Author

غبار برائحة العطر

|
الغبار إحدى سمات طقسنا الصحراوي، تزايد في الأعوام الأخيرة نسبيا بسبب تغيرات مناخية، وبسبب تراجع مستويات الأمطار، وانحسار الغطاء النباتي الذي نعمل اليوم على استعادته وزيادته، وغيرها من الأسباب مثل جفاف أو "تجفيف" بعض الدول المجاورة.
هذه الأيام، في الرياض، هناك كميات صغيرة إضافية من الغبار، غبار يضوع برائحة أطيب من العطر، تستنشقها وأنت تمر بجوار مشاريع عملاقة مثل مشروع القدية، وحديقة الملك سلمان، ومشاريع تطوير الدرعية، وغيرها من مشاريع أخرى لم أرها أو لم ترها أنت لكنها قائمة تعطر أجواء الجميع، والجميل المبهج أن هذه المشاريع ستزيد الاخضرار في العاصمة، وستقلل الغبار بإذن الله. هذه الرائحة ستحيلك رغم ذرات التراب المتطايرة إلى أحلام رؤية وطن تشيع الطمأنينة في قلبك بأن المقبل أجمل على مستويات كثيرة، بيئية، واقتصادية، واجتماعية. هذه الإضافات والمشاريع الحضارية هي من ستوسع دائرة الفرص للمواطنين بأعمال جديدة، ووظائف حقيقية، وهي من قبل ذلك وبعده شهادات للزمن والتاريخ التنموي لبلادنا، وثمار أطيب وألذ للأجيال المقبلة. إن مناظر الرافعات والشاحنات وتزاحم البشر في هذه المواقع يشبه في لحظة الشرود المتفائلة سيمفونية تعزف لحنا وطنيا يرقص طربا على نغماته المنجز الإنساني الذي ننشد دوما تحسينه وتطويره.
الرياض الكبرى، بل الرياض الجميلة الكبرى قلب ينبض بالإنتاج، والحياة، وقبلة تنموية واستثمارية، وحواضر المملكة الأخرى يعيش بعضها مشاريع عملاقة تحقق فيها نقلات حضارية في فكر الإدارة والتخطيط وإدارة الثروة، ليس ثروة المال والنفط، بل ثروة الإنسان الذي سنبنيه أقوى إن كافح الجميع لتلافي الأخطاء، وللبدء فعلا من حيث انتهى الآخرون.
يزعجنا الغبار إذا ارتحل من صحارينا أو صحاري غيرنا إلى أجوائنا، لكن الغبار الخفيف الإضافي الذي أتحدث عنه هو بمنزلة شاهد يومي تراه وتنتظر انقشاعه عن هذه المشاريع التي كلما انتهت مرحلة منها، بدأت أخرى، لتجعل جودة حياتنا أفضل، وتزيد حجم اقتصادنا وتنوعه، فيزيد الفأل الحسن بمقبل الأيام.
مع هذه المشاريع مع مجموعة مشاريع للقطاع الخاص من أبراج وفنادق ومجمعات إسكان، سيتغير عليك وجه الرياض الجميل كل يوم، ومن سيغيب عنها ويعود إليها لن يصدق ما يرى، وما علينا إلا الدعاء بالتوفيق، والتفاعل الإيجابي، والاستمتاع بما حبانا الله على أيدي قادتنا.
أولادنا وأحفادنا محظوظون أن تفتح وعيهم على الدنيا والرياض وبقية المدن السعودية تموج بالحياة والإنجاز والتفاعل ومسابقة الزمن، ونحن محظوظون معهم بإيماننا أن مستقبلهم آمن ومطمئن بإذن الله.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها