تعزيز التبادل المعرفي والتكنولوجيا والتدريبات المهنية.
وتابع: تماشيا مع هذا الهدف، زار أحد الوفود الألمانية المملكة أخيرا بغرض التداول حول نزع الكربون في صناعة البتروكيماويات السعودية والتعاون في صناعة الهيدروجين، وأتاحت للمشاركين من الجانبين عددا كبيرا من الفرص المتنوعة للتبادل المهني. وفي هذا السياق، علقت الدكتورة داليا سمرة - روهتي مفوضة الصناعة والتجارة في السعودية مكتب GESALO، قائلة: " تعرفت الشركات الألمانية على الفرص التي توفرها المشاريع التي انطلقت بغزارة في السعودية، وتعمل على اغتنام الفرص الاستثمارية في المملكة عبر وجود وفد متعدد الاختصاصات، الذي يخطط أعضاؤه لاستراتيجية طويلة الأمد للاستثمار في المملكة ولديهم الرغبة أيضا في المشاركة في توفير قيمة مضافة للأعمال في المملكة". وفي هذا الجانب تكرس كل من جمعية الصداقة العربية الألمانية DAFG وجامعة ميونخ التقنية TUM جهودهما معا في سبيل إقامة تبادل في مجالي التعليم والثقافة، حيث يجري العمل على تعزيز التبادل المعرفي بين الجامعات في البلدين، خصوصا وأن جامعة ميونخ التقنية تكرر حصولها على تصنيف أفضل جامعة في ألمانيا.
