الطاقة- النفط

محللون لـ"الاقتصادية": العقوبات ضد روسيا والانقطاعات الإنتاجية تعقد توقعات السوق

محللون لـ"الاقتصادية": العقوبات ضد روسيا والانقطاعات الإنتاجية تعقد توقعات السوق

ارتفع إنتاج النفط 0.8 في المائة في عام 2021 مقارنة بعام 2020 بمتوسط 69.64 مليون برميل يوميا.

قال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون، إن العقوبات الغربية ضد روسيا وانقطاعات الإنتاجية تؤديان بالفعل إلى تعقيد توقعات السوق.
وأوضح سيفين شيميل، مدير شركة في جي آند ستري الألمانية، أن حالة من عدم اليقين تهيمن على السوق، في ظل مناقشة ما سيحدث بعد انتهاء اتفاق "أوبك +" بنهاية آب (أغسطس) المقبل.
ورجح أن يؤدي تشديد العقوبات الغربية على تدفقات النفط الروسي بما في ذلك حظر الاتحاد الأوروبي على معظم الواردات بحلول نهاية العام إلى تقليص الإمدادات العالمية.
من جانبه، أوضح روبين نوبل، مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن مكاسب أسعار النفط الخام المتتالية مدعومة بقوة من ارتفاع الطلب في ظل موسم القيادة الصيفي في نصف الكرة الشمالي، مبينا أن المخاوف المتزايدة بشأن الركود العالمي ألقت بثقلها على السوق، ما أسهم في تقلب الأسعار في الأسابيع الأخيرة.
وأشار إلى أن تحديات السوق سريعة التغير، لكن تبقى صادرات الخام الروسية صامدة في مواجهة العقوبات حتى الآن، مبينا أن عديدا من المحللين يتوقعون تعثرها في نهاية المطاف، بينما ضربت الاضطرابات ليبيا وكازاخستان ونيجيريا ومنتجين رئيسيين آخرين في الأشهر القليلة الماضية.
من ناحيته، قال ماركوس كروج، كبير محللي شركة أيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، إن السوق النفطية تترقب حدوث أي تقدم في ملف محادثات الاتفاق النووي الإيراني، على الرغم من عدم إحراز تقدم على مدار شهور، لافتا إلى سعي مسؤولين أوروبيين إلى تحقيق دفعة جديدة من أجل التوصل إلى اتفاق يمكن أن يطلق العنان لكميات كبيرة من مبيعات النفط الإيراني.
وأشار إلى مواصلة العقود الآجلة للنفط الخام مكاسبها بسبب اضطرابات الإمدادات ونقص الطاقة الفائضة وتزامن ذلك مع اقتراب ليبيا من إعلان قوة قاهرة إلى جانب مشكلات الإنتاج المتصاعدة في الإكوادور، مبينا أن المكاسب جاءت بعد أن طغت اضطرابات الإمدادات على المخاوف من ركود عالمي، في حين أفادت التقارير بأن الطاقة الفائضة لـ"أوبك" كانت أقل بكثير مما كان متوقعا.
بدورها، قالت مواهي كواسي، العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، إن اضطرابات الإمدادات والنقص الملحوظ في الطاقة الفائضة تغلبت في تأثيرها على المخاوف من حدوث ركود، كما يعاني التجار الفوريون ضيق العرض وتقلص المخزونات خاصة بعد تعطل ما يقرب من نصف إنتاج النفط الليبي. وأكدت وجود وضع مشابه في الإكوادور حيث تعيق الاحتجاجات المحلية المتزايدة العمليات في حقول النفط في غابات الأمازون الشرقية، لافتة إلى بيانات دولية تؤكد أن الاحتجاجات كلفت البلاد أكثر من 189 ألف برميل من إنتاج النفط الخام.
وأشارت إلى بيانات "كومرتس بنك"، التي ترى أن المخاطر على جانب العرض لم تختف بسبب انقطاع الإنتاج في ليبيا، ما يمنع ارتفاع إنتاج "أوبك" النفطي في حزيران (يونيو) على الرغم من زيادة المعروض التي تم الاتفاق عليها.
إلى ذلك، واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها لليوم الثالث على التوالي بعد أن اتفق زعماء مجموعة السبع على دراسة فرض حظر على نقل النفط الروسي الذي يتم بيعه فوق سعر معين، فيما زادت الاضطرابات السياسية في ليبيا والإكوادور وتنامت المخاوف بشأن الإمدادات. ومن المقرر أن يجتمع وزراء الطاقة في تحالف "أوبك +" غدا الخميس، حيث يقترب اتفاق الإنتاج من نهايته، وقد تم تحديد حصص الإنتاج في آب (أغسطس) المقبل.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط لليوم الثالث على التوالي أمس، إذ يبدو أنه من غير المرجح أن يتمكن المنتجون الرئيسيون من زيادة الإنتاج بشكل كبير، فيما زادت الاضطرابات السياسية في ليبيا والإكوادور من المخاوف بشأن الإمدادات.
وبحسب "رويترز"، ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.8 دولار للبرميل، أو 1.6 في المائة، إلى 111.36 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس ليضيف 1.8 في المائة إلى مكاسب حققها في الجلسة السابقة.
وقفزت العقود الآجلة لخام برنت 1.9 دولار للبرميل، أو 1.7 في المائة، إلى 116.99 دولار للبرميل بعد زيادة 1.7 في المائة في الجلسة السابقة.
وحذر الخبراء أيضا من أن الاضطرابات السياسية في الإكوادور وليبيا ربما تزيد من شح الإمدادات.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الإثنين، إنها ربما تعلن حالة القوة القاهرة في خليج منطقة سرت خلال الأيام الثلاثة المقبلة ما لم يتم استئناف الإنتاج والشحن في محطات النفط.
وقال وزير الطاقة في الإكوادور، إن بلاده ربما تعلق إنتاج النفط تماما خلال اليومين المقبلين في ظل احتجاجات مناهضة للحكومة. وكانت الدولة، العضو السابق في "أوبك"، تنتج نحو 520 ألف برميل يوميا قبل اندلاع الاحتجاجات.
وتؤكد هذه العوامل وجود نقص إمدادات في السوق، التي انتعشت هذا الأسبوع، لمواجهة مخاوف الركود التي أثرت في الأسعار في خلال الأسبوعين الماضيين.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 114.88 دولارا للبرميل الإثنين مقابل 112.35 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث ارتفاع على التوالي، وأن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 113.39 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط