Author

الإعداد للمدارس

|

حضرت لحظات وداع أسرة صغيرة للجد والجدة مع اقتراب بدء العام الدراسي، ورغم الدموع التي سيطرت على الموقف ونظرات الأطفال إلى أجدادهم بحسرة على الفراق، أستطيع أن أحكم بنجاح العام الدراسي المقبل لأفراد هذه الأسرة الصغيرة.
السفر المبكر دليل على الاهتمام بالتحضير النفسي والمادي لأطفال هذه الأسرة. كثير من الأسر يصل إلى المنازل قبل الدراسة بيوم أو يومين، وآخرون يعودون وقد مر أسبوع أو أسبوعان على بدء الدراسة، وهو ما ينتج كثيرا من الصعوبات للأطفال خلال العام الدراسي.
التحضير النفسي أساس، ويعطي المرحلة حقها من الأهمية. يعلم الجميع أن ما يبذله الطفل وأسرته من مجهود في المراحل الدراسية "خصوصا المبكرة" سيشكل هوية الطفل/ة ومن ثم الشاب/ة لبقية عمره، التفوق الدراسي كهدف يقولب شخصية الأبناء والبنات، ويسهم في تحديد معالم علاقاتهم وسلوكهم في المقبل من الأيام. هذا ما تؤكده الدراسات والمشاهدات، وندر ما يخرج عن هذا القالب العالمي.
هنا أدعو كل الآباء والأمهات إلى بذل جهود مضاعفة في تغيير أنماط حياتهم لتتعامل مع التغيير المهم في شكل الأسرة، ولتكون مخرجات الأسرة محققة للآمال الشخصية والوطنية، ومع ما نشاهده من تطور في العلاقات، والمتطلبات المعيشية والنفسية اليوم، لا بد من إعطاء الأطفال والشباب القدر الكافي من العناية لضمان نجاح الأسرة في الحاضر والمستقبل.
تتاح الفرص اليوم لمزيد من التبادل الثقافي والعلمي في مختلف المستويات التعليمية وهو ما يستدعي التفكير الجاد في الاستفادة من كل ما يمكن أن نستفيد منه، سواء الجمعيات العلمية أو المؤسسات الراعية للموهبة أو مختبرات وورش تطوير المهارات والقدرات، لكشف القدرات وتوجيه الأبناء والبنات نحو ما يناسب قدراتهم ورغباتهم من التخصصات والأنشطة العلمية والعملية.
على أن الدور المهم الذي تؤديه المدرسة والجامعة في حياة المنتسبين لها يتضاعف مع الوقت وتتعاظم معه المسؤولية عن تجديد المفاهيم والارتقاء بأساليب التعليم، وربطها بما يجعلها مقبولة، بل محبوبة لدى الأبناء والبنات. هنا نحتاج إلى دخول مراحل تقويم العملية التعليمية ودفع المنافسة الشريفة بين المدارس، سواء في المناطق أو على مستوى المملكة، وتقديم الحوافز المناسبة لضمان التحسين المستمر في طرق وأساليب إيصال المعلومة وتكوين الشخصية الإيجابية المساهمة في نمو وسلامة وتقدم الوطن.

إنشرها