FINANCIAL TIMES

التحوط لوقود الطائرات يوفر لـ"ساوث ويست" 1.2 مليار دولار

التحوط لوقود الطائرات يوفر لـ"ساوث ويست" 1.2 مليار دولار

شركة ساوث ويست إيرلاينز هي الوحيدة بين أكبر أربع شركات طيران أمريكية التي تتحوط لتكلفة وقود الطائرات. التزامها العنيد بهذه السياسة يؤتي ثماره الآن مع تجاوز أسعار النفط 100 دولار للبرميل.
سيوفر التحوط للشركة 1.2 مليار دولار هذا العام. مع عودة صناعة الطيران التي ضربتها جائحة فيروس كورونا إلى الربحية، ستتجاوز هوامش التشغيل في ساوث ويست ثلاثة من أبرز نظيراتها، وفقا لبنك ريموند جيمس.
المدخرات الوفيرة هي عمل فريق من أربعة أشخاص مقيمين داخل المقر الرئيس لساوث ويست في دالاس. بقيادة كريس مونرو، أمين صندوق الشركة، يتعامل الفريق في مشتقات النفط مع تسعة من أكثر مكاتب تداول السلع ذكاء في "وول ستريت"، من بينها "جولدمان ساكس"، "مورجان ستانلي" و"جيه بي مورجان تشيس".
أصبحت قيمة الحماية من مخاطر ارتفاع أسعار الوقود أكثر وضوحا بعدما أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى زعزعة أسواق النفط ورفع الأسعار. قفز سعر وقود الطائرات على ساحل خليج المكسيك الأمريكي إلى أكثر من أربعة دولارات للجالون مقارنة بدولار واحد في حزيران (يونيو) 2020، وفقا لإدارة معلومات الطاقة.
مع عودة الركاب إلى السماء، ستستهلك طائرات ساوث ويست 1.9 مليار جالون من وقود الطائرات هذا العام، وهو ما يمثل ثلث إجمالي تكاليف تشغيل المجموعة، التي يقدر بنك ريموند جيمس أنها ستكون 22.3 مليار دولار. زيادة سنت واحد فقط في الجالون يمكن أن تضيف 19 مليون دولار إلى فاتورة الوقود السنوية.
بفضل تعزيز بنسبة 70 سنتا للجالون من التحوط، تتوقع ساوث ويست أن تنفق 3.30 دولار إلى 3.40 دولار للجالون لوقود الطائرات في الربع الثاني - أقل بكثير من شركة أمريكان إيرلاينز، أو دلتا إيرلاينز، أو يونايتد إيرلاينز.
قالت هيلان بيكر، المحللة في شركة كوين المصرفية، "هذه فائدة كبيرة لهم". أشارت إلى أن ساوث ويست عرضت خصومات على التذاكر بنسبة 40 في المائة في وقت سابق من هذا الشهر، وهو أمر لا تفعله شركات الطيران الأخرى.
وفقا لبنك ريموند جيمس، من المرجح أن يكون هامش الربح التشغيلي للشركة في الربع الثاني 15.5 في المائة. يقارن ذلك بنسبة 7.5 في المائة لأمريكان إيرلاينز، و10 في المائة ليونايتد إيرلاينز، و13 - 14 في المائة لشركة دلتا، التي اشترت في 2012 مصفاة نفط في بنسلفانيا للمساعدة في إدارة أسعار وقود الطائرات.
بالنظر إلى البيئة الحالية، عد مونرو أن استراتيجية التحوط "إيجابية، وتبدو جيدة".
يعود برنامج التحوط الخاص بساوث ويست إلى أوائل التسعينيات بعد أن دفع ارتفاع أسعار النفط الخام خلال حرب الخليج الأولى، جاري كيلي، كبير الإداريين الماليين ثم الرئيس التنفيذي لاحقا، إلى الدخول في السوق. كان عمر العقود الآجلة للنفط الخام أقل من عقد من الزمان.
التزمت الشركة بهذه السياسة في أوقات ارتفاع وانخفاض أسعار النفط، وفي بعض الأحيان خسرت الشركة أكثر من 1.2 مليار دولار بسبب برنامج التحوط في الفترة 2015 ـ 2017 بعد انخفاض أسعار النفط، وفقا لملفات تنظيمية لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات. قال مونرو، "في بعض الأعوام، أبلغنا عن خسائر تحوطية".
تتداول عقود ساوث ويست المرتبطة بخام غرب تكساس الوسيط أو خام برنت كبديل لوقود الطائرات. وكان دفتر مشتقاتها يتضمن سابقا مقايضات - عقود بين الأطراف المقابلة التي تستند إلى سعر سلعة ما - منذ 2015، لكن الاستراتيجية كانت "مشروطة بحق الاسترداد قبل موعد الاستحقاق"، على حد قول مونرو. "لقد تم اعتبارها أكثر على أنها بوليصة تأمين".
تمنح خيارات الشراء حامليها الحق في شراء سلعة بسعر محدد في تاريخ معين، ما يكلف المتحوطين، مثل ساوث ويست، ما يعادل قسط التأمين. عادة ما تتضمن فروق الأسعار شراء خيار وبيع خيار آخر، وتوفير مدفوعات الأقساط مع الحد من حماية الأسعار.
على الرغم من شيوعها بين شركات الطيران الأوروبية، إلا أن ألاسكا إيرلاينز هي الناقل الأمريكي الوحيد، إلى جانب ساوث ويست، التي تتحوط للوقود. توقفت شركة أمريكان، ويونايتد، ودلتا عن ذلك في 2014 و2015 و2017 تباعا.
قال دانييل روجرز، الأستاذ المساعد في المالية في جامعة ولاية بورتلاند الذي يدرس التحوط في الشركات، إن العقلية ما زالت قائمة بين مديري شركات الطيران التي تقول إن التحوط للوقود هو سرقة في "وول ستريت". أضاف، "لقد وجدت أن هذا منظور خطير حقا لأن سوق النفط متقلبة للغاية".
في بداية كل أسبوع، ينشئ المحلل في فريق مونرو مستندا عليه صورة دب على الجانب الأيسر وثور على اليمين، مصحوبة بنقاط تتحدث عن سبب انخفاض سوق النفط أو ارتفاعها. يقوم الفريق بفحص بيانات سوق النفط مثل عدد الحفارات، وأحدث إعلانات "أوبك"، والتطورات الجيوسياسية، والاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
ثم يتم استخدام الوثيقة أساسا لعرض نفطي أسبوعي يتم تقديمه إلى الرئيس التنفيذي لشركة ساوث ويست وكبار المسؤولين الماليين.
يهدف الفريق إلى التحوط بنسبة 50 في المائة على الأقل لوقود الناقل كل عام. بالنسبة لما تبقى من 2022، فإن ساوث ويست متحوطة بنحو ثلثيها، في حين أنها قامت بالتحوط لنحو ثلث استهلاكها المتوقع للوقود حتى الآن لـ2023 ونحو الخمس في 2024.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES