FINANCIAL TIMES

فوضى المطارات اليوم .. كابوس سيستمر لأعوام

فوضى المطارات اليوم .. كابوس سيستمر لأعوام

السفر الجوي هو الشكل الوحيد من وسائل النقل، الذي تراجع خلال الـ20 عاما الماضية. القطارات الآن تسير بشكل أسرع، تلوث الحافلات أقل، والسيارات أصبحت ذكية وكهربائية، وكذلك الدراجات والعبارات والشاحنات.
من ناحية أخرى، أصبح الطيران أكثر فظاعة مما كان عليه في السابق. بعد أعوام من فشل إرهابي بريطاني في تفجير قنبلة في حذائه على متن رحلة جوية في 2001 من باريس إلى ميامي، ولا يزال المسافرون يواجهون قواعد جنونية متعلقة بالسوائل، حيث يتم ضغطهم في مقاعد صغيرة وتفرض عليهم رسوم مقابل الحصول على السندويشات، التي كانوا يحصلون عليها مجانا من قبل.
قد يكون الطيران أرخص وأكثر أمانا، لكنه أيضا أبطأ مما كان عليه في 2003، عندما قامت كونكورد "وهي طائرة أسرع من الصوت" برحلتها الأخيرة عبر المحيط الأطلسي - في نصف الوقت الذي تستغرقه اليوم تقريبا. ووعدت شركات الطيران بعودة رحلات الطائرات الأسرع من الصوت لكنها لم تفعل.
في 2010، كتبت مقالة مشابهة لهذه الكلمات تحديدا، عندما كنت مراسلة قطاع الطيران لدى "فاينانشيال تايمز"، لم أفكر مطلقا في حدوث جائحة عالمية ستزيد الأمور سوءا في يوم من الأيام.
خطرت لي هذه الفكرة الأسبوع الماضي عندما كنت أقف في طابور طويل في مطار صغير في إسبانيا، حينما رأيت شيئا لم أره منذ أكثر من 30 عاما من السفر بالطائرات.
كان الطابور مليئا بالأشخاص، الذين سيسافرون على متن رحلتين متوجهتين إلى لندن، إحداهما ستصل إلى مطار جاتويك، التي كنت على متنها، والأخرى ستصل إلى مطار ستانستيد. من المقرر أن تغادر كلتا الرحلتين في نحو الساعة 11 صباحا.
كنا نقف في طابور لختم جوازات سفرنا، كما يفعل أي شخص بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على بعد أمتار قليلة من أبواب المخارج التي خلفها يمكننا رؤية الطائرات التي تنتظرنا بشكل واضح.
مع اقتراب الساعة من 11 وتزايد المخاوف من إغلاق البوابات، اندلعت مشاجرة في مقدمة الطابور.
الركاب المتجهون إلى مطار ستانستيد، بما في ذلك الآباء الذين كانوا يقفون في الطابور لفترة طويلة مع أطفالهم الصغار، بدأوا بالصراخ في وجه مضيفة الطيران لعدم مناداتهم إلى مقدمة الصف في وقت مبكر.
اقتحم كثير منهم محطة الجوازات واستراحة الخروج في الوقت نفسه. خرج شرطي قوي البنية من المحطة وأمر الجميع بالبقاء في أماكنهم.
عاد الأشخاص الذين كانوا سيفرون وهم بائسون، بعد إبلاغهم عن إغلاق البوابة ولم يبق أمامهم خيار آخر سوى حجز رحلات جديدة دون مساعدة من شركة الطيران.
كانت هذه مجرد مشكلة صغيرة واحدة من بين آلاف المشكلات التي حولت الطيران إلى مشهد فوضوي من الرحلات الجوية الملغاة، والأمتعة المفقودة، وطوابير الانتظار التي يعجز اللسان عن وصفها في جميع أنحاء العالم هذا العام.
نقص عدد العاملين وحالات تعطل سلاسل الإمداد بسبب الجائحة، التي أدت إلى هذا الاضطراب ليست واضحة للعيان بقدر رماد البركان الآيسلندي وهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، التي سببت مشكلات في السفر الجوي سابقا، لكنها مثيرة للقلق بالقدر نفسه.
الأسبوع الماضي، حذر الرؤساء في مطار هيثرو والخطوط الجوية القطرية من أن تعطل الصناعة قد يستمر لفترة أطول بكثير مما كان متوقعا. قال أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي في الخطوط الجوية القطرية، لصحيفة "فاينانشيال تايمز": "أعتقد أنه سيستمر لمدة عامين".
كما هو متوقع، ظهرت صناعة صغيرة تنصح المسافرين بما يجب عليهم فعله. بعض النصائح بديهية: كن مستعدا لطوابير الانتظار، احجز رحلة طيران مباشرة، خذ حقائب يدوية فقط وإذا كنت مضطرا لأخذ مزيد من الأمتعة، ينبغي فحص الحقائب، احضر معك الأدوية وغيرها من الضروريات داخل المقصورة.
بعض الأفكار تبدو سخيفة: يمكنك فحص أمتعتك مع بعض شركات الطيران في المساء قبل رحلة الصباح الباكر، وهي فكرة يوصي بها كثير من الخبراء، على أساس أنه يمكنك العبور بهدوء في اليوم التالي. لكن هذا يتطلب رحلة إضافية إلى كابوس المطارات اليوم.
كانت هناك نصائح أخرى جديدة بالنسبة لي. كتبت مضيفة طيران في صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي أنه من الأفضل أن تسافر في وقت مبكر من اليوم قدر الإمكان لأنه نادرا ما يتم إلغاء الرحلات الأولى.
تكون الرحلات اللاحقة أكثر عرضة للعواصف الرعدية التي تتزايد مع زيادة درجة الحرارة خلال النهار، إضافة إلى زيادة حركة السير داخل المطارات المزدحمة ونهاية عمل أطقم الطائرات.
إذا كان لهذا قيمة، علمتني حكايتي مع السفر في الصيف أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تسافر خلال أيام الأسبوع إذا استطعت.
إذا كنت تقف في طابور طويل، فلا تخف من أن تطلب من الموظفين اصطحابك إلى مقدمة الصف إذا اقترب موعد الصعود إلى الطائرة.
أخيرا، كن لطيفا مع هؤلاء الموظفين. يبذل معظمهم قصارى جهدهم في الصفوف الأمامية خلال وضع قاتم لا يمكنهم تجنبه. يمكنك العبور فقط إذا كنت محظوظا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES