Author

ثلاثية نجاح المنظمة

|
ثلاث ركائز أساسية تقوم عليها المنظمات الناجحة، تتمثل في الاتجاهات، والمخرجات أو النتائج، والعمليات والإجراءات. تتمثل الاتجاهات في مشاعر منسوبي المنظمة، بجميع تصنيفاتهم، من حيث المستوى الوظيفي، كالإدارة العليا، والمتوسطة، والأقسام التنفيذية، أو الأدوار المنوطة بهم مثل الأعمال الفنية والصيانة، والمحاسبة وغيرها من الأعمال. الاتجاهات الإيجابية التي يحملها منسوبو المنظمة تمثل عنصرا رئيسا، لما لها من دور في تقوية الانتماء والولاء والإخلاص والحرص على الممتلكات والسمعة، حتى يتحول الفرد إلى منافح عن منظمته، مدافع عنها، ممثل لها خير تمثيل، ليس في أقواله، بل في إتقان دوره لتتكامل الأدوار.
الاتجاهات السلبية على النقيض من ذلك، فيما لو وجدت عند فرد، أو مجموعة من منسوبي المنظمة ستكون مدمرة، مسيئة للمنظمة في أوساط المستفيدين من خدماتها، وهذه نتيجة كارثية في حق المنظمة، فالفرد الكاره لبيئة المنظمة التي يعمل فيها سيعمل على تشويه صورتها، والنيل منها، وبالذات إدارتها العليا.
الإجراءات، والعمليات التي تتم داخل المنظمة لها أهمية قصوى، بل هي حجر الرحى، إذ بالإجراءات السليمة يسعى المنتسبون إلى تحقيق الأهداف، بدلا من تركها بصورتها النظرية، إلا أن الانتقال من المستوى النظري إلى المستوى العملي يتطلب عمل فريق العمل بصورة جماعية، شعارهم التعاون والمساندة، وتعلم بعضهم من بعض، وبتنافس إيجابي بعيدا عن المناكفة والحسد. كما أن من شروط تحقق الأهداف، وسلامة الإجراءات، توافر المهارات المطلوبة، سواء كانت حنكة إدارية لدى إدارة المنشأة، أو مهارات كتابية، أو مهارات التعامل مع البرامج الحاسوبية، أو مهارات فنية تتمثل في سلامة التعامل مع الأجهزة إذا كانت أدوار المنظمة خدمية أو منتجة لمواد صلبة كالأثاث، أو الأقمشة، أو المنتجات الغذائية، وهذه تتطلب دقة قياس للمواد، والعناصر المستخدمة للإنتاج.
بعض المنظمات كالمدارس والجامعات قد تواجه إدارتها بعض الصعوبات في الوقوف على سلامة الإجراءات، ولذا في التعليم العام يقوم الموجهون التربويون بزيارات ميدانية للمدارس غير مرتبة، حتى يمكن اكتشاف الانتظام، ووجود المعلمين في مواقع عملهم، إضافة إلى أدائهم مع طلابهم في الفصول والمختبرات.
المخرجات والمنتجات تمثل العنصر الثالث الذي تتوج به المنظمة عملياتها، وتقدمه للمجتمع عموما، أو الفئة المستهدفة، وهي ما يمكن من خلالها الحكم على جودة المنتجات، وسلامتها، ومناسبتها لذوق المستهلك، أو قدرته الشرائية، أو مناسبتها لاحتياجات سوق العمل، كما في المخرجات التعليمية التي كثيرا ما يتم طرحها في الإعلام في الداخل والخارج، حيث تطالب الجامعات والمعاهد العليا بتحسين مخرجاتها معرفيا، ومهاريا، وكميا بما يناسب احتياجات السوق.
المنتجات، مادية كانت أو بشرية يشترك في المسؤولية عنها جميع منسوبي المنظمة بمختلف مسمياتهم ورتبهم، ولا يمكن لوم طرف دون آخر، إلا إذا ثبت التقصير، وسوء الممارسة فيما لو حدث خلل في المتجات، كما لا يمكن أن ينال شرف جودة المنتج الإدارة العليا فقط، لأن من وراء الكواليس قد يكون لهم الدور الحاسم في الأمر، مع أن بعض الثقافات الإدارية تتناسى من وراء الكواليس، وتنسب النجاح لرئيس المنظمة دون غيره.
إنشرها