العاصفة "نالجي" تهدد عاصمة الفلبين
وصلت العاصفة المدارية نالجي، التي تهدد العاصمة مانيلا إلى الفلبين بعدما سبقتها فيضانات وانزلاقات تربة خلفت 45 قتيلا على الأقل، وفقا لأرقام رسمية جديدة مخفضة.
اجتاحت العاصفة نالجي جزيرة لوزون الرئيسة في الفلبين أمس، مصحوبة برياح تبلغ سرعتها 95 كيلومترا في الساعة منذ وصولها بعد الفجر إلى اليابسة.
لكن الدمار بدأ قبل وقت طويل من وصول العاصفة إلى البر. فقد غمرت أمطار غزيرة مناطق ريفية في جنوب جزيرة مينداناو أعقبتها انزلاقات تربة وفيضانات قاتلة.
وعدلت الحكومة الحصيلة الرسمية لضحايا العاصفة من 72 إلى 45 قتيلا. وأقر مسؤولو الدفاع المدني بأن عناصر فرق الإنقاذ الذين أرسلوا إلى جنوب البلاد، الذي غمرته الفيضانات أمس الأول، أخطأوا في إحصاء العدد، إذ تم احتساب بعض الضحايا مرتين.
وقال نجيب سيناريمبو مسؤول الدفاع المدني في المنطقة الجنوبية لـ"الفرنسية"، "عندما تثبتنا من التقارير، أدركنا وجود 40 قتيلا فقط و31 جريحا و15 مفقودا".
بدوره، أكد رافايليتو أليخاندرو قائد جهاز الدفاع المدني الوطني، انخفاض الحصيلة والعثور على القتلى في موقع الكارثة في منطقة مينداناو (جنوب)، وقال إن خمسة أشخاص آخرين قضوا نحبهم في مناطق أخرى في أنحاء البلاد.
انتقد الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس مسؤولي الدفاع المدني والمسؤولين المحليين وقال عبر التلفزيون: "من المهم أن ننظر إلى الوراء ونرى لماذا حدث هذا، لماذا لم نتمكن من إجلائهم، لماذا عدد الضحايا مرتفع جدا؟".
في الأعوام الأخيرة، كانت الفيضانات المفاجئة المحملة بالطين والحطام المنحدرة من سفوح جبال أزيلت منها معظم غاباتها، من بين أكبر الأخطار التي تشكلها الأعاصير في الفلبين.
ويركز عمال الإنقاذ على قرية كوسوج التي يسكنها ما بين 80 و100 شخص، التي دفنت بعد انهيار جزء من جبل أجرد في مكان قريب.
وأفادت خدمة الأرصاد الجوية الحكومية أن عين العاصفة نالجي مرت في جزيرة ماريندوكي الصغيرة منتصف الصباح وقد تصل إلى مانيلا، المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 13 مليون شخص، في وقت لاحق السبت.
وأضافت أنه يتوقع حدوث فيضانات وانزلاقات تربة ناجمة عن الأمطار الغزيرة، فيما هناك "خطر ضئيل إلى متوسط لحدوث عواصف" أو أمواج عاتية تضرب المناطق الساحلية.
وقال أليخاندرو "استنادا إلى توقعاتنا، هذه العاصفة قوية للغاية، لذلك استعددنا لها جيدا" مضيفا أنه تم وضع خمسة آلاف عنصر إنقاذ في حالة تأهب.
وطلب من السكان الذين كانوا في طريق العاصفة البقاء في منازلهم قبل انتقال العاصفة إلى بحر الصين الجنوبي.
وأوضح "إذا لم يكن ضروريا أو مهما، فعلينا تجنب الخروج اليوم، لأنه سيكون خطيرا وقد يلحق بكم الأذى".
وقال مكتب الدفاع المدني: إنه تم إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص قبل وصول العاصفة إلى اليابسة.
كذلك، علق خفر السواحل خدمات العبارات في معظم أنحاء الأرخبيل بسبب أمواج البحر العاتية، ما أدى إلى تقطع السبل بمئات السفن وآلاف الركاب في الموانئ.
في غضون ذلك، قالت هيئة الطيران المدني: إنها ألغت أكثر من مائة رحلة جوية حتى الآن.
ويضرب 20 إعصارا وعاصفة بالمعدل الفلبين كل عام، ما يؤدي إلى مقتل مئات الأشخاص وتدمير مزارع ومنازل وطرق وجسور، علما أن جنوب البلاد نادرا ما يكون عرضة لهذا النوع من الكوارث.