Author

فن التعامل مع كبار السن

|
الشيخوخة مرحلة من مراحل العمر والوصول إليها أمر لا مفر منه لمن قدر له ذلك. "الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ... الآية". يصحب هذه المرحلة المتقدمة من العمر تغيرات جسمية ونفسية واضحة تختلف من شخص لآخر، لكن في مجملها تنبئ عن الضعف، كبير السن يمتلك من الحكمة وتجارب الحياة الشيء الكثير ووجوده في المنزل نعمة كبيرة، فهو امتداد لتاريخ الأسرة ومصباح أفنى عمره في خدمة أهله ومجتمعه، فكان لزاما أن يرد له الجميل، إلا أنه يلاحظ أن بعض الأسر لا تجيد التعامل مع كبار السن، إما لأنها تجد في ذلك صعوبة بالغة، وإما لأنها تراهم لا يختلفون عن غيرهم في شيء غافلين أو متغافلين أن للسن أحكاما، بعض كبار السن يحلو لهم أن يرددوا بينهم وبين أنفسهم قول الشاعر:
عريت من الشباب وكنت غضا
كما يعرى من الورد القضيب
ونحت على الشباب بدمع عيني
فما نفع البكاء ولا النحيب
فيا ليت الشباب يعود يوما
فأخبره بما فعل المشيب
إن من الواجب أن ندرك أن كثيرا ممن تقدم به العمر يجد صعوبة في التأقلم مع الواقع نظرا إلى تسارع التغير في الحياة عموما، وفي وسائل التواصل خصوصا، بجانب ما قد يعانيه بعضهم من ضغوط نفسية بسبب الضعف الذي طرأ على قواه البدنية وربما العقلية أيضا. أوصت السنة المطهرة في أحاديث كثيرة باحترام الكبير وتقديره فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال، "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا". إن التعامل مع الشيوخ يعد بحق فنا لا يحسنه إلا قليلون، فمن المهم معرفة أن كبير السن يحب من يستمع لحديثه وينصت له وإن كان مكررا، كما ينبغي رفع الصوت قليلا حين التحدث معهم ويكون ذلك بكلمات واضحة دون تسرع، ويهيأ لهم نوع الطعام الذي يفضلونه، كما تنصح الدراسات العلمية بتمكين كبير السن من ممارسة الهوايات التي كان يحبها وقت شبابه أو على الأقل مشاهدتها، كما يتاح له التحدث مع أصدقائه القدامى وزيارتهم. إن كبار السن خير وبركة واحترامهم وتوقيرهم ينعكس إيجابا على المجتمع وقوته وتلاحمه.
إنشرها