default Author

المستشفى الافتراضي

|

مركز الرعاية الأولية في حي الوادي في الرياض، التابع لوزارة الصحة من المراكز المميزة مبنى وخدمة وهو يخدم سكان أحياء عديدة، كان من الأمنيات أن يتم تعميم هذا النموذج شكلا ومضمونا ما دامت وزارة الصحة أخذت بمبدأ أن الرعاية الأولية الحجر الأساس للرقي بالخدمات الصحية، لكن حسب ما فهمت أن جائحة كورونا وما استلزم لمواجهتها من جهود بشرية وميزانيات واستعدادات جعلتها في قائمة الأولوية أثرت في بعض المشاريع.
فهد الجلاجل وزير الصحة دعا مشكورا عددا من الكتاب والكاتبات -كنت من بينهم- للقائه وبعض أركان الوزارة الأسبوع الماضي للحديث عن شؤون وشجون خدمات وزارة الصحة وكان اللقاء بسيطا غير متكلف وشفافا في العرض والاستماع لتجربة المملكة في التصدي لجائحة وباء كوفيد كورونا والاستعداد لاحتمالات عودة موجات منها أيضا جرى نقاش حول طموحات المواطنين تناولت تطوير الخدمات الصحية بما فيها التأمين الصحي الشامل للمواطنين وشمولية الخدمات الصحية للمناطق الطرفية التي لا تتوافر فيها مستشفيات مختصة، الوزير طلب من الحاضرين زيارة مستشفى صحة الافتراضي.
وكنت أول ما سمعت عن استحداث هذا المستشفى أتوقع أن المريض يتصل للحصول على استشارة طبية عن طريق إحدى وسائل الاتصال وفكرت في ماذا يختلف عن رقم وزارة الصحة الشهير الذي يمكن الاتصال عليه للحصول على مثل هذه الخدمة عن بعد، وهل هو تسمية جديدة لهذه الخدمة؟ فمصطلح الافتراضي مربك أحيانا.
مستشفى صحة الافتراضي في بداياته لم يكمل العام إلا أنه تجربة مميزة ومبشرة بتطور نوعي للخدمات الصحية المختصة حيث يقوم هذا المستشفى بتوفير فريق من الاستشاريين في عدد من التخصصات النادرة الطبية والفنية حيث يقدمون خدماتهم عن بعد بالتواصل صوتا وصورة لحظية ببث لغرف العمليات، مع الأطباء في مستشفيات المناطق الطرفية البعيدة لعلاج حالة مرضية كانت في السابق تحتاج إلى نقل طبي أو سفر للمريض مع ما يعنيه هذا من معاناة وتكلفة وتأخير، يخدم هذا المستشفى الافتراضي في بعض التخصصات الطبية الممكن التعامل معها ونجح في إجراء عمليات للقلب وغيرها في مفهوم جديد ومبشر للخدمة الصحية، كل الدعاء بالتوفيق ومزيد من النجاح للعاملين الذين وقفوا على بناء هذا المشروع الباعث على السرور والأمل بالله تعالى بأن يوفق الوزير والوزارة لتحقيق تطلعات المواطنين في الرقي بقيمة الحياة وجودتها.

إنشرها