Author

الذكاء الانفعالي

|

هناك أنواع عديدة من الذكاء معظمها فطري جبلي، وبعضها يتم اكتسابه من خلال تجارب الحياة المختلفة. من هذه الأنواع ما يعرف بالذكاء الانفعالي أو الذكاء العاطفي Emotional intelligence، الذي يعرفه علماء الاجتماع أنه عبارة عن قدرة الإنسان على التحكم في عواطفه ومشاعره وانفعالاته المختلفة، وبمعنى آخر حسن إدارته لعواطفه حين تعامله مع الآخرين. ولأهمية هذا النوع من الذكاء، فقد استحدثت بعض الاختبارات التي تظهر مدى القدرة على ضبط الانفعالات والتحكم فيها إزاء المواقف المختلفة. وأشهر اختبارين هما اختبار EQ-i وهو معد خصيصا لقياس الكفاءات بما في ذلك الوعي بالذات واتخاذ القرارات والتعبير عن النفس والعلاقات بين الناس، الاختبار الثاني هو اختبار MSCEIT وفيه يؤدي المتقدمون مهمات مصممة من أجل تقييم قدرتهم على إدراك المشاعر والتعرف عليها وفهمها وإدارتها.
للذكاء الانفعالي عديد من العناصر يأتي على سلم أولوياتها التقييم الذاتي، ويقصد به أن يكون الإنسان واثقا من نفسه، له القدرة على التعرف على حسناته وسيئاته، قادرا على اتخاذ العلاقات المثالية عند تعامله مع الآخرين. ثم التعاطف بحيث يكون لدى الشخص القدرة على مراعاة ظروف الآخرين ومراعاة شعورهم والظروف التي تحيط بهم، وفهم مواقفهم وردود أفعالهم. ثم ضبط العواطف وهذا عنصر مهم، إذ تختل العواطف عند بعض الناس حين يتعرضون لمواقف فجائية، ثم بناء العلاقات والقدرة على التوازن حين التعامل مع الآخرين، كما أثر عن معاوية رضي الله عنه قوله، "لو أن بيني وبين الناس شعرة لما انقطعت، إن شدوها أرخيتها وإن أرخوها شددتها".
فحين التواصل مع الناس تجب مراعاة نبرة الصوت مثلا، بحيث تكون متزنة، لا مرتفعة مزعجة ولا منخفضة لا تسمع، وكذا البشاشة في الوجه والتبسم حين ملاقاة الآخرين، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال، "تبسمك في وجه أخيك صدقة". للذكاء الانفعالي مميزات وتأثيرات إيجابية لمن يمتلكه، فهو خير معين على تجاوز المشكلات في أماكن العمل، وباب مهم للتفوق في الحياة المهنية، فضلا عن انعكاس ذلك على صحة الإنسان الجسدية والنفسية والعقلية. كما أنه يتيح بناء علاقات إيجابية في المحيط الأسري أو الخارجي، ولأهميته فقد أدخل في بعض المناهج الدراسية لا لتحسين الصحة والرفاهية للطالب فحسب، بل لمساعدته على التفوق الأكاديمي.

إنشرها