الطاقة- النفط

فائض النفط مرشح للتراجع في نوفمبر .. الركود يثير مخاوف الطلب

فائض النفط مرشح للتراجع في نوفمبر .. الركود يثير مخاوف الطلب

استمرت تقلبات أسعار النفط الخام مع ميل إلى التراجع بسبب مخاوف الركود الاقتصادي العالمي بعد رفع سعر الفائدة الأمريكية لمكافحة التضخم، بينما تتلقى الأسعار دعما من توقعات شح المعروض مع بدء فرض العقوبات الأوروبية على النفط الروسي وتطبيق الحظر التام مطلع كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وتشير الإحصائيات إلى تخلي أسعار النفط عن جميع مكاسبها تقريبا في العام الجاري، حيث أكد بنك ستاندرد تشارترد، أن فائضا في النفط حدث بشكل غير متوقع في الربع الثالث من العام الجاري وهو السبب الرئيس وراء ضعف الأسعار في المرحلة الحالية، ويقدر الفائض بنحو 1.7 مليون برميل يوميا في أكتوبر، وهو الشهر الرابع على التوالي بفائض يزيد على مليون برميل يوميا.
ويقول لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون: إن من المتوقع أن يتقلص الفائض بشكل كبير في نوفمبر المقبل في ظل احتمالات بخفض الإنتاج من تحالف "أوبك +" وعدد من المنتجين الآخرين للتغلب على التباطؤ الاقتصادي الناجم عن السياسات المالية التقييدية ورفع سعر الفائدة في البنوك المركزية في عديد من دول العالم، كما لا تزال حالة عدم اليقين الجيوسياسية تهدد الإمدادات حيث يترقب التجار أي تلميح للتباطؤ.
وذكر المحللون، أن تحالف "أوبك +" قد يكرر قرار خفض الإنتاج في اجتماع الوزراء في 5 أكتوبر المقبل، معتبرين أن هذا الأمر يزيد من تشديد الإمدادات ويمكن أن يرفع الأسعار وذلك فيما يتوقع بعض مصافي التكرير الكبرى في الصين اقتصادا أفضل في الشتاء، وهي إشارة صعودية لأسعار النفط خاصة مع تعافي الطلب في البلاد بعد بدء التخلي عن سياسة "صفر كوفيد".
ويقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة: إن تقلبات النفط تتوالى وضعف الأسعار يلقيان بظلال قوية على السوق بعدما تراجعت المعنويات، وزاد العزوف عن المخاطرة بعد رفع الفائدة الأمريكية للمرة الثالثة خلال العام الجاري، في مؤشر قوي على استفحال خطر التضخم والرغبة في السيطرة عليه رغم تداعيات ذلك الممثلة في التباطؤ الاقتصادي.
وأوضح أن مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لا تزال أقل بكثير من متوسط خمسة أعوام، وقد سجلت أدنى مستوى في نطاق الأعوام الخمسة، وهو مؤشر يعكس تعافي وتيرة الطلب كما من المرجح أن نرى انخفاض الفائض في العرض في الربع الرابع في حين تتمهل "أوبك" في المقابل في خطة إجراء تخفيضات فورية في الإمدادات.
من جانبه، يقول أندرو موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات: على الرغم من العقوبات الأوروبية المرتقبة في قطاع النفط الخام، نجد أن الإنتاج الروسي ينخفض بمعدل سنوي أقل من توقعات السوق البالغة 1.46 مليون برميل يوميا، ولكن يمكن القول إجمالا، إن مخاطر العرض والطلب مرتفعة حاليا للغاية في السوق.
وأشار إلى أن السوق تترقب الخطوة الجديدة لتحالف "أوبك +"، حيث يجتمع وزراء الطاقة في التحالف الأربعاء المقبل لتحديد مستوى إنتاج نوفمبر، وذلك بعد أن قاموا في الشهر الماضي لأول مرة منذ عامين بخفض الإنتاج بدلا من الزيادة الشهرية التي كانت مقررة على مدار الشهور الماضية، وذلك بعد تغير وضع السوق وانتقاله إلى وفرة العرض والتباطؤ في الطلب بسبب سياسات البنوك المركزية وعلى رأسها الفيدرالي الأمريكي.
من ناحيته، أوضح فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، أن أسعار النفط الخام منذ منتصف يونيو الماضي تقريبا تواصل الانخفاض بشكل مطرد من أكثر من 122 دولارا للبرميل إلى أقل من 90 دولارا للبرميل، حيث تم محو المكاسب القياسية التي تحققت في فبراير الماضي عقب اندلاع المواجهات العسكرية الروسية - الأوكرانية.
وأشار إلى أن تصاعد صراع الطاقة مع روسيا وتراجع المخزونات الأمريكية أدى إلى زيادة احتمالية تقلص الإمدادات في المدى القريب، حيث تراجعت مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي للمرة الأولى في شهر موضحا أن الاتحاد الأوروبي يتأهب بالفعل لجولة جديدة من العقوبات ضد روسيا.
بدورها، تقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية: إن المخاوف تهيمن على السوق وتؤدي إلى ارتفاعات وتراجعات مفرطة بشكل مستمر، معتبرة أن جميع أسعار الطاقة معرضة للارتفاع، خاصة إذا حدثت بداية مبكرة لفصل شتاء شديد البرودة. وأوضحت أن أسعار النفط الخام خسرت نحو 40 في المائة تقريبا من ذروتها في فبراير من هذا العام وسط شعور متزايد بأن جهود البنوك المركزية حول العالم لاحتواء التضخم، ستؤدي إلى تباطؤ اقتصادي كما لا تزال حالة عدم اليقين الجيوسياسية تهدد الإمدادات حيث يترقب التجار أي تلميح للتباطؤ.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، مع تراجع المؤشرات على احتمال خفض تجمع "أوبك +" الإنتاج على خلفية صعود الدولار وضعف التوقعات الاقتصادية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر 26 سنتا، أو 0.3 في المائة إلى 89.58 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:54 بتوقيت جرينتش. وتراجع عقد تسليم ديسمبر الأكثر نشاطا 13 سنتا، أو 0.2 في المائة، إلى 87.92 دولار.
وتراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي لشهر نوفمبر ثمانية سنتات، أو 0.1 في المائة إلى 82.07 دولار.
ومن المرجح أن تقترح روسيا خفض "أوبك +" إنتاجها النفطي بنحو مليون برميل يوميا.
كما تسبب الإعصار إيان في دعم الأسعار، حيث علق إنتاج نحو 157706 براميل يوميا في خليج المكسيك اعتبارا من الأربعاء، وفقا للسلطات الأمريكية.
وكان الخامان القياسيان قد شهدا ارتفاعا في الجلستين السابقتين وسط تقلبات التداول بعد أن وصلا إلى أدنى مستوى لهما في تسعة أشهر هذا الأسبوع إذ أدى انخفاض مؤقت في مؤشر الدولار وتراجع في مخزونات الوقود الأمريكي بشكل أكبر من المتوقع إلى زيادة الآمال في انتعاش الطلب.
ومع ذلك، ارتفع مؤشر الدولار مرة أخرى أمس، ما قلل من شهية المستثمرين للمخاطرة وأذكى المخاوف حيال الركود، ما أدى إلى انخفاض عقدي الخام في وقت سابق من الجلسة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط