ويجوفي .. عقار معجزة بنتائج مبهرة لإنقاص الوزن "1 من 2"

ويجوفي .. عقار معجزة بنتائج مبهرة لإنقاص الوزن "1 من 2"
ويجوفي .. عقار معجزة بنتائج مبهرة لإنقاص الوزن "1 من 2"

في صيف 2018، غادرت ليزا روبيلارد مكتب طبيبها وسارت في الممر الطويل لمجمع طبي في إحدى ضواحي ولاية فرجينيا. لقد كانت على موعد مع مجرد طبيب آخر كل ما يستطيع فعله فقط هو أن يوصي "بنظام غذائي وممارسة الرياضة" عندما تحدثت عن صراعها المستمر مع وزنها. كانت روبيلارد في الـ11 من عمرها عندما حضرت أول اجتماع لها مع برنامج "ويت واتشرز" مع عائلتها، التي احتفلت بتحقيق أهداف حميتها الغذائية بالخروج لتناول البوظة. في وقت لاحق، عندما تقدم أول شاب لخطبتها، كان الخاتم مشروطا بتخفيف وزنها حتى تصل إلى قياس فستان أصغر مما ترتديه. لقد فقدت الوزن، لكن عندما انفصلا، زاد وزنها مرة أخرى. والآن، بعد 40 عاما من التقلبات، كانت تشعر بالإحباط.
ثم لمحت روبيلارد لافتة معلقة على أحد الأبواب في الممر، "تكافح لإنقاص وزنك؟ لست مضطرا لفعل ذلك وحدك". في الداخل، وجدت عيادة كئيبة إلى حد ما تملؤها مقاعد قديمة مصنوعة من الفينيل وجدرانها مطلية باللون البيج، لم تكن تشبه إلى حد كبير مكان ولادة عقار سحري. لكنها علمت أيضا أن عددا متزايدا من العلماء يعتقدون أن السمنة مرض وليست ناتجة عن عادات غير صحية، وأن تغيير نمط الحياة لن يكون فاعلا تماما بالنسبة إلى من يعانون فرط الوزن. في النهاية، انضمت إلى تجربة كانت العيادة تجريها على عقار جديد يسمى ويجوفي. تقول روبيلارد، البالغة من العمر 55 عاما، "أتمنى لو عرفت في وقت مبكر أن الأمر لم يكن مجرد نقص في قوة الإرادة. أنفقت كثيرا من الدولارات في الذهاب إلى اجتماعات إنقاص الوزن، وقضيت أعواما ألوم فيها نفسي وأكرهها. أتمنى لو كنت أعلم أنه لم يكن خطئي".
يعد عقار ويجوفي، الذي تصنعه شركة الأدوية الدنماركية نوفو نوردسك، هو أول دواء يتجه ليكون جيلا جديدا من علاجات السمنة، التي تستخدم هرمونا لتنظيم الشهية. "الاسم هو نتيجة لعملية بيروقراطية غامضة تشمل الجهات التنظيمية للأدوية ومسوقي الشركة". فقد المريض العادي في الدراسة التي شاركت فيها روبيلارد 15 في المائة من وزن جسمه، أي أكثر من العقاقير السابقة بنحو ثلاث مرات. وفقد نحو ثلثهم الوزن نفسه تقريبا لو كانوا قد خضعوا لجراحة إنقاص الوزن. خسرت روبيلارد 57 رطلا. وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الاستخدام العام لعقار ويجوفي في حزيران (يونيو) 2021.
وصل عقار ويجوفي إلى السوق وسط أزمة سمنة عالمية. من المتوقع أن يعاني نصف الأمريكيين تقريبا السمنة بحلول 2030، وفقا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد، ويمكن أن يمثل ذلك ما يصل إلى 18 في المائة من الإنفاق على الرعاية الصحية في الحالات ذات الصلة بذلك، بدءا من أمراض القلب والسكتة الدماغية إلى هشاشة العظام. تضاعفت معدلات السمنة العالمية ثلاث مرات منذ 1975، حيث كان 650 مليون شخص بالغ يعانون السمنة في 2016، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وفي 2019، أعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن خطط الدول المتقدمة لمعالجة المشكلة كانت فاشلة إلى حد كبير. أيضا أكدت جائحة كوفيد - 19 أن السمنة تعرض الناس لخطر أكبر للإصابة بالأمراض المعدية.
على الرغم من الحاجة الهائلة، امتنع كثير من شركات الأدوية الكبرى عن تطوير عقاقير إنقاص الوزن، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن هذه الفئة يشوبها تاريخ طويل من الدجل ومخاوف تتعلق بالسلامة. من ثلاثينيات إلى ستينيات القرن الماضي، ضخت الصناعة أموالا في حبوب الحمية القائمة على الأمفيتامينات. لكن هذه الحبوب لم تعد مفضلة في النهاية لأنها تسببت في الإدمان وكان لها آثار جانبية ضارة. وفي التسعينيات، أصبح عقار فين-فين - مزيج من الفينفلورامين والفينترمين - شائعا لدرجة أن عيادات إنقاص الوزن بدأت في الانتشار في جميع أنحاء الولايات المتحدة لتصف العقار فقط، على الرغم من أن بعض المرضى الذين يتناولون العقار قد تعرضوا لنوبات جنون. تم سحبه لاحقا من السوق بعد أن أظهرت دراسة أن ما يصل إلى ثلث المرضى يمكن أن يعانوا عيوبا في صمامات القلب. في 2020، أجبرت الجهات التنظيمية الأمريكية على سحب عقار إنقاص الوزن، بيلفك، بسبب المخاوف من زيادة خطر الإصابة بالسرطان. وبالنسبة إلى الأشخاص اليائسين للغاية، أصبحت الجراحة شائعة، على الرغم من أنها باهظة الثمن وتصاحبها مخاطر وقيود.
ربما من غير المستغرب أن عقار ويجوفي - حقنة أسبوعية يأخذها المرضى ذاتيا باستخدام جهاز صغير يشبه إلى حد ما إيبي بين "قلم حقن إبينفرين" - له كثير من المعجبين، مثل روبيلارد. في حين لا تزال وظيفتها الصباحية هي العمل في إحدى النقابات، فإنها تعمل الآن بدوام جزئي بصفتها متحدثة باسم شركة نوفو نوردسك، وتقدم خطابات تحفيزية للموظفين. من ضمن التوصيات المعتمدة غير المدفوعة من المشاهير هي توصية مارك أندريسن، صاحب رأس المال المغامر، الذي يقول إن العقار غير علاقته تماما بالطعام. أيضا إيلون ماسك، الذي ذكره على تطبيق تويتر. ضاعفت شركة نوفو نوردسك أخيرا أهداف مبيعاتها من أدوية السمنة إلى 3.7 مليار دولار بحلول 2025. ارتفع سعر سهمها 26 في المائة العام الماضي. لكن قبل أن تتمكن الشركة من جعل عقار ويجوفي سائدا، يتعين عليها إقناع الأطباء بوصفه للمرضى وإقناع شركات التأمين والحكومات بدفع ثمنه. يجب أن تقنع المرضى بالموافقة على التعرض لبعض الآثار الجانبية الشنيعة. ثم هناك مسألة صغيرة، وهي محو قرون من الافتراضات المترسخة، التي اتضح أنها غير دقيقة، في الجذر اللاتيني لكلمة السمنة، "الأكل حتى السمنة".
منذ النصف الثاني من القرن الـ20، كان الأثرياء يميلون للحفاظ على أجساد نحيلة، إحدى فوائد الوصول إلى الرعاية الطبية والغذاء الصحي ووقت الفراغ لممارسة الرياضة. لكن في معظم تاريخ البشرية، كان الفقر سائدا، وتباهى الأغنياء بأجسادهم البدينة. كانت السمنة بمنزلة دليل على وجود طاولة وافرة وربما حتى الجينات التي من شأنها حماية النسل في أوقات المجاعة.
لكن قصة السمنة اتسمت دائما بالتعقيد. كانت الخسائر التي تسببها واضحة للإغريق القدماء، حيث أشار أبقراط إلى أن "البدانة ليست مرضا في حد ذاتها فحسب، بل نذيرا لأمراض أخرى". ثم جاءت المسيحية وقرنت الشهية بالخطايا المميتة مثل الشراهة والكسل. كلها تمثل الضرر الذي يلحقه الإفراط في تناول الطعام بالأشخاص أنفسهم وبالآخرين.
عد علماء شركة نوفو نوردسك أن السمنة مرضا منذ 25 عاما. إنها شركة أدوية غير عادية. يقع مقرها خارج كوبنهاجن ويبلغ عمرها قرنا من الزمان تقريبا، وهي مملوكة جزئيا لمؤسسة خيرية تستثمر في البحث العلمي والشركات الناشئة والمشاريع الإنسانية. حققت الشركة مبيعات بلغت نحو 20 مليار دولار العام الماضي، وهي في المرتبة الـ17 في العالم من حيث الإيرادات.
يحب موظفو الشركة أن يقولوا إن شركة نوفو نوردسك ولدت من قصة حب، لأن مؤسسها سعى للحصول على الإنسولين لزوجته المصابة بداء السكري، حيث جلبه من كندا إلى الدنمارك من أجلها قبل أن يبني شركته. لذلك ركز علماؤها انتباههم في 1987 عندما اكتشفت ثلاث فرق منفصلة من الباحثين الأكاديميين - في كوبنهاجن وبوسطن ولندن - في آن واحد تأثير هرمون يعرف باسم جي إل بي-1 في الإنسولين. عندما نأكل، تفرز الخلايا الموجودة في الأمعاء الدقيقة هرمون جي إل بي-1، ما يتسبب في إفراز الإنسولين، الذي بدوره يؤدي إلى ضبط مستويات السكري في الدم.
في ذلك الوقت، اعتقد العلماء أن الهرمون واعد في مساعدة مرضى السكري على استعادة إفراز طبيعي من الإنسولين. أثناء تجارب معرفة كيفية ابتكار عقار جديد مبني على هرمون جي إل بي-1 في التسعينيات، لاحظ علماء مختبر شركة نوفو نوردسك أن الفئران والجرذان بدأت تفقد الوزن. اكتشفوا أن تأثير الهرمون في الدماغ هو تقليل الشهية وإيجاد شعور بالشبع. هذا ما حصل مع روبيلارد في 2018، حيث شعرت بتحرر عقلها من هوس الأكل.
تحدث معي بيتر كيرتشالز، عالم كبير في شركة نوفو نوردسك، عبر منصة زووم من غرفة اجتماعات في مقر الشركة في الدنمارك. يمثل كيرتشالز شخصية الباحث الجاد بكل معنى الكلمة، لكنه يتحدث بحماس عند وصف سبب وجوب ترشيح الأكاديميين الذين اكتشفوا الهرمون للحصول على جائزة نوبل. يقول إن هرمون جي إل بي-1 قد يكون المكافئ الدوائي لأداة متعددة الاستخدامات، لأن شركة نوفو نوردسك تختبر أيضا الأدوية التي تعتمد على الهرمون لعلاج أمراض الكلى، ومرض الكبد المنتشر بشكل متزايد المعروف باسم ناش، حتى مرض ألزهايمر. يقول، "إنه أمر مذهل، من الناحية الفلسفية، أن لدينا هرمونا طبيعيا يمكن استخدامه دوائيا في هذه الحالات المتنوعة".
لكن في هذا الهرمون الطبيعي عيب، فهو غير مستقر لدرجة أنه يدوم لدقائق فقط في الجسم. في 2005، سوقت إحدى شركات التكنولوجيا الحيوية في سان دييجو عقارا يعتمد على هرمون مشابه يفرز في سم وحش جيلا "نوع من أنواع السحالي" لأنه استمر لعدة ساعات، وليس لدقائق. عمل علماء شركة نوفو نوردسك لأعوام على إيجاد نسخة مستقرة من هرمون جي إل بي-1 يمكن استخدامها كدواء.
أثبت اختبار عقاقيرهم المحتملة على الحيوانات صعوبته، الجرعة التي تجعل الخنزير يشبع قد لا تشبع الإنسان، وأثبت أنه من الصعب بشكل خاص تتبع الآثار الجانبية المهمة. يقول كيرتشالز، "لا يمكن أن نسأل الكلب أو الخنزير عما إذا كان يشعر بالغثيان".
في 2009، حصلت شركة نوفو نوردسك على الموافقة على أول علاج لها يعتمد على هرمون جي إل بي-1، حقنة تؤخذ كل يوم تسمى ساكسندا. لكن خسارة الوزن نحو 5 في المائة التي ساعدت عليها الحقنة لم تكن كافية لجعله رائجا. بحث علماء الشركة في مئات الأدوية المحتملة حتى وصلوا إلى عقار سيماجلوتايد، الذي تمت تسميته بالاسم التجاري ويجوفي عندما تمت الموافقة عليه في الولايات المتحدة العام الماضي.
يشبه عقار ويجوفي إلى حد كبير ساكسندا. كلاهما بنسبة 90 في المائة متشابهان لهرمون جي إل بي-1 الطبيعي، لكن بسبب سلسلته المختلفة من الناحية الكيميائية، يمكن أخذ ويجوفي أسبوعيا. "لا تعرف الشركة بالضبط سبب ثبوت فاعليته، لكن الدراسات التي أجريت على الحيوانات تشير إلى أنه يتوزع بشكل مختلف في الدماغ". عندما أظهرت تجربة ويجوفي المبكرة قوة العقار، قال كيرتشالز إنه كان شعورا "رائعا لدرجة يصعب تصديقها". ثم أكدت تجربة المراحل الأخيرة فقدان الوزن المذهل، واحتفل الفريق بذلك. "شعروا كأنهم فازوا بميدالية أولمبية"، حسبما يقول.
في الوقت نفسه، هناك لغز أساس واحد حول السمنة يجب على العلماء حله. إلى أن يفعلوا ذلك، سيظل المرضى يأخذون العقار مدى الحياة. يتفق الخبراء بشكل متزايد على أن الشد والجذب في الوزن الذي وصفته روبيلارد لطبيبها في فيرجينيا هو أمر حقيقي لكثير من الناس. بمجرد أن يكون الجسم البشري بدينا، فإنه يميل إلى دفع نفسه للارتداد إلى أعلى وزن له في السابق. لا يفهم العلماء بشكل كامل السبب في ذلك أو كيف نوقفه. يتكهن كثيرون بأن أدمغتنا لم تتأقلم مع العيش في وقت الوفرة. يقول كيرتشالز، "كان هناك تحيز في الاختيار تجاه الأشخاص الذين يمكنهم حماية وزن الجسم بشكل أفضل خلال أوقات المجاعة. لكن الآن ليس لدينا نقص في الغذاء".
عندما يتوقف المريض عن أخذ عقار ويجوفي، تعود شهيته في غضون أسابيع ويزداد وزنه. في الدراسة التي أجراها طبيب روبيلارد، دومينيكا روبينو، استعاد المرضى الذين توقفوا عن أخذ الدواء 7 في المائة من وزن أجسامهم. يقول روبينو، "اعتدنا أن نعتقد أن السلوك يسبب حالة الوزن، لكننا نعتقد الآن أن حالة الوزن هي التي تسبب السلوك بالفعل". قد يكون هناك آثار جانبية أسوأ للتوقف عن العقار. بعد أقل من أسبوع من توقف روبيلارد عن أخذه في نهاية التجربة في تشرين الثاني (نوفمبر) في 2019، بدأت تأتيها نوبات فزع. تقول، "سيطر على التفكير في وجبات الطعام المفضلة لدي". واستعادت 20 رطلا.
يتمثل طموح شركة نوفو نوردسك على المدى الطويل في علاج السمنة عبر اكتشاف كيفية منع الجسم من العودة إلى الوزن السابق. حتى ذلك الحين، يعتقد كيرتشالز أنه ينبغي للناس التفكير في علاج السمنة مثل طريقة تفكيرهم بالأمراض المزمنة الأخرى. يقول، "لسبب ما، من الأسهل على كثيرين فهم أنهم سيستمرون في أخذ عقار ضغط الدم مدى الحياة، من فهم أن علاج السمنة يجب أيضا أن يؤخذ مدى الحياة". قد يعود ذلك جزئيا إلى ثمنه. على عكس أدوية ضغط الدم العامة التي تكلف الآن عشرة دولارات شهريا، يبلغ سعر عقار ويجوفي الشهري المدرج في الولايات المتحدة نحو 1350 دولارا.

الأكثر قراءة