أخبار اقتصادية- خليجية

34.5 مليون طن الإنتاج الخليجي من الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية

34.5 مليون طن الإنتاج الخليجي من الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية

د. عبدالوهاب السعدون

34.5 مليون طن الإنتاج الخليجي من الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية

قال لـ «الاقتصادية»، الدكتور عبدالوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا"، "إن حجم الإنتاج السنوي لدول الخليج من الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية يصل إلى نحو 34.5 مليون طن، تصدر أغلبيته إلى الأسواق الآسيوية.
وأكد أن الكميات المصدرة لأوروبا تعد قليلة بسبب الحواجز الجمركية، التي تفرضها أوروبا على الصادرات الخليجية من الأسمدة والبتروكيماويات.
وأشار السعدون، إلى أن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات رحب بإعلان الاتحاد الأوروبي في أيار (مايو) الماضي، بتسريع التوقيع على اتفاق للشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج، تشمل التجارة الحرة وأمن الطاقة، مشيرا إلى أن دول الخليج مهيأة لسد النقص في احتياجات أوروبا من الأسمدة الكيماوية، في حال رفعت الأخيرة الحواجز الجمركية وغير الجمركية، باعتبار دول الخليج لاعبا رئيسا في إنتاج الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية، حيث تبلغ حصتها من الإنتاج العالمي ما بين 10 إلى 14 في المائة.
وأكد السعدون، أن اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية في شباط (فبراير) الماضي كان له تأثير كبير في أسواق الطاقة العالمية، وعلى وجه التحديد، في أسواق الطاقة في أوروبا، مضيفا أنه "بعد فرض دول الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا، وما يلحق ذلك من آثار حالية ومستقبلية، يعزز بشكل كبير من نمو الفرص لمنتجي البتروكيماويات الخليجيين لسد النقص في العرض بعد الحرب في أوكرانيا".
وأوضح السعدون، أن منتجي الكيماويات والبتروكيماويات في دول الخليج لعبوا دورا كبيرا ومتناميا في توريد منتجاتهم إلى الأسواق العالمية، ولا سيما أن الصناعة في دول الخليج تبنت استراتيجية التصنيع للتصدير منذ انطلاقتها في مطلع الثمانينيات، حيث يتم تصدير نحو 80 في المائة من إجمالي الإنتاج إلى الأسواق العالمية، مبينا أن آسيا تستحوذ على حصة الأسد بنحو 55 في المائة من إجمالي الصادرات، تليها الهند بنحو 18 في المائة، فيما تبلغ حصة أوروبا نحو 7 في المائة من إجمالي صادرات الكيماويات من دول الخليج.
واستعرض السعدون تلك الآثار، وفقا لكل من مكونات مزيج الطاقة في أوروبا، موضحا أن أوروبا استهلكت نحو 464 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في العام الماضي يتم تأمينها من روسيا ودول أوروبية كالنرويج وهولندا، حيث استوردت أوروبا من روسيا 167 مليار متر مكعب تشكل ما نسبته 36 في المائة من إجمالي استهلاك أوروبا في 2021.
وأضاف أن "حصة الصناعات الكيماوية في أوروبا لا تشكل أكثر من 9 في المائة من إجمالي واردات الغاز إلى أوروبا، لكون الصناعة الأوروبية تعتمد على النافثا (أحد مشتقات تكرير البترول) التي تشكل 70 في المائة من مدخلات إنتاج وحدات إنتاج البتروكيماويات في أوروبا، وبالتالي فإن صناعة الكيماويات لن تتأثر بتوقف أوروبا عن استيراد المشتقات البترولية وضمنها النافثا، لإمكانية تأمينها من مصادر بديلة".
وأشار إلى أن ألمانيا تعد أكبر المستهلكين للغاز في أوروبا، حيث تشكل حصتها نحو 20 في المائة من إجمالي الغاز المستهلك في أوروبا، وتأتي 89 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المورد إلى ألمانيا من روسيا عبر خطي أنابيب نورد-ستريم ويامال - أوروبا، وتشكل تلك الكمية 65 في المائة من استهلاك ألمانيا من الغاز، الأمر الذي يجعلها الأكثر انكشافا على الغاز الروسي والأكثر ترددا في تطبيق العقوبات الأوروبية الهادفة إلى الاستغناء عن الغاز الروسي.
وأضاف أنه "مع اندلاع شرارة الحرب الروسية - الأوكرانية ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا لتصل إلى مستويات قياسية حيث تبلغ 35 دولارا للمليون وحدة حرارية بريطانية مقابل 5.5 دولار للوحدة الحرارية البريطانية في أمريكيا مثلا، مرتفعة في أوروبا بنسبة 365 في المائة عن مستويات الربع الثالث في 2021".
وأوضح السعدون، أن أوروبا تستهلك نحو 15.5 مليون برميل يوميا من البترول الخام الذي يتم تكريره في المصافي الأوروبية.
وقال "إن ارتفاع أسعار النفط والغاز في أوروبا له أثر مباشر في ارتفاع تكاليف الإنتاج لمنتجي الكيماويات في القارة الأوروبية، التي يخفف أثرها الارتفاع القياسي لأسعار البتروكيماويات".
وأفاد بأن 70 في المائة من مجمعات صناعة البتروكيماويات في أوروبا مصممة لإنتاج الإثيلين باستخدام النافثا، وتأتي 20 إلى 25 في المائة منها من روسيا.
وحول أثر النزاع في الأسواق العالمية للبتروكيماويات، أوضح السعدون أن روسيا لا تعد لاعبا رئيسا في إنتاج البتروكيماويات، حيث لا يشكل إنتاجها من البتروكيماويات السلعية، كالبولي إثيلين والبولي بروبلين، ما بين 1 إلى 3 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي، إلا أن هذه النسبة تزيد لتبلغ 20 في المائة للأسمدة الكيماوية، و8 في المائة للمطاط الصناعي، مبينا أن حصة دول الخليج من إجمالي الإنتاج العالمي للبتروكيماويات تبلغ نحو 8 في المائة، وتعد دول الخليج أحد أكبر مراكز الإنتاج عالميا لمشتقات الإثيلين، حيث تصل إلى 18 في المائة من البولي إثيلين، ونحو 20 في المائة من جلايكول الإثيلين من إجمالي الإنتاج العالمي.
وقال السعدون "إن آثار الأزمة الأوكرانية في صناعة الكيماويات في أوروبا تنقسم ما بين قصيرة وطويلة الأمد، حيث الأولى تشمل تذبذب وارتفاع أسعار البترول والمشتقات البترولية، وهذا الأمر قد يتسبب في ارتفاع أسعار البتروكيماويات مدفوعة بارتفاع أسعار اللقيم، والأخرى أن ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا يدفع المنتجين للتحول إلى استبدال الغاز باستخدام المشتقات البترولية كوقود.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- خليجية