دلالات الألوان

الألوان أمرها عجيب وشأنها غريب أورد ذكرها الحق -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم كإحدى الآيات الدالة على عظمته وقدرته، "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين". الحياة ألوان والألوان بهجة وجمال. للألوان دلالات ومعان مختلفة تبعا للمشاعر التي تثيرها، ويختلف الناس في تفضيلهم الألوان سواء في ملابسهم أو مركباتهم أو منازلهم ويرون أن لها قدرة على التأثير في المزاج والعاطفة وربما السلوك في بعض الأحيان.
درس العلماء سيكولوجية الألوان وأولوها اهتماما واسعا لفهم دلالاتها حيث أشارت بعض نتائج تلك الدراسات إلى أن الألوان تؤثر في 85 في المائة من قرارات الشراء للمتسوقين، وأن ما بين 62 و90 في المائة من تقييمات المنتجات يستند في الواقع على الألوان فقط، كما اتضح أن للألوان القدرة على زيادة الوعي بالعلامة التجارية بنحو 80 في المائة. تنقسم الألوان من حيث قدرتها على تحفيز المشاعر إلى ثلاثة أقسام هي الألوان الدافئة والألوان الباردة والألوان المحايدة. فالألوان الدافئة تعطي شعورا بالدفء وتشمل اللون الأحمر والأصفر والبرتقالي على حين أن الألوان الباردة لها تأثير مهدئ للنفس وتمنح الاسترخاء والشعور بالراحة النفسية وتتضمن اللون الأخضر والأزرق والبنفسجي.
أما الألوان المحايدة التي تسمى بألوان الأرض فتشمل اللون الأبيض والأسود والرمادي. للألوان أيضا طاقة تأثيرية في المكان فعند تصميم الديكور لأي مكان يوضع في الحسبان معرفة الأثر المرغوب إيجاده في ذلك المكان. لذا تجد أنه يتم اختيار اللون الأزرق لغرف النوم حيث يرغب في الهدوء على حين يتم اختيار ألوان مفعمة بالحيوية كالأبيض أو الأصفر في قاعات اللياقة البدنية. أما في الأماكن الترفيهية كالحدائق ومدن الألعاب فتستخدم ألوان تعطي الشعور بالبهجة والفرح كالأحمر أو الأزرق الأرجواني.
يوجد نوع من أنواع الطب البديل يعرف بالعلاج بالألوان Color Therapy حيث يرى المختصون في هذه الممارسة أن للألوان دورا في التأثير الشفائي للإنسان، فاللون الأحمر مثلا يزيد في حركة الدم في الجسم على حين أن اللون الأزرق يساعد على تخفيف الآلام وأن اللون الأصفر ينشط الأعصاب وهكذا. من الميادين الحديثة في علم النفس ظهر ما يعرف بعلم النفس اللوني الذي يختص بدراسة تأثير الألوان في الدماغ البشري. الألوان تعيش مع الإنسان في كل حالاته، ألم تسمع بالابتسامة الصفراء والكذبة البيضاء والقلب الأخضر.