شركة بريطانية ناشئة تدفع أموال دافعي الضرائب لأحد مساهميها

شركة بريطانية ناشئة تدفع أموال دافعي الضرائب لأحد مساهميها
واحد من أجهزة الدفع للتبرعات الخيرية التي تبيعها شركة جود بوكس.

شركة مدفوعات بريطانية ناشئة تواجه الإفلاس حاليا، أخذت أموال دافعي الضرائب من "صندوق المستقبل" الذي أطلقه ريشي سوناك، واستخدمتها في شراء تكنولوجيا من مستثمر ساعدها في عملية لجمع الأموال.
حصلت "جود بوكس" GoodBox على تسعة ملايين جنيه استرليني في صفقة قرض قابل للتحويل في كانون الثاني (يناير) 2021 من مخطط صندوق المستقبل، الذي تم تشغيله في العام الأول من الوباء، وفقا لمصادر مطلعة واتصالات مساهمين أطلعت عليها "فاينانشيال تايمز".
جاء نصف الأموال من شركة اسمها كيو إنفست ليمتد، يديرها رجل الأعمال البريطاني في مجال المدفوعات، مايلز كارول. وجاء المبلغ المتبقي، 4.5 مليون جنيه، من دافعي الضرائب.
تم تخصيص جزء من الأموال لشراء تكنولوجيا لمعالجة المدفوعات تسمى بوابة الدفع. قبل ثلاثة أيام من توقيع صفقة صندوق المستقبل، وافقت "جود بوكس" على ترخيص هذه التكنولوجيا من كيو إنفست بتكلفة 5.2 مليون جنيه، ما يعني أن كيو إنفست ستستعيد فعليا أموالها، إضافة إلى 700 ألف جنيه من أموال دافعي الضرائب.
منذ ذلك الحين وجدت شركة جود بوكس، التي تبيع أجهزة الدفع للتبرعات الخيرية، نفسها تواجه احتمال وضعها تحت الإدارة القضائية، وفقا لاتصالات المساهمين. يسعى دائن للشركة إلى تعيين مديرين قضائيين، بينما عينت "جود بوكس" مستشارين لمتابعة عملية بيع مجهزة مسبقا، بحيث تتم قبل وضعها تحت الإدارة القضائية.
تعد هذه الأخبار ضربة لصندوق رأس المال المغامر التابع للحكومة البريطانية، وهو البرنامج الذي أدى إلى امتلاك دافعي الضرائب حصصا في مجموعة واسعة من الشركات البريطانية الناشئة، لكنه تضرر جراء مستويات منخفضة من الاحتيال.
لم يستجب ديفيد وايت، الرئيس التنفيذي لشركة جود بوكس، لطلبات التعليق، بينما قال كارول، وهو أيضا أحد المساهمين في "جود بوكس"، في مكالمة هاتفية قصيرة "لن أعلق". ولم يعلق بالتفصيل عندما تواصلت معه "فاينانشيال تايمز" في وقت لاحق عبر البريد الإلكتروني. لكنه قال كانت هناك أخطاء في التفاصيل التي قدمتها له "فاينانشيال تايمز"، إلا أنه لم يتمكن من تحديدها بسبب بنود السرية.
صندوق المستقبل الذي أبرم صفقات بقيمة 1.1 مليار جنيه استرليني مع أكثر من ألف شركة ناشئة، طالب الشركات بإيجاد طرف ثالث لتقديم طلبات نيابة عنها، عارضا تمويلا يصل إلى خمسة ملايين جنيه، على المستثمر الرئيس أن يضاهيه على الأقل. القروض لها أجل استحقاق 36 شهرا.
لا يبدو أن شروط صندوق المستقبل تمنع الشركات من شراء الخدمات من المستثمر الرئيس.
تأسست شركة جود بوكس في 2016 وتضم بين عملائها كنيسة إنجلترا ومتحف التاريخ الطبيعي والصليب الأحمر البريطاني، وفقا لموقعها على الإنترنت. جمعت الشركة أموالا في 2019 بتقييم مسبق 19 مليون جنيه استرليني، على موقع سيدرز للتمويل الجماعي. لكن الشركة تضررت بشدة من الوباء، ما أجبرها على إجراء جولة تمويل طارئة في أوائل 2020 بنسبة 12.5 في المائة فقط من سعر السهم الذي فرضته في العام السابق. بعد ذلك حصلت على دعم من صندوق المستقبل، الذي قدم قروضا قابلة للتحويل إلى أي شركة تفي بمعاييره.
في رسالة في كانون الثاني (يناير) 2021 إلى المساهمين، وصفت "جود بوكس" تمويل صندوق المستقبل البالغ تسعة ملايين جنيه بأنه "مشروط" ببذل الشركة قصارى جهدها لشراء بوابة دفع. قالت إن "المطلب الأخير" لاستكمال صفقة صندوق المستقبل هو تأمين موافقة المساهمين على إنفاق ما يصل إلى 5.2 مليون جنيه لعملية الشراء. قالت إن هذا المبلغ هو "السعر المحدد لبوابة واحدة ذات فائدة خاصة"، لم تحددها.
في نيسان (أبريل) الماضي، أخبرت "جود بوكس" المساهمين أن صفقة صندوق المستقبل أعطت الشركة ما يكفي من المال "لتواصل نحو الربحية" وسمحت لها بالحصول على "برنامج دفع رئيس" بتكلفة 5.2 مليون جنيه.
لكنها قالت إن الإيرادات لم تتعاف بالسرعة المتوقعة، وذكرت أن برنامج الدفع لا يزال "يخضع للرقابة اللازمة الصارمة ولن يقبل إلا بعد فحصه والتحقق منه بالكامل".
تتحول قروض صندوق المستقبل عموما إلى حقوق ملكية بخصم 20 في المائة من السعر السائد في جولة التمويل. حاملو سندات القرض لديهم خيار التحويل إذا كانت جولة التمويل أقل من حجم القرض. ويتم التحويل تلقائيا للجولات ذات الحجم المتساوي أو الأكبر.
في الأسبوع الماضي، قدم أحد موردي تكنولوجيا المعلومات لشركة جود بوكس، إن جي آي سيستمز، طلبا لتعيين مديرين. أخبرت "جود بوكس" المستثمرين الأسبوع الماضي، في وثائق اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز"، أن شركة إن جي آي "تطالب بمبالغ ضخمة من الالتزامات، وهو ما نختلف عليه".
قال يوان بوليانسيك، سكرتير شركة إن جي آي، في رسالة بريد إلكتروني، "نحن نعد أن من مصلحة "جود بوكس" أن يتم تعيين مديرين من قبل المحكمة للتدقيق في بعض معاملات مجلس الإدارة المشكوك فيها. المثال الرئيس هو صفقة بقيمة 5.2 مليون جنيه استرليني التي تضمنت تمويل دافعي الضرائب في المملكة المتحدة".

الأكثر قراءة