Author

المظلات الشجرية

|
أمام كل منزل مستقل سيارات تصل قيمتها أحيانا إلى ربع قيمة المنزل، هي جزء من الأصول المملوكة لأي أسرة، ومن حق الفرد أن يحافظ على ممتلكاته دون التعدي على ممتلكات وحقوق وحريات الآخرين، ودون الإخلال بجمال الفضاء العام خارج منزله.
منذ العام الماضي أنتظر وأحسب أن معي كثيرين ينتظرون ما ستسفر عنه مباحثات المجلس البلدي في الرياض وأمانة مدينة الرياض حول "المظلات الشجرية"، إذ أعلن المجلس أنه تقدم بمبادرة تتيح للأفراد إنشاء مظلات مصنعة بالأشجار خاصة للسيارات للوقاية من أشعة الشمس الحارقة.
ما جعلني أتفاءل بالمشروع ـ في حينه ـ أن التصريح الإعلامي جاء فيه أن "المناقشات مع أمانة منطقة الرياض أفرزت فكرة تطويرها لتتوافق مع رؤية الرياض الخضراء وفق ضوابط معينة تراعي إبراز المظهر الحضاري والطبيعي الذي يلغي التشوه البصري الذي تحدثه المظلات الصناعية".
المبادرة كانت واضحة ووضعت مواصفات تحقق أهداف الناس وأهداف الأمانات من بينها ألا يتجاوز طولها ثلاثة أمتار، ولا تضر بالمظهر الجمالي للأحياء، ولا تعيق الحركة المرورية، وتنفذ في شوارع لا يقل عرضها عن 15 مترا، وأن تكون طولية وملاصقة لجدار السكن. تنفيذ هذه المبادرة سينهي قصة عمرها عشرات الأعوام، وستقضي على عشوائية تركيب المظلات أمام المنازل التي لم تتم فيها مراعاة عدم تأثير هذه المظلات في المنظر العام للحي، أو التأثير في سلامة المشاة من عابري الطريق، إلى جانب أن هذه المظلات تسبب أيضا حدوث بعض الخلافات الشخصية بين الجيران.
سكان المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة يتعرضون لتلف بعض أجزاء سياراتهم بسبب لهيب الشمس، ويحتاجون إلى آلية واضحة فيما يتعلق بتركيب مظلات مواقف السيارات أمام المنازل، آلية حددتها المبادرة أعلاه، وأضافت عليها تحقيق جزء من اخضرار العاصمة المنشود.
تسمية المظلات بالشجرية يعطي انطباعا بيئيا وإنسانيا جميلا، وربما إذا أصدرت الأمانات المواصفات الخاصة بها، تجتهد شركات المظلات، ومعها المشاتل كما أتوقع في الخروج بنموذج يحقق هدف الناس من المظلة، ويسهم في تحقيق هدف الرياض الخضراء، أحد أجمل أهدافنا البيئية وأحد أهم ملامح جودة الحياة في الرياض الحبيبة.
أيضا هذا الأمر قد يسهم في تقليص الناس لزراعة أشجار غير مناسبة للبيئة، ومؤذية لمبانيهم ومباني جيرانهم بحثا عن الظل، فضلا عن هدفه الأول وهو إزالة المظلات من مختلف الخامات التي قد يكون بعضها خطرا على سلامة أصحابها وسلامة جيرانهم. لعل أمانة الرياض تباشر هذا الملف وتنقل الأحياء السكنية في الرياض نقلة جديدة وجميلة.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها