Author

العام الجديد

|

تدور الأيام وننتقل من عام إلى عام، يتحدث الناس عن تقارب الزمان وسرعة التحول بين الأعوام، وهو دليل على تمتعنا بالصحة والوفرة، اللتين يعاني فقدهما كثير من سكان هذا الكوكب، فلله الحمد ومزيد الشكر على ما حبانا به من النعم الجليلة وأهمها نعمة الإسلام.
يتبنى كثير من المجتمعات فكرة التغيير الذي يبدأ في بداية العام، وهي فرصة للمرء ليراجع نفسه ويكتشف مزيدا من عيوبه ومزاياه ليتحاشى الأولى ويستزيد من الثانية. مقترحات التحسين هذه يجب أن تكون ضمن برامج الأسر والمؤسسات لأن فرصة المراجعة مهمة، والعمل للأفضل أساس لوجود الإنسان في وجه البسيطة وهو المكلف بالمحافظة على النعم وتجاوز الصعاب والتمثل بالقيم الحميدة.
لعل واحدا من أهم المقترحات هو الثبات على القيم، فقد تعلمنا من قيادتنا درسا في مقاومة محاولات الإفساد التي تبنتها وثيقة "إنسياد"، حيث تمت مراجعة تلك الوثيقة ورفض ما يخالف شريعة الله فيها، كما وقفت بحزم أمام محاولات تصدير المثلية التي تنتشر في كثير من دول العالم، وهي ما أدى إلى هلاك أقوام في سالف الزمان، وستؤدي إلى هلاك غيرهم في هذا الزمان، إن لم يرجع المشرعون إلى مبادئ العقل والمنطق ويؤمنوا بما وضع الله من شرائع تضمن بقاء البشرية وسلامة العيش في هذه الحياة الدنيا.
يمكن أن ننظر كذلك إلى تطوير القدرات الذاتية والتفاعل مع المستجدات العلمية بكل تعقل ومنطق، من خلال تكوين مصفيات "فلاتر" لما نستقبله وما يستقبله أبناؤنا وبناتنا في وسائل التواصل وتطبيقات وبرامج الشبكة العنكبوتية. ليس كل ما ينتشر جيدا ـ خصوصا في هذه الأيام ـ وليس كل من يظهر ويشتهر مثالا للمجتمع أو الأبناء، فإن بدا ذلك حقيقة في هذه المرحلة أو تلك فهو جزء من الانبهار الذي أصاب العالم كله عندما بدأت برامج الواقع التي تعرف الناس على حقيقة آخرين يشبهونهم ويعيشون واقعا يشابه حياتهم، لكن مآل كل ذلك إلى نهاية قريبة أو بعيدة ـ لا أحد يعلم. لكن الأهم هو تحصين الأبناء والبنات والأسر بالعلم والمعرفة والأدب المبني على القناعة بالحق والمحافظة على الآداب والأخلاق الحميدة التي لا يختلف عليها اثنان.
أرجو للجميع عاما سعيدا مليئا بالإنجاز، متوجا بالصحة وسعة الأرزاق، وكل عام وأنتم بخير.

إنشرها