Author

هل الشعارات تحقق الأهداف؟

|
كثير من الجهات والشركات ذات الأنشطة الخدمية تحاول رسم صورة وردية من خلال شعارات أو عبارت براقة توحي لمن يقرأها أو يسمعها، بأن الخدمة المقدمة من هذه الجهة مميزة، ولا يعلى عليها. ومن يتأمل ما يصل إليه من رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي يجد فيها عبارات من مثل: جدارة، أمانة، خبرة طويلة، فنيين محترفين، أرباح سريعة، وطائلة، بل يحددون أرباحا أسبوعية، كما ترد من قبل مقدمي الخدمات المالية. يضاف إلى ذلك أن بعض الجهات، وحسب النشاط الذي تمارسه، تضع على جدرانها من الخارج والداخل عبارات، مثل: الجودة، المهنية، والشفافية، وغيرها من العبارات ذات الجاذبية والإغراء.
أمثلة شعبية كثيرة يمكن الاستشهاد بها في هذا السياق، مثل "المية تكذب الغطاس"، والمثل القائل "الميدان يا حميدان"، وذلك بما يعني عدم مصداقية هذه الشعارات. حتى لا يكون الحديث مجردا يلزم ضرب الأمثلة من الواقع المعاش، فعلى سبيل المثال، جهات خدمات الصيانة، كالسباكة، والكهرباء، وأجهزة التبريد، بجميع أنواعها، كالثلاجات، والفريزرات، والمكيفات، بعض العاملين فيها يفتقدون أبسط المهارات الواجب توافرها، بل تجزم أنه يتدرب في جهازك، وربما يتسبب في عطل جديد غير الذي جاء لإصلاحه.
أما مقدمو الخدمات المالية، كالمضاربة في سوقي الأسهم المحلية والعالمية، فإغراءاتهم ووعودهم تسيل اللعاب لمن يعشقون تحقيق الأرباح، وتحقيق الثروات الكبيرة، حتى إن البعض انخدع بشعاراتهم ووعودهم، ووضع الأموال في أيديهم طمعا في الكسب، لكن النتيجة تبخرت كما يتبخر الماء في صيف شديد الحرارة، ويفقد من يحلم بالثراء ماله، إن لم يكن قد اقترضه من البنك، ويدخل في سلسلة من المشكلات، قد تقوده إلى السجن والفقر.
عبارات الجودة، المهنية، والشفافية عبارات جميلة يتمنى الجميع تحققها في أرض الواقع، فالجودة تعني الإتقان، وإنجاز الشيء بلا عيوب، أو خلل، وذلك من خلال الالتزام بمعايير ترضي المستهلك، سواء كان المنتج تصنيعيا، أو زراعيا، أو تقنيا، أو إداريا، وذلك بالالتزام بإجراءات، وخطوات دقيقة تؤدي إلى المنتج المتميز. أما مصطلح المهنية الذي يرفعه كثير من الجهات فيعني تنفيذ العمل، وفق أصول وقواعد عمل متفق عليها لدى أصحاب المهنة، وذلك بخضوع صاحب المهنة لتدريب عملي يكسبه المهارات المطلوبة، ويؤهله للقيام بالمهنة في الشكل الصحيح.
الشفافية مصطلح أكثر ما يشيع استخدامه في المنظمات والمنشآت ذات الطابع الإداري التي قد تكون فيها معلومات، أو أنظمة يلزم إبلاغ العملاء بها، وإطلاعهم عليها، كما في عقود الاقتراض، أو تأجير السيارات، أو عقود البيع، وغيرها من المجالات الأخرى. والمؤسف أن بعض العاملين في هذه المجالات يتعمد إخفاءها، أو التعمية عليها باستخدام مصطلحات مضللة تخفي وراءها معاني مختلفة. كما أن بعض الإداريين بارعون في التمويه، وإبراز الجوانب الإيجابية فقط، وكأن العميل عدو يجب افتراسه.
ما من شك أن وجود عناصر تفتقد التأهيل الكافي، وتفتقد الأمانة والنزاهة والصدق في التعامل يشوه صورة المنشأة التي ينتمون إليها، إضافة إلى المتاعب التي تنتج للعملاء.
إنشرها