Author

اقتصاد العسل

|
يعد النحل من الكائنات العجيبة في خلقه وطبيعة تصرفاته، يكفيه شرفا أن الله سبحانه وتعالى ذكره في محكم التنزيل "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون" ومن النحل ينتج العسل "... يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس.
ثبت علميا أن للعسل فوائد طبية متنوعة فبجانب احتوائه على سكريات طبيعية أهمها الفركتوز والجلوكوز فهو يحوي معادن وفيتامينات وبروتينات وأحماضا أمينية وأليافا غذائية وغيرها كثير. وتعتمد جودة العسل على جودة ما يتغذى عليه النحل ومن هنا تأتي أهمية الحفاظ على البيئة وما تحويه من أشجار وشجيرات تعد أزهارها المصدر الرئيس لغذاء النحل. ولأهميته فقد خصصت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" FAO يوما عالميا للنحل يوافق الـ 20 أيار (مايو) من كل عام بهدف تسليط الضوء على أهمية المعارف التقليدية في مجال تربية النحل واستخدام المنتجات والخدمات المشتقة وأهميتها بالنسبة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهمية الحفاظ على النحل والدعوة لاتخاذ إجراءات ملموسة للحفاظ عليها وحمايتها. ويعد الاستثمار في إنتاج العسل من الاستثمارات الواعدة ذات المردود الاقتصادي الواضح.
ورغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة إلا أن الفجوة بين ما ينتج من العسل في المملكة وما يتم استيراده ما زالت واسعة حيث تنتج المملكة ما يزيد على 5000 طن سنويا من العسل على حين يتم استيراد نحو 25000 طن كل عام.
ولأهمية النحل وما ينتجه من أعسال فقد احتلت تربية النحل وتطوير إنتاج العسل موقعا مميزا في مبادرات رؤية المملكة 2030 وذلك من خلال نشر الطرق الحديثة في تربية النحل ورفع مستوى الكفاءة الإنتاجية وتحسين الجودة بما يؤدي إلى تحقيق عوائد اقتصادية أعلى وزيادة فرص العمل للمواطنين. المملكة بتنوع غطائها النباتي واختلاف درجات الحرارة وتباين التضاريس بين منطقة وأخرى تعد من أفضل الدول لإنتاج أجود أنواع العسل المختلفة، وهذا ما اتضح من خلال فوز العسل المنتج محليا بعدة جوائز عالمية لكن لا تزال الحاجة ماسة إلى عدد من المبادرات تشمل تنمية المراعي النحلية وحمايتها ودعم النحالين وتشجيع الشباب للاستثمار في هذا القطاع وتطوير الخدمات الإرشادية واستخدام الأساليب الحديثة للإنتاج والتعبئة والتخزين، ما ينتج رافد اقتصاديا مهما يدعم الأمن الغذائي للمملكة.
إنشرها