الطاقة- النفط

السوق النفطية تقاوم الإشارات الهبوطية .. الأسعار المتأرجحة تعكس مخاوف الركود

السوق النفطية تقاوم الإشارات الهبوطية .. الأسعار المتأرجحة تعكس مخاوف الركود

أغلقت أسعار النفط خلال تعاملات أمس على ارتفاع، رغم التوقعات بتراجع الطلب العالمي إلى جانب الرفع الكبير المحتمل لأسعار الفائدة.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن "بعض أعضاء مجموعة "أوبك +" يواجهون صعوبات إنتاجية وتشغيلية، وهو ما جعل إجمالي إمدادات المجموعة يتراجع إلى حد كبير عن هدفها الجماعي لإنتاج النفط، وذلك مع اتساع الفجوة بين الحصة والإنتاج الفعلي".
وأوضح المحللون أن الإنتاج الروسي أصبح مقيدا بسبب العقوبات الغربية التي أعقبت الحرب في أوكرانيا، في حين إن نيجيريا تعاني منذ أعوام قلة الاستثمار.
وذكروا أن صناعة النفط الروسية تمثل ما يقرب من 10 في المائة من الإنتاج العالمي وتواجه حاليا عقوبات كبيرة بعد نشوب الحرب فيما لا يزال أعضاء الاتحاد الأوروبي يشترون بعض نفط البلاد، لكن في ديسمبر المقبل سيتم حظر معظم واردات خام الأورال، يليه حظر على المنتجات النفطية في فبراير.
وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن "آمال تعافي الطلب تجددت في ظل اتجاه الحكومة في الصين إلى رفع قيود الإغلاق، بسبب جائحة كورونا وعودة الأنشطة الاقتصادية إلى طبيعتها خاصة في المراكز المالية المعروفة.
وعد أزمة الركود العالمي وارتفاع معدلات الفائدة كانا يبثان معنويات سلبية في السوق في ظل مخاوف واسعة من التباطؤ وهو ما جعل تحالف "أوبك +" يعدل عن الزيادات الشهرية المتلاحقة ويتجه إلى خفض الإنتاج بشكل طفيف بمقدار مائة ألف برميل يوميا في أكتوبر المقبل، بعد أن لوحظ بقوة تراجع "أوبك +" عن أهدافها الإنتاجية ليوليو وأغسطس.
من جانبه، أكد ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن كلمة السر في السوق هي الطلب، رغم القلق من الخطوات المرتقبة للاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية العالمية، حيث من المتوقع أن يؤدي تشديد السياسة النقدية إلى إبطاء النمو الاقتصادي، بينما يشير عديد من مؤشرات الأسواق المالية إلى أن الأسواق تتوقع ركودا، ما قد يؤدي إلى إبطاء نمو الطلب العالمي على النفط.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات "إنه على الرغم من التقلبات المتلاحقة للأسعار وسيطرة المعنويات السلبية المرتبطة بتصاعد المواجهات الروسية الأوروبية إلا أن المنظمات الرئيسة وعلى رأسها أوبك وإدارة معلومات الطاقة ووكالة الطاقة الدولية تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام والعام المقبل، مع تجاوز الطلب مستويات ما قبل الجائحة في العام المقبل".
وأوضح أن سوق النفط تقاوم حاليا بشكل كبير كل الإشارات الهبوطية، حيث تعكس الأسعار المتأرجحة المخاوف من تباطؤ اقتصادي في الصين وركود في الاقتصادات الرئيسة في أوروبا وتباطؤ أو ركود في الولايات المتحدة، مشيرا إلى وجود انخفاض ملحوظ من المستثمرين في الاهتمام المفتوح بالعقود الآجلة للنفط، حيث فر عديد من المستثمرين من السوق بسبب التقلبات العالية، ما أدى إلى تفاقم هذا التقلب مع انخفاض السيولة.
بدورها، ذكرت إرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية، أن أسعار النفط تقاوم الأجواء السلبية وتتعلق بتعافي الطلب العالمي بقيادة الصين، مبينة أن الاقتصاد العالمي تعرض في الأشهر الأخيرة لهزات عنيفة مع اندلاع أزمة الغاز في أوروبا والتسارع الحاد في ارتفاع أسعار الفائدة إضافة إلى تفاقم الركود العقاري في الصين.
ونقلت عن شركة "كبلر" تأكيدها أن روسيا ستجد أسواقا جديدة لنحو نصف صادرات النفط الخام التي سيحظرها الاتحاد الأوروبي من ديسمبر المقبل، لافتة إلى أن إندونيسيا وباكستان والبرازيل وجنوب إفريقيا وسريلانكا وبعض الدول في الشرق الأوسط يمكن أن تشتري معا ما يصل إلى مليون برميل يوميا من الخام من روسيا في الشتاء المقبل.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 65 سنتا 0.71 في المائة إلى 92.00 دولار للبرميل عند التسوية أمس.
بينما زادت العقود الآجلة للنفط الأمريكي 62 سنتا ما يعادل 0.73 في المائة إلى 85.73 دولار للبرميل عند التسوية.
وحدت العطلة الرسمية البريطانية بسبب جنازة الملكة اليزابيث من الأنشطة.
وارتفعت أسعار النفط بشدة في 2022، إذ اقترب خام برنت من أعلى مستوى له على الإطلاق البالغ 147 دولارا في مارس بعد تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب حرب روسيا وأوكرانيا. وتراجعت الأسعار بعد ذلك وسط المخاوف من ضعف النمو الاقتصادي.
ومع ذلك، أبقت المخاوف بشأن المعروض انخفاض الأسعار تحت السيطرة.
وقال محللو مؤسسة "إيه.إن.زد" للأبحاث إن "السوق لا تزال تشعر بالعقوبات الأوروبية على النفط الروسي".
وقال محللون إن "تخفيف القيود المفروضة لمكافحة كوفيد - 19 في الصين، التي خفضت توقعات الطلب في ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم، يمكن أن يعطي بعض التفاؤل".
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 95.70 دولار للبرميل الجمعة مقابل 97.30 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث تراجع على التوالي، وأن السلة كسبت أقل من دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 95.2 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط