FINANCIAL TIMES

تراجع حاد في إدراج شركات التكنولوجيا .. الأطول منذ عقدين

تراجع حاد في إدراج شركات التكنولوجيا .. الأطول منذ عقدين

تسبب تراجع سوق الأسهم منذ بداية العام في أطول فترة جفاف في عمليات إدراج شركات التكنولوجيا الأمريكية يشهدها هذا القرن، بينما يتوخى الخبراء الحذر بشأن وتيرة الانتعاش حتى بعد بوادر عودة الحياة إلى قطاعات أخرى.
صادف أمس مرور 240 يوما دون اكتتاب عام لشركة تكنولوجيا تزيد قيمتها على 50 مليون دولار، محطما بذلك الرقم القياسي السابق، الذي تم تسجيله في أعقاب الأزمة المالية 2008 وانهيار فقاعة الدوت كوم في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، وفقا لبحث أجراه فريق أسواق مال الأسهم لشركات التكنولوجيا في شركة مورجان ستانلي.
اهتزت سوق الأسهم الأمريكية هذا العام بسبب المعركة التي يخوضها الاحتياطي الفيدرالي لخفض التضخم من خلال زيادات حادة في أسعار الفائدة، كان آخرها زيادة 0.75 نقطة أساس الأربعاء. أثرت أسعار الفائدة المرتفعة على تقييمات الأسهم من خلال خفض قيمة الأرباح المستقبلية، وأثارت مخاوف من دفع الاقتصاد نحو الركود.
سيطرت أسهم شركات التكنولوجيا ذات النمو المرتفع على سوق الاكتتابات العامة خلال 2021 الذي حطمت فيه الرقم القياسي وتمتعت بأكبر المكاسب خلال طفرة سوق الأسهم، لكنها تضررت بشكل متفاوت من عمليات بيع مكثفة هذا العام.
مؤشر ناسداك المركب الذي تهيمن عليه شركات التكنولوجيا انخفض نحو 28 في المائة هذا العام، مقارنة بانخفاض يزيد قليلا على 19 في المائة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، في حين انخفض مؤشر رينيسانس للاكتتاب العام ـ يتتبع الشركات الأمريكية التي تم إدراجها في العامين الماضيين ـ أكثر من 45 في المائة.
قال مات والش، رئيس أسواق مال أسهم شركات التكنولوجيا في "إس في بي سيكيوريتيز": "هناك قدر هائل من عدم اليقين في السوق في الوقت الحالي، وعدم اليقين هو عدو لسوق الاكتتابات العامة الأولية".
أضاف: "أعتقد أننا سنحتاج إلى رؤية بعض الاستقرار في التوقعات وتراجع المستثمرين عن شراء الأوراق المالية العامة الحالية قبل أن يكونوا مستعدين للمضي قدما في منحنى المخاطر وشراء أسهم شركات التكنولوجيا التي تطرح للاكتتاب العام".
في الأسبوع الماضي استكملت شركة كوربريدج للتأمين على الحياة أول اكتتاب عام أولي في الولايات المتحدة بقيمة مليار دولار منذ يناير، وقد أبرز الاستقبال المبكر الحذر تحفظ المستثمرين حتى بالنسبة للشركات الراسخة والمربحة.
وحتى بعد صفقة كوربريدج، انخفض إجمالي حجم الاكتتاب العام في الولايات المتحدة 94 في المائة على أساس سنوي، حيث تم جمع سبعة مليارات دولار فقط حتى الآن هذا العام، مقارنة بـ 110 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقا للبيانات من ديلوجيك.
وقد تمت متابعة صفقة كوربريدج عن قرب بصفتها مؤشرا على رغبة المستثمرين في مزيد من الصفقات. لكن نيكول بروكشاير، الشريكة في شركة ديفز بولك للمحاماة، المتخصصة في إدراجات شركات التكنولوجيا، أشارت إلى أن هناك عوامل أخرى مثل تقارير الأرباح الضعيفة يمكن أن يكون لها "تأثير أكبر بكثير" على آفاق المصدرين الجدد لشركات التكنولوجيا.
قالت: "لقد ساءت الإرشادات. تشعر بعض الشركات والقطاعات وعديد من الشركات بآثار الرياح المعاكسة على الاقتصاد الكلي التي تنعكس على التقييمات".
ووفقا لشركة فاكت سيت، مجموعات تكنولوجيا المعلومات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بلغت تقريبا مستوى الأرباح المقدرة في الربع الثاني، لكن تم تعديل التوقعات للربع الثالث بشكل متكرر إلى الهبوط، ويتوقع الآن أن تنخفض الأرباح 4 في المائة على أساس سنوي.
استجاب كثير من مجموعات التكنولوجيا للانكماش الاقتصادي من خلال التركيز بشكل أكبر على خفض التكاليف وإظهار تقدم نحو الربحية، لكن بروكشاير ذكرت أن الشركات تحتاج إلى وقت لتظهر أن التغييرات تحقق النتائج المرجوة.
قالت: "في العام الماضي، كان هناك نقاش ضئيل حول الربحية بين الشركات المرشحة للاكتتاب العام. الآن هناك مزيد من النقاش، لكن المشكلة في تحويل التركيز من قصة نمو إلى قصة ربح هي أن المصدرين يستغرقون وقتا طويلا ليتمكنوا من إثبات تقدمهم".
لاحظ والش أن العامل الأكثر إيجابية الذي يطيل فترة الجفاف هذه هو حقيقة أن شركات التكنولوجيا جمعت الكثير من رأس المال الخاص قبل الانكماش الاقتصادي بحيث "لا يوجد الآن الإحساس بالإلحاح نفسه".
قال إنه يتوقع أن تحاول مجموعة صغيرة من الشركات الإدراج هذا العام، لكن معظمها أجل هذه الخطط إلى 2023.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES