مخاطر الركود تقلق مستثمري النفط .. ترقب لنتائج اجتماع "أوبك+"

مخاطر الركود تقلق مستثمري النفط .. ترقب لنتائج اجتماع "أوبك+"
الحرب في أوكرانيا دفعت الغاز وكذلك هوامش التكرير إلى مستويات قياسية.

تنطلق اليوم أعمال الاجتماع الوزاري الـ30 لتحالف المنتجين في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها المستقلين "مجموعة أوبك +" .
وتترقب الأسواق نتائج هذه الاجتماعات، حيث سجلت أسعار النفط الخام تقلبات جديدة بعد بيانات عن تراجع مخزونات النفط الأمريكية مع استمرار ضغوط العقوبات على روسيا في تقليص المعروض مقابل انتعاش الطلب متحدية القلق من الركود بسبب موسم القيادة الصيفي.
وتواجه السوق صعوبات ناجمة عن مخاوف الركود العالمي بعد ارتفاع معدلات التضخم ولجوء البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة إلى جانب شح الإمدادات، بينما نجد أن الطلب ما زال يتلقى دعما من موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة ورفع قيود كورونا في الصين.
ويقول الدكتور فيليب ديبيش، رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، إن قلق المستثمرين يتزايد بشأن مخاطر الركود على الرغم من شح الإمدادات في المقابل، حيث يعاني العرض خطر تقلص الإمدادات وارتفاع أسعار الغاز، وكذلك هوامش التكرير إلى مستويات قياسية
ولفت إلى توقع مديري الصناديق الأوروبية نموا عالميا أبطأ، بينما توقع 54 في المائة حدوث ركود أوروبي خلال العام المقبل.
من ناحيته، يقول جوران جيراس، مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا لـ"الاقتصادية" إن المعروض النفطي يواجه ضيفا جديدا بعد تجدد الأزمة السياسية في ليبيا، حيث يتفاقم الصراع بين حكومتين متنافستين، وإذا أغلقت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا جميع الموانئ في خليج سرت فقد ينخفض إجمالي الصادرات إلى 400 ألف برميل يوميا، وبذلك يصل إجمالي الطاقة الإنتاجية المتوقفة إلى 800 ألف برميل يوميا– بحسب تقديرات دولية.
وأضاف أنه لم يكن الضعف المؤقت في أسعار النفط الناجم عن عمليات بيع واسعة النطاق للعقود الآجلة من قبل المضاربين في الأسبوع الماضي أكثر من مجرد فترة راحة قبل تسجيل حالة صعود آخر، حيث اقتنعت السوق بوجود نقص في الطاقة الإنتاجية الفائضة لمنتجي النفط في الشرق الأوسط وهو ما دعا إلى تأجيج المشاعر الصعودية.
من جانبه، يرى أندريه يانييف، المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة أن تصاعد وتيرة العقوبات على روسيا تشعل الأسعار مجددا، حيث إن القوى الغربية تفكر في تحديد سقف أسعار النفط الروسي، مشيرا إلى اتفاق دول مجموعة السبع على استكشاف فرض حظر على نقل النفط الخام، الذي تم بيعه بسعر أعلى من الحد الأقصى.
ولفت إلى أن الموقف الغربي ضد روسيا يثير حالة من القلق من احتمالية حدوث تخفيضات مفاجئة في الإمدادات من روسيا.
أما ليز اكسوي، المحللة الصينية والمختصة في شؤون الطاقة فتشير إلى أن جهود "أوبك +" مستمرة لاستعادة توازن السوق وسيبحث اجتماع الوزراء اليوم سبل التغلب على التأثيرات المتعلقة بالعقوبات على روسيا.
وقالت: "المجموعة تكافح منذ شهور لتسليم كميات النفط إلى السوق التي تعهدت بها، حيث يعاني بعض الأعضاء من تضاؤل الاستثمار والقضايا التشغيلية الأخرى، لافتة إلى أن الطاقة الفائضة تقتصر على كبار منتجي الخليج العربي حتى إمداداتهم غير المستغلة قد تتضاءل بسبب الخسائر الناجمة عن العقوبات المفروضة على روسيا، كما أن هناك شكوكا حول مقدار مزيد من المعروض، الذي يمكن أن تجلبه أوبك + إلى السوق".
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، للجلسة الرابعة على التوالي بعد أن فاقت المخاوف من نقص المعروض أثر القلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وشهدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي لشهر آب (أغسطس) تغيرا طفيفا إلى 117.9 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:17 بتوقيت جرينتش. ويحل أجل عقود آب (أغسطس) اليوم وارتفعت عقود أيلول (سبتمبر) 23 سنتا، أي 0.2 في المائة إلى 114.06 دولار للبرميل، وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 44 سنتا، أي 0.4 في المائة إلى 112.20 دولار للبرميل.
وكانت أسعار النفط قد تراجعت خلال تداولات سابقة أمس، قبيل صدور بيانات المخزونات الأمريكية بالإضافة إلى ترقب الأسواق لاجتماع "أوبك +". وستعقد "أوبك" والمنتجون المستقلون اجتماعا لمناقشة التطورات بسوق النفط العالمي، وتشير التوقعات إلى أن تحالف "أوبك +" سيبقي على سياسته الإنتاجية، التي أعلنت أخيرا، وذلك بزيادة إنتاجه بنحو 648 ألف برميل يوميا في كل من تموز (يوليو) وآب (أغسطس) المقبلين.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 117.55 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 114.88 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق رابع ارتفاع على التوالي، وأن السلة كسبت نحو دولارين، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 115.97 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة