الاحتفال بيوم الوطن

أزعم أن من عاشوا في المملكة أعواما أطول يعرفون مزايا هذا الوطن والشمولية الموفقة التي جمعت أبناءه. عاش كبار السن مراحل فيها كثير من الضنك والمعاناة، وشعروا بالفرق الشاسع الذي يمر أمام أعينهم بكل سرعة وإيجابية. لكن ما نراه اليوم من انتقال سريع وحركة أفقية ورأسية كبرى في المجالات كافة، يجعل الجميع يستشعر الوطن، ويدعم الولاء والانتماء الحقيقي لهذا الوطن وما يمثله من معان سامية.
عندما فتح الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ الرياض، لم يكن أحد يتصور أن يشارك أبناء تلك البلدة في تحدي الفضاء والأقمار الاصطناعية وبناء أضخم منظومات المعلومات والتقنية في العالم، بل إن الواقع اليوم يحبس الأنفاس بهذا الانطلاق المبهر في كل النواحي، وكأننا نعيش البدايات مرة أخرى بنفس مختلف وعبق آخر لا يستطيع أحد أن يغفله أو يقلل من قيمته.
يدعونا الوضع اليوم إلى التطلع للخير المقبل، وهذا أمر لا يشك فيه أحد، فالأمل يدعمه ما نشاهد اليوم من خطط طموحة وتوجهات طليعية في كل المجالات. نحن نختبر اليوم كثيرا مما لم يكن أحد يتوقع اختباره، فأصبح القادم من الصحراء والفلاح والتاجر البسيط ينافس أعظم الباحثين ورجال الأعمال من خلال منظومة دفعت بالفكر وتحسين الحال إلى الأمام، وجعلت من البحث عن الدور جزءا من أوليات كل واحد منا.
تنفتح أمام كل المواطنين الفرص التاريخية اليوم، وهنا الدعم الأكيد لكل باحث عن مستقبل مبشر بالخير كما النصح والإرشاد الذي يسمح لنا بالقول، إن هناك من الفرص ما لم يتوافر في أزمنة سابقة، شريطة أن يكون الباحث عن الفرصة متعايشا مع الواقع ويعرف كيف يختار المجال الذي يريد أن يمارس فيه دوره في تقدم بلاده.
تتوافر اليوم وسائل عديدة لتحسين المهارات ودعم القرارات وتشجيع المبادرات، والأفضل هو من يستطيع أن يتفاعل مع الفكر الجديد ويطور قدراته بما يقتضي الحال وما يسمح به تأهيله وقدراته.
يأتي اليوم الوطني ورجالنا الأبطال يحمون حدودنا من العدوان ومن الفساد الذي يحاول نشره الأعداء، يأتي اليوم الوطني وورش العمل قائمة بنظرة ثاقبة تنافس العالم وتبحث عن الموقع الأفضل لهذا الوطن، من خلال قائد الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب الرؤية والباحث لوضع المملكة في أعلى موقع على خريطة السعادة والسؤدد والنمو.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي