سر المسلات
المسلة أو الشاخص أو النصب تصميم قديم تشاركت فيه مجموعة من الحضارات، كالحضارة البابلية والأشورية والرومانية والفرعونية، عرفت في الحضارة المصرية باسم "تخن" وفي الرومانية "أوبليسك" والأوربيون أطلقوا عليها اسم "نيدل"، وحكيت عنه الروايات والأساطير، وهي حاضرة في كثير من معالم البناء عبر التاريخ، قبل اختراع الماسونية التي يزعم البعض أن المسلات رموز لها، وقبل اختلاط الحضارات وانتقال معالمها فيما بينها!
ينصب في الأساس كعلامة على حدث أو مكان معين، وهو عبارة عن عمود حجري نحيف ذي أربع جوانب وتتفاوت أبعاده وشكله الهندسي حسب الحاجة إليه، ومنها ما ينتهي بهرم صغير أو يكون مستويا، وليس فيه شيء يدل على أنه رمز لإبليس كما يزعمون، وتقوم المسلة على قاعدة مستقلة قد يسجل عليها نص، وتزين بتماثيل القردة التي تهلل لأشعة الشمس، وتنقش جوانبها الأربعة بمناظر ونصوص تتعلق بالملك صاحبها، وبالإله الذي كرست له المسلة!
وتعد المسلة واحدة من أبرز علامات الحضارة المصرية، فإذا كانت الأهرامات إنجازا هندسيا ومعماريا، فإن المسلة تعد هي الأخرى إبداعا متميزا، فهي تصنع من قطعة واحدة من حجر الجرانيت الوردي وغيره من الأحجار، فكيف تمكن صانعوها من قطعها ونقلها ونصبها، وكيف قاوم عديد منها ظروف المناخ وتقلبات الجو وعبث البشر على مر العصور وظل قائما شامخا حتى يومنا هذا؟!
ومن المثير للدهشة ما أشار إليه عدد من رواد الفضاء الروس والأمريكيين قبل عدة أعوام حين التقطوا صورا على سطح القمر لمسلات فرعونية وعددها ثماني مسلات، فهل كان الفراعنة على القمر وهبطوا إلى الأرض، أو كانوا على الأرض واتجهوا إلى القمر قبل أن يهجروه إلى كواكب أخرى أصلح للحياة!
فهل هذا فقط ما صنعت المسلات من أجله؟!
لقد تم رصد استخدام المسلات كساعات شمسية وأداة لتحديد مواعيد الفصول الأربعة حسب ما ورد في كتب المؤرخين والرحالة العرب واليونان والبرديات الفرعونية عن المسلات، حيث اتضح أن الفراعنة كانوا يضعون هذه المسلات في أماكن محددة من الأرض لتشير إلى موقع الشمس في بداية فصلي الشتاء والصيف، كما تم استخدام المسلات كأعمدة لمصابيح الإضاءة، حيث كانوا يكسون قمتها بمثلث صغير مصنوع من معدن سري مقدس يطلقون عليه "الإلكتروم" يشع ليلا، كما استخدمت كأداة لقياس الكرة الأرضية حيث بلغ محيط الأرض 39690 كيلومترا باستخدامها وهو رقم يقل بمقدار 430 كيلومترا عن الرقم المقدر حاليا لمحيط الكرة الأرضية بالوسائل التكنولوجية الحديثة البالغ 40120 كيلومترا!