أخبار اقتصادية- عالمية

إعادة تدوير البلاستيك .. مشاريع نوعية لسد احتياجات الفقراء في الأرجنتين

إعادة تدوير البلاستيك .. مشاريع نوعية لسد احتياجات الفقراء في الأرجنتين

على أرصفة العاصمة الأرجنتينية بوينوس إيرس، تجد عشرات آلاف عبوات الحليب البلاستيكية حياة ثانية لها من خلال إعادة تدويرها على يد مشردين في خضم الشتاء الجنوبي.
وبدأت عمليات إعادة تدوير عبوات الحليب البلاستيكية قبل عشرة أعوام عندما حصلت جابرييلا "جوجا" دوديرو من إحدى صديقاتها على حقيبة صغيرة مصنوعة من عبوات الحليب المعاد تدويرها.
ولا يزال عدد من الأرجنتينيين يستذكرون عمل جداتهم اللواتي كن يصنعن بواسطة تقنية الكروشيه للحياكة حقائب يد صغيرة أو كبيرة من البلاستيك قبل شيوع فكرة المواد القابلة لإعادة التدوير.
وبحسب "الفرنسية"، تقول جوجا دوديرو، وهي مصممة أزياء سابقة، أن الهدية التي تلقتها دفعتها إلى إطلاق مشروع "لا ساشيتيرا" المتمثل في إعادة تدوير هذه "المنتجات المقاومة للماء" لكي يفيد منها المشردون بعدما كانت ترمى قبل عشرة أعوام.
وتضيف "بوينوس إيرس منطقة شديدة الرطوبة ما يجعل الأشخاص، الذين ينامون في الشوارع يشعرون بالجفاف عندما يستيقظون".
وينشط نحو 12 متطوعا في المشغل الواقع في فيا بوش شمال غرب بوينوس إيرس، حيث كانت دوديرو موجودة.
وتخضع العبوات الملونة بعد غسلها وتجفيفها إلى عملية تقطيع ثم تجمع عبر سدادة حرارية و"توضع اللمسات الأخيرة على عملية الجمع باستخدام ماكينات للخياطة أو بواسطة الأيادي لوصل العبوات بخيط واحد".
وتستخدم في تصنيع المنتجات كميات متفاوتة من العبوات البلاستيكية المجموعة، ما يؤدي إلى تصنيع 80 حقيبة نوم ونحو 200 بطانية عازلة كبيرة.
وفيما يتولى مشروع "لا ساشيتيرا" تصنيع ما يصل إلى 600 منتج سنويا، حظيت هذه المبادرة بشعبية كبيرة وأصبحت مصدر إلهام لمنظمة "إسبارتانوس" التي تعنى بالمساجين.
وفيما يدرك المتطوعون في "لا ساشيتيرا" جيدا حجم نتائج مشروعهم، وتشير جابرييلا "45 عاما"، وهي أم لابنين انضمت إلى البرنامج قبل خمسة أعوام، وتعلمت "خياطة البلاستيك"، إلا أن المشروع "لا يحل المشكلة الكبيرة للمشردين لكنه وسيلة تقيهم البرد القارص والمطر والندى".
ويشير كريستيان بول راميزير سوريا "40 عاما"، وهو متحدر من الأوروجواي يمضي ليلته إلى جانب شخصين تحت أقواس أحد مسارح ضاحية سان فرناندو، إلى أن البطانية العازلة "مفيدة جدا عند تساقط الأمطار ونتفادى من خلالها البلل، ما يحمينا من الموت جراء انخفاض درجة حرارة أجسامنا".
ويضيف أن هذه المنتجات "بالغة الأهمية لنا، نحن الذين نعيش في الشارع على مدار الساعة منذ أعوام"، معربا عن امتنانه لـ"شيكوس"، وهي جولات يقوم بها المتطوعون كل أحد لتوزيع الغداء على المشردين بالإضافة إلى شراب المتة الساخن وقطعة من الملابس والبطانيات .

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية