FINANCIAL TIMES

صناديق التحوط تراهن على تراجع شركات إدارة الأموال البريطانية

صناديق التحوط تراهن على تراجع شركات إدارة الأموال البريطانية

تراهن صناديق التحوط على أن هبوط أسهم شركات إدارة الأصول في المملكة المتحدة، من ضمنها "أبردين" و"أشمور"، سيتسارع بينما تؤثر سوق هابطة قاسية في أدائها الاستثماري وقدرتها على جذب أعمال جديدة.
شركة سيتادل التابعة لكين جريفين، وشركة بوينت 72 التابعة لستيف كوهين، وشركة مارشال وايس هي من بين الشركات التي راهنت على انخفاض أسعار الأسهم للشركات المدرجة، التي تتبع استراتيجية المراكز الدائنة، التي يضعها انحيازها لارتفاع أسعار الأصول في مخاطر أكثر حدة من الاضطرابات التي حدثت هذا العام في أسواق الأسهم والسندات.
شركة الاستثمار أبردين ومجموعة صناديق الأسواق الناشئة، أشمور، ومنصة الاستثمار هارجريفز لانسداون، من بين الشركات المدرجة، التي زادت صناديق التحوط رهاناتها السلبية عليها هذا العام.
قال إيفان جوسوفيتش، مؤسس مجموعة بريك أوت بوينت البيانات، التي تحلل البيع على المكشوف: "البيئة الهابطة دفعت صناديق التحوط لزيادة عمليات البيع على المكشوف الكبيرة ضد مديري الأصول الذين يتبعون استراتيجية المراكز الدائنة، الذين من المحتمل أن يواجهوا صعوبات".
تأتي الرهانات خلال عام صعب للأسواق العالمية شددت خلاله البنوك المركزية سياساتها النقدية الفضفاضة للغاية في الأعوام الأخيرة في محاولة لمعالجة التضخم المتصاعد. دخلت الأسهم الأمريكية منطقة السوق الهابطة هذا الصيف، مدفوعة بانخفاض أسهم النمو، في حين تراجعت سندات الأسواق في الدول المتقدمة تراجعا حادا.
شركات إدارة الصناديق، التي تتجه منتجاتها إلى حد كبير نحو الارتفاع، وليس الهبوط، تشعر بالفعل بالألم. "أبردين" التي تراجعت أسهمها 40 في المائة هذا العام، سجلت الشهر الماضي خسارة بلغت 320 مليون جنيه استرليني في النصف الأول. وفي تموز (يوليو) شهدت "أشمور" التي تراجع سهمها 23 في المائة هذا العام، انخفاضا في الأصول بلغ 14.3 مليار دولار. وأبلغت "هارجريفز لانسداون"، التي تمتعت العام الماضي بتداول قياسي، عن انخفاض في الأرباح وتدفقات أعمال جديدة، وحذر رئيسها التنفيذي من "أوقات عصيبة خلال الأشهر القليلة المقبلة".
بيع شركات إدارة الصناديق على المكشوف "هو في الأساس استغلال لعوائد السندات الأمريكية. إذا استمرت في الارتفاع، فإن ذلك يقلل من تقييم جميع الأصول الأخرى بما في ذلك الأسهم"، حسبما قال فلوريان كروناويتر، وهو مدير صندوق تحوط سابقا يقدم الآن تحليلات. أضاف: "أسعار الأسهم المنخفضة تعني دخلا أقل من الرسوم لمديري الأصول".
شركة أودي أسيت مانجمينت، التي أسسها المتداول البارز، كريسبين أودي، تبيع 1.4 في المائة من "أشمور" على المكشوف. كتب مدير صندوقها، جيمس هانبري، في وثيقة للمستثمرين التي اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز" أن الشركة كانت من بين بعض شركات إدارة الصناديق، التي تعد "مخاطر دورية خاطئة التقدير".
تراهن كل من "سيتادل" وشركة ويلينجتون للإدارة وشركة إلفا كابيتال وشركة جيه بي مورجان أسيت مانجمينت على "أشمور"، وفقا لـ "بريك أوت مومنت" والسجلات التنظيمية. ارتفعت نسبة الحيازة على المكشوف إلى 9.1 في المائة، بدءا من أوائل سبتمبر، صعودا من 2.9 في المائة هذا العام، وفقا لشركة إس آند بي جلوبال إنتيلجينس.
في الوقت نفسه، ارتفعت نسبة الحيازة على المكشوف في "أبردين" من 1.7 في المائة في بداية العام إلى 7.1 في المائة، وهو ما يقارب أعلى مستوى لها هذا العام، وفقا لـ "إس آند بي جلوبال إنتيلجينس". "بلاك روك" و"جي إل جي" و"بوينت 72" و"سيتادل" من بين صناديق التحوط التي تراهن على الشركة، وفقا لـ "بريك أوت بوينت" والسجلات التنظيمية.
كتب بروس هاميلتون، المحلل في مورجان ستانلي، في مذكرة حديثة: "تظل قوة أرباح الأعمال ضعيفة بشكل كبير أمام الأسواق نظرا لضعف الربحية". توقعات المحللين بخصوص "أبردين" تقترب من أدنى مستوياتها المسجلة، وفقا لمجموعة البيانات ديستيماتك وفاكت سيت.
"بلاك روك" و"مارشال وايس" من بين الصناديق التي تستهدف "هارجريفز لانسداون". يضعهما ذلك في مواجهة نيك ترين، أحد أشهر منتقي الأسهم في المملكة المتحدة، الذي تعد شركته، ليندسيل ترين، أكبر مساهم خارجي في سوق الصناديق.
تراجعت أسهم "هارجريفز لانسداون" 37 في المائة حتى الآن هذا العام. يعزو بعض المستثمرين جزءا من الانخفاض إلى تحول السوق الأوسع ضد أسهم النمو، لكن محللين آخرين يرون أن هناك مشكلات معينة تنتظر الشركة، ما يحد من نموها.
قال جوليان روبرتس، المحلل في مصرف جيفريز: "هناك مجموعة واسعة إلى حد ما من الناس الذين يعتقدون أن مثل هذا النمو المرتفع صعب على هارجريفز لانسداون الحفاظ عليه في المستقبل".
ارتفعت نسبة الحيازة على المكشوف، التي كانت مرتفعة لبعض الوقت، من 8.5 في المائة في بداية العام إلى 10 في المائة في أوائل سبتمبر.
أخذ سعر السهم منعطفا نحو الأسوأ بعد أن وضع الرئيس التنفيذي، كريس هيل، استراتيجية جديدة من شأنها أن تعزز الاستثمار في الشركة وتخفض مقدار رأس المال العائد للمساهمين.
قال روبرتس: "اعتقد بعض الناس أن ذلك كان اعترافا بقلة الاستثمار في الماضي، وأن هناك رياحا معاكسة حقيقية للشركة. أعتقد أن هذا قد منح الناس الثقة لبيعها على المكشوف".
المساهمون منذ فترة طويلة غير منزعجين من الرهانات على الشركة. "نحن لا نأخذ في الحسبان البائعين على المكشوف أم لا. عليك تكوين وجهة نظرك الخاصة ودعمها"، كما قال جوليان فوش، المدير المشارك لصندوق يو كيه جروث في شركة لايون ترست.
أضاف: "نرى منصة قوية جدا. نرى عملاء مخلصين للغاية. هناك كثير من القيل والقال حول القضايا قصيرة المدى، حيث يتعين عليك الاستثمار أكثر قليلا، لكن لا شيء يضر بمزاياها التنافسية".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES