أخبار اقتصادية- عالمية

انقسامات أوروبية عميقة بشأن التعاطي مع أزمة ارتفاع أسعار الطاقة

انقسامات أوروبية عميقة بشأن التعاطي مع أزمة ارتفاع أسعار الطاقة

يسعى قادة الاتحاد الأوروبي إلى تجاوز الانقسامات بشأن كيفية التعاطي مع أزمة ارتفاع أسعار الطاقة، في وقت يواجهون تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وناقش قادة الاتحاد في اجتماع أمس، كيفية تعزيز الحماية للبنى التحتية الأوروبية الحيوية غداة تسرب الغاز من خطي أنابيب نورد ستريم الرابطين بين روسيا وأوروبا، نتيجة لما وصف بأنه عمل تخريبي.
لكن الأنظار تركزت على الانقسامات العميقة في أوساط الدول الـ27 بشأن كيفية التعامل مع أزمة الطاقة والخطة الأمثل لخفض الأسعار. تواجه أوروبا نقصا في إمدادات الطاقة، إذ تزداد تكلفة توليد الكهرباء، نظرا للارتفاع الكبير في أسعار الغاز بعد قطع روسيا الإمدادات.
وتعمل حكومات التكتل جاهدة لخفض التكاليف بالنسبة للمستهلكين لكنها تعتمد على مصادر متباينة للطاقة وتنقسم الآراء بالتالي بشأن الحلول.
وتقترح أورسولا فون دير لايين رئيسة المفوضية الأوروبية "خارطة طريق" لإجراءات يمكن أن تساعد على تخفيف العبء، بما في ذلك وضع سقف لسعر الغاز الذي يستورده التكتل.
لكن لا يوجد أي توافق بعد على كيفية تطبيق سقف على الأسعار ويستبعد بأن يتخذ القادة أي قرار حازم قبل القمة المرتقبة في بروكسل في وقت لاحق هذا الشهر.
وقالت فون دير لايين للصحافيين، "حان الوقت الآن لمناقشة الكيفية التي يمكننا من خلالها وضع حد لارتفاع أسعار الطاقة".
وأضافت "هكذا سيكون النقاش بشأن تحديد سقف للأسعار، بشأن مستواها وكيفية تحديدها". وضغطت أكثر من نصف دول الاتحاد الأوروبي على التكتل لتحديد سقف لسعر الغاز الذي يصل إليها، سواء عبر خطوط الأنابيب أو بحرا، مع بدء فصل الشتاء في شمال الكرة الأرضية. لكن ألمانيا عارضت الخطوة حتى الآن خشية تسببها بتحويل مسار الإمدادات بعيدا عن أوروبا.
وقال رئيس الوزراء اللاتفي كريسيانيس كارينز "وضع سقف لسعر الغاز سيكون عظيما إذا تحقق، مع التنبيه من أنه لا يمكننا تعريض أمن الإمدادات إلى الخطر".
وأضاف "لا يمكننا تحديد السعر بشكل يدفع الأطراف الأخرى لعدم بيع الغاز إلى أوروبا".
وتعرضت برلين إلى انتقادات شديدة من أعضاء الاتحاد الأوروبي لمماطلتها في هذه المسألة وبعدما أعلنت صندوقا بمائتي مليار يورو "199 مليار دولار" لتمويل السقف الذي حددته للأسعار على الصعيد الوطني.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي "رسالتي إلى ألمانيا هي بأن تحافظ على وحدة الصف مع الباقين بأن على الجميع الاتفاق على عامل مشترك في الأوقات الصعبة".
ورغم مشاعر عدم الرضا بعض الشيء من المجر، نجح التكتل في المحافظة على وحدته إلى حد كبير في معارضة الكرملين، بينما صعد بوتين النزاع عبر إعلانه ضم أربع مناطق محتلة.
وتحض أوكرانيا الاتحاد الأوروبي على تسريع تقديم الدعم الاقتصادي الذي تحتاجه بشكل كبير بعدما وقعت بروكسل الإثنين مذكرة تفاهم لتقديم خمسة مليارات يورو.
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي بممارسة مزيد من الضغوط على قطاع الطاقة الروسي، وذلك غداة فرض التكتل حزمة جديدة من العقوبات على موسكو على خلفية الحرب.
وقال زيلينسكي في كلمة وجهها عبر الفيديو خلال القمة "علينا أن نواصل المضي قدما في هذا الاتجاه، في اتجاه الضغط على قطاع الطاقة الروسي، مصدر الدخل الأساسي لروسيا". وشكر زيلينسكي الاتحاد الأوروبي لتبنيه فرض عقوبات جديدة على موسكو وسعت نطاق حظر التصدير والاستيراد وأدرجت أفرادا في القائمة السوداء على خلفية ضم روسيا أربع مناطق أوكرانية.
كذلك جدد زيلينسكي التأكيد على دعوات كييف لجعل محطة زابوريجيا للطاقة النووية الواقعة في منطقة أعلنت موسكو ضمها، "منزوعة السلاح".
وهذا الأسبوع أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته بالاستحواذ رسميا على محطة زابوريجيا الواقعة في جنوب أوكرانيا.
وقال زيلينسكي إن جعل المحطة منزوعة السلاح يجب "ألا يقتصر على المعدات العسكرية الروسية، بل أيضا إخراج كل الجنود من المحطة"، مشيرا إلى وجود نحو 500 روسي في المحطة حاليا.
وشدد على ضرورة الخطوة "لدواعي السلامة النووية"، مؤكدا أهمية المحطة لكي تتمكن أوكرانيا من توليد ما يكفي من الكهرباء.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية