أخبار

الرياض وأنقرة .. قوة قرار وجبهة سلام

الرياض وأنقرة .. قوة قرار وجبهة سلام

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي خلال اللقاء في المجمع الرئاسي في أنقرة أمس. "واس"

لطالما كانت أواصر الإسلام وحب السلام وجهين لعلاقة وطيدة جمعت الرياض وأنقرة على مر العقود الماضية. وتأتي زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين أمس إلى تركيا لتؤكد متانة وصلابة العلاقة الضاربة جذورها في عمق التاريخ، وأنها تعود اليوم أقوى بزيارة سابقة للرئيس أردوغان، وبحفاوة ظهرت واضحة في الاستقبال الرسمي الذي أعدته أنقرة لولي العهد.
توقيت جولة الأمير محمد بن سلمان وما تمر به المنطقة من تحديات تشير إلى رؤية سعودية سياسية تراهن على جبهة شرق أوسطية موحدة وقوية في تجاوز ارتدادات الأزمة الأوكرانية ومواجهة التقلبات العالمية أوروبيا وأمريكيا، وفي وجه النزعات العدوانية المستمرة من قبل النظام الإيراني.
تعيدنا هذه الزيارة لذكرى دبلوماسية التحالف السعودية التي انطلقت في ساعة متأخرة من ليل منتصف كانون الأول (ديسمبر) 2015 حين أعلن ولي العهد عن التحالف الإسلامي بمشاركة تركية.
إذ مضت أعوام وعقود على العالمين العربي والإسلامي بلا تحالفات يعتد بها على المستوى السياسي والعسكري. حتى قرر الأمير المبادر محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وزير الدفاع إعادة الاعتبار لعقيدة عسكرية تبنى عليها كثير من الحسابات السياسية الحاضرة والمستقبلية، داعيا بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى تحالفين عربي وآخر إسلامي.
تحالف عربي إسلامي أثبت قدرة عالية على الحشد الإيجابي، وكسب مزيدا من ثقة الدول والشعوب، سياسيا وعسكريا. وهذا ما تحتاج إليه الأمتان لتجاوز هذه الفترة العصيبة من تاريخهما على جميع المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية.
وهو ما جاء واضحا في حيثيات البيان الختامي المشترك حيث أكد الطرفان سعيهما إلى تكثيف التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية وبما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. ودعم الحلول السياسية للأزمات كافة في دول المنطقة مع التأكيد على عدم المساس بسيادة أي منها والسعي لكل ما من شأنه إبعاد دول المنطقة عن التوترات، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار فيها. يبقى أن الرياض وأنقرة على موعد مع ملفات سياسية واقتصادية ودفاعية ساخنة هذا الصيف، يجب العمل عليها وتنسيق الجهود حيالها برؤية مشتركة واضحة تعزز من قوة قرارها وحضورها إقليميا ودوليا وعضوية البلدين ضمن مجموعة الدول العشرين الأقوى اقتصاديا وسياسيا.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار