لقاحات كورونا .. لماذا علينا النجاح؟ «2 من 2»

رغم التقدم المحرز في مجال التلقيح، بما في ذلك النجاح الكبير الذي شهده بعض الدول النامية، فإنه لا تزال هناك فجوة هائلة وغير مقبولة فيما يتعلق بالجهود العالمية المبذولة فيما بين الدول الغنية والفقيرة. ففي حين تم إعطاء 11.5 مليار جرعة من لقاحات فيروس كورونا على مستوى العالم، فإن نسبة الأشخاص الذين حصلوا على تلقيح كامل في الدول منخفضة الدخل لم تزد على 12 في المائة، وذلك مقارنة بنسبة تزيد على 74 في المائة في الدول الأكثر ثراء. ولم تبلغ هذه النسبة حتى 10 في المائة في 18 بلدا، معظمها في إفريقيا. وفي هذه الأماكن لم يتم تلقيح حتى ثلث العاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن. يمكننا أن نحسن أداءنا، بل يجب أن نحسنه.
أما على الصعيد الإيجابي، فلدينا الآن إمدادات عالمية كافية من لقاحات كورونا، وهذا يزيل أحد القيود الملزمة التي أدت إلى إبطاء جهود التلقيح لأكثر من عام. ولا تزال اللقاحات تتمتع بدرجة عالية من الفاعلية في الحد من العلل الخطيرة وتقليل أعداد الوفيات حتى مع استمرار تحور الفيروس. وعلاوة على ذلك، لدينا مجموعة أدوات شاملة تتضمن الاختبارات والعلاجات ومعدات الوقاية الشخصية للمساعدة على الحد من أشكال العدوى المختلفة.
يتمثل التحدي الرئيس حاليا في تزويد جميع الدول بهذه الأدوات، مع التأكد في الوقت نفسه من مواصلة الحكومات والمجتمعات المحلية التزامها بجهودها الوطنية للتلقيح، ولا سيما في قارة إفريقيا.
وسيكون إظهار القيادة السياسية والتصميم الاجتماعي بشأن مواصلة حملات التلقيح إشارة قوية تبشر بإذكاء قدرات تصنيع اللقاحات في المنطقة. ورغم أن المخاطر الصحية لا تزال هي الشاغل الأكثر إلحاحا، فإن النجاح في التلقيح هو أيضا حجر الزاوية في تحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي في كل بلد. ولا يمكننا الخروج من هذه الجائحة سوى بتلقيح مزيد من الأشخاص.
أحيت جلسة اجتماعات بداخلي روح التفاؤل في أننا استطعنا بناء تحالف عالمي قوي وحقيقي معني باللقاحات. وفي هذا الصدد، سنحتاج إلى تصميم جماعي يمكننا من النجاح في مساعدة الدول على تلقيح شعوبها على نطاق يحمي الفئات الأولى بالرعاية على وجه السرعة، أي: كبار السن، والأشخاص الذين يعانون نقص المناعة، والعاملون في القطاع الصحي، والحد من نطاق المخاطر التي تفرضها جائحة كورونا، ووضعنا جميعا في وضع يمكننا من التصدي للجوائح في المستقبل على نحو أقوى. ومن ثم يلتزم البنك الدولي بألا يألو جهدا في المساعدة، وذلك في شراكة وثيقة منه مع المنظمات الأخرى وحكومات الدول المتعاملة معه. فنحن جميعا بحاجة إلى أن نتحلى بالطموح بشأن هذا الجهد، وأن نواصل تركيزنا على بلورته وتحقيقه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي