أسواق الأسهم- العالمية

الأسواق تلتقط الأنفاس .. تراجع الدولار وتوقف ارتفاع عوائد السندات

الأسواق تلتقط الأنفاس .. تراجع الدولار وتوقف ارتفاع عوائد السندات

تراجع الدولار أمس مع توقف عوائد سندات الخزانة الأمريكية عن الارتفاع بعد موجة من الزيادات، الأمر الذي أتاح فرصة لأسواق الأسهم وساعد اليورو والجنيه الاسترليني على التقاط الأنفاس والتعافي بعد تسجيل أدنى مستوياتها في عدة أعوام.
وبحسب "رويترز"، كان الدولار الأسترالي أيضا لافتا للأنظار، إذ انخفض بنحو 1 في المائة بعدما فاجأ البنك المركزي في البلاد الأسواق برفع أسعار الفائدة بأقل من المتوقع، قبل أن يتعافى ويلحق بموجة التعافي الواسعة.
وارتفع اليورو 0.5 في المائة إلى 0.9876 دولار بعدما وصل إلى أدنى مستوى في 20 عاما عند 0.9528 دولار في 26 أيلول (سبتمبر). كما صعد الجنيه الاسترليني 0.6 في المائة إلى 1.1390 دولار، بعدما بلغ أدنى مستوى له على الإطلاق عند 1.0327 دولار في اليوم نفسه.
وسجل العائد على سندات الخزانة الأمريكية أجل عشرة أعوام 3.5677 في المائة، بانخفاض حاد عن الأسبوع الماضي عندما ارتفع لفترة وجيزة فوق 4 في المائة.
وكانت الارتفاعات الأخيرة في عوائد السندات الأمريكية إلى جانب قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) برفع أسعار الفائدة بقوة من بين العوامل وراء المكاسب التي حققها الدولار في الآونة الأخيرة.
وفي آسيا، سجل الدولار تغيرا طفيفا مقابل الين، إذ وصل إلى 144.7 ليظل دون 145 ينا التي تجاوزها لفترة وجيزة أمس للمرة الأولى منذ تدخل السلطات اليابانية لدعم عملتها في 22 أيلول (سبتمبر).
وارتفع الدولار الأسترالي 0.15 في المائة إلى 0.6525 دولار.
وكان الجنيه الاسترليني قد قفز يوم الإثنين أمام الدولار بعد أن أعلنت بريطانيا العدول عن خطة لإلغاء أعلى معدل لضريبة الدخل في البلاد، كما تراجع الدولار مقابل عملات كبرى أخرى.
وارتفع الاسترليني مقابل الدولار أمس الأول، بعد تقارير أفادت بالعدول عن الخطة، لأعلى معدل للعملة منذ 22 سبتمبر، وهو اليوم السابق لإعلان وزير المالية البريطاني كواسي كوارتنج "خطة نمو" جديدة تخفض الضرائب والقيود بتمويل من اقتراض حكومي واسع، التي بثت الاضطرابات في الأسواق.
كما سجلت أسعار الذهب أعلى مستوى منذ ثلاثة أسابيع أمس، محفزة جميع المعادن النفيسة على تحقيق مكاسب، مع تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية مجددا بعد تسجيل أعلى مستوياتها منذ أعوام، ما أعاد الجاذبية إلى المعدن النفيس الذي لا يحقق عائدا.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 2.5 في المائة إلى 1707.20 دولار للأوقية (الأونصة) خلال التعاملات أمس، بعد أن لامس في وقت سابق أعلى مستوى منذ 13 سبتمبر عند 1710.39 دولار.
وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.9 في المائة إلى 1717.60 دولار.
وهبوط مؤشر الدولار يجعل الذهب أقل تكلفة للمشترين في الخارج.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، قفز سعر الفضة في المعاملات الفورية 1 في المائة إلى 20.96 دولار للأوقية، بعد أن سجل في وقت سابق من المعاملات أعلى مستوى منذ يونيو.
كما قفز سعر البلاديوم بما يصل إلى 4.2 في المائة قبل أن يسجل صعودا 3.3 في المائة في أحدث التعاملات إلى 2294.79 دولار، وصعد البلاتين 1.2 في المائة إلى 912.85 دولار للأوقية.
وكان الذهب قد ارتفع أكثر من 2 في المائة يوم الإثنين، مع تراجع الدولار وعائدات سندات الخزانة الأمريكية، حيث أغرى تراجع المعدن النفيس في الآونة الأخيرة المستثمرين للشراء، كما قفزت الفضة فيما قد يكون أكبر مكسب يومي لها منذ أواخر عام 2008.
وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.8 في المائة عند التسوية إلى 1702 دولار.
وقفز سعر الفضة 8.8 في المائة إلى 20.67 دولار للأوقية، أعلى مستوى منذ منتصف أغسطس.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، قفز سعر البلاديوم 2.9 في المائة إلى 2219.83 دولار، والبلاتين 5 في المائة تقريبا إلى 901.52 دولار للأوقية عند التسوية الإثنين.
يشار إلى أن الأسهم في وول ستريت أنهت التعاملات أمس الأول على ارتفاعات حادة في مستهل الربع الأخير من العام المضطرب وسط زيادات لأسعار الفائدة وتضخم بلغ مستويات قياسية ومخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي.
وزادت كل القطاعات الكبرى المدرجة على المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بقيادة قطاع الطاقة.
وكانت المؤشرات الثلاثة الكبرى في وول ستريت قد أنهت الربع الثالث من العام يوم الجمعة على تراجع بسبب المخاوف المتنامية من أن السياسة النقدية البالغة التشديد من المركزي الأمريكي ستدفع الاقتصاد إلى ركود.
كما ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الإثنين في بداية إيجابية لآخر ربع لهذا العام، إذ أسهمت مجموعة من بيانات الأنشطة الاقتصادية القاتمة في تهدئة بعض المخاوف المتعلقة بوتيرة تشديد السياسة النقدية من البنوك المركزية لكبح التضخم الجامح.
وتراجع ستوكس 600 بما يقارب 20 في المائة حتى الآن هذا العام في منطقة تعاني أزمة طاقة وتفاقم الصراع الروسي - الأوكراني ومن مؤشرات تنبئ بتشديد مالي من جانب المركزي الأمريكي وبنوك مركزية كبرى، ما قوض شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
إلى ذلك، قال تشو كيونج هو وزير مالية كوريا الجنوبية، أمس، إن الحكومة ستطبق الإجراءات الوقائية المناسبة مع مراجعة كل الخيارات المتاحة وفقا للسيناريوهات المحتملة لاضطرابات الأسواق المالية وأسواق الصرف.
جاءت تصريحات تشو خلال جلسة مراجعة برلمانية لأداء وزارة المالية، معبرا عن المخاوف من احتمال استمرار الموقف المضطرب الحالي للسوق لفترة طويلة، بحسب "الألمانية".
وأخيرا، شهدت سوق الأسهم الكورية الجنوبية اضطرابا مع تراجع حاد لسعر الوون الكوري الجنوبي أمام الدولار، في ظل المخاوف من ركود اقتصادي عالمي مع اتجاه البنوك المركزية الكبرى في العالم باستثناء اليابان والصين إلى تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة بوتيرة سريعة.
وقال تشو إن "التضخم المرتفع الناجم عن عوامل خارجية فرض صعوبات على المواطنين العاديين والفئات الأضعف (من الكوريين الجنوبيين) وأدى إلى زيادة حدة التقلبات في سوقي المال والصرف. وتزايدت المخاوف من التباطؤ الاقتصادي، في ظل تراجع زخم الصادرات والاستثمار".
وأوضح أن الحكومة ستتخذ كل الخطوات اللازمة في الوقت المناسب وبطريقة وقائية من خلال مراجعة دقيقة لموقف السوق وكل السيناريوهات المحتملة.
كما تعهد الوزير ببذل الجهود الرامية إلى تعزيز الوضع المالي وتحسين التصنيف الائتماني لكوريا الجنوبية.
بينما قال البنك المركزي الفلبيني إنه يتخذ إجراءات "للتعامل مع أي اضطراب" في السوق المالية، مطالبا المواطنين بعدم الحصول على مزايا غير مستحقة من التطورات الجارية.
وذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء، أمس، أن "المركزي الفلبيني" قال في بيان عبر البريد الإلكتروني "أطالب أولئك الذين لديهم الوسائل بعدم الاستفادة بصورة غير مستحقة من أحوال السوق المتغيرة".
وأضاف "المركزي": "هذا لا يساعد العملة الفلبينية البيزو، ولا يساعد الفلبينيين".
وجاء بيان "المركزي" في الوقت الذي هبط فيه البيزو إلى مستوى قياسي أمس الأول. وتراجع البيزو بأكثر من 13 في المائة خلال العام الحالي، إذ أدى رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة إلى ارتفاع الدولار إلى مستويات غير مسبوقة.
وانخفضت العملة الفنلندية 0.6 في المائة إلى 85.86 بيزو مقابل الدولار الواحد خلال تعاملات أمس. ولم يخض البنك المركزي الفلبيني في أي تفاصيل بشأن الخطوات التي يتخذها.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أسواق الأسهم- العالمية