Author

كيف ترى أفكارك؟

|
معظم الأشياء الجديدة تبدو غريبة ومبهمة ومستنكرة أو محرمة، وإيمان أصحابها يدفعها إلى الظهور وتحدي ذوي الجهل والكبر.
تلك الأفكار التي صفقنا لها، كانت يوما ما ضربا من الخيال لدى أعداء التطور، فالمصباح سحر، كما أن الراديو والتلفاز لم يسلما من الاتهام بالشعوذة، والطائرة لا ترتفع إلا بفضل قوى خارقة، لكنها اليوم حية وأولئك في طي النسيان.
من حق كل إنسان أن يغمض عينيه ويحلم ويتحدث عن أحلامه ويتمنى أن يحققها.
يصاب بالخذلان، إن اكتفى بحبسها في ذهنه، ولم يترجمها على أرض الواقع.. فعادة ما تكون الأحلام هي الشيء الذي يدفعنا إلى البقاء، نعيش لأجلها وترسخ في أذهاننا منذ الطفولة، فهي لا تأتي هكذا من قبيل المصادفة، والأهم من ذلك، أن الأحلام الأكثر قيمة لدينا هي التي يفترض أن تتحقق.
الكل يستطيع التفكير، بل إن المخ قادر على توليد أكثر من ستة آلاف فكرة في اليوم، بحسب دراسة علمية نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، لكن ليس بمقدور الجميع عكس الفكرة لتكون واقعة، وهذا ما يفعله العظماء فقط، قد تكون أنت أحدهم.
نيكولاس نيجروبونتي شاب أمريكي كان يفكر أن يجعل الحاسوب بيد كل شخص في العالم، كان يؤمن أن التقنية للجميع، وأنها ستكون مستقبل العالم، فكرة خيالية، لكنه نجح بالفعل في ابتكار جهاز كمبيوتر محمول يكلف 150 دولارا يدعى xo لمساعدة الأطفال في الدول النامية، وكالعادة كان أعداء التطور والأفكار الجديدة حاضرون بالتخذيل والتقريع والاتهام بالسذاجة والجنون، لكن نيكولاس كان طموحا ولم يبال، بل واصل العمل لتحقيق حلمه.
في 2007 بدأ الحلم يرى النور، ففي ديسمبر من العام نفسه، طلبت بيرو 260 ألف وحدة، كما تم شراء 190 ألف وحدة أخرى من قبل إحدى البرامج في الولايات المتحدة.
لمعت فكرة نيكولاس أكثر مع جائحة كورونا ورأينا كيف تعامل العالم كله عن بعد بأجهزة التواصل المختلفة وكيف صار الكمبيوتر المحمول مع كل طالب ليس فقط في الدول النامية، بل في كافة دول العالم، وبدلا من أن تصبح الدول النامية ممتنة وحدها لنيكولاس صار العالم كله يرفع القبعة لفكرته التي صنعت فرقا للبشرية.
إن الدروس المستفادة من قصة نيكولاس، أن بمقدور الإنسان تحقيق الأفكار العظيمة مهما كانت صعبة، شرط أن يؤمن بها ويراها ويعيشها كأنها منفذة على الأرض طالما كانت ذات منفعة وخدمة لبني البشر.
إنشرها