default Author

تحديات تطوير السياسة النقدية «3 من 3»

|
حول الحديث عن دور التواصل في کسب تأييد المواطنين وتوعيتهم بشأن التحديات التي تواجه تطوير السياسة النقدية في جامايكا ومستقبلها، فأعتقد أن له دورا كبيرا. ففي عام 2018، عندما كنا نسعى إلى الحصول على مزيد من الاستقلال، شعرت أن العامل الأهم في بلوغ هذا الهدف هو علاقة البنك المركزي بالمواطنين، فالشعب هو محور الاهتمام في أي بلد ديمقراطي.
لقد كنا نولي اهتماما كبيرا لآليات السياسة النقدية والجوانب الفنية ذات الصلة، وهو أمر مهم. وقد نخفق في نصف هذه الأمور ثم ننجح في نهاية المطاف. لكن الإخفاق في التواصل ليس بعده أي نجاح. ودائما ما كنت أعتقد أن الآليات تمثل 30 أو 40 في المائة من اهتمام البنك المركزي، بينما يمثل التواصل 10 في المائة، لكن الأولويات تبدلت منذ ذلك الحين بالنسبة لي، وأصبح التواصل يمثل 30 أو 40 في المائة.
في الحقيقة، إن التواصل دائما ما كان أساس السياسة النقدية. ماذا سيكون رأي أصحاب المصلحة؟ كيف سيكون رد فعلهم؟ هل سيخرجون إلى الأسواق لشراء مزيد من السلع أم لا؟ هل سيصبحون أكثر أم أقل إقبالا على شراء النقد الأجنبي؟
فقد لجأ بنك جامايكا المركزي إلى استخدام موسيقى الريفي الشعبية لتعريف المواطنين الذين طالما اعتادوا التركيز على سعر الصرف بالمنافع الناتجة عن انخفاض معدلات التضخم واستقرارها. وفي رأيي، أننا لم نر أي نتائج بعد. وقد استخدمنا عناصر جذب مباشرة للمواطنين، مثل موسیقى الريفي، وإعلانات التلفزيون والراديو، واللوحات الإعلانية، خصوصا التي لا نزال نراها في الشارع حتى الآن، وتصف التضخم بأنه وحش مخيف يجب تجنبه.
لكن البنك المركزي لا يمكنه استخدام هذه النغمة کثیرا لفترة طويلة، بل يجب أن يكون هناك نوع من أنواع التواصل، وهو ما لا أراه الآن. فالهدف الأساسي من حملات التواصل الفعالة هو فهم السياسات بشكل أفضل أو التعريف بالقرارات.
ويتمثل أحد أهم التحديات التي لا تزال قائمة، في الحاجة إلى توعية المواطنين بأن دور البنك المركزي ليس منع تحركات سعر الصرف، بل التغلب على التحيز القوي لدى النظام إلى زيادة جمود سعر الصرف من أجل إقامة اقتصاد صلب قادر على المنافسة. أما وقد لمست عن قرب نجاح جامايكا في تنفيذ كثير من الإصلاحات الصعبة، فإنني أثق بأن هذا التغيير مقبل وقريب.
إنشرها