Author

لقاحات كورونا .. لماذا علينا النجاح؟ «1من 2»

|
لا يزال شبح جائحة كورونا أبعد ما يكون عن الزوال، ولا تزال اللقاحات هي أهم أداة تتسلح بها البلدان كافة للتغلب على هذه الجائحة، ومن ثم المضي قدما على درب تحقيق التعافي. وفتح الحياة الاجتماعية والاقتصادية بشكل طبيعي والحد من إغلاق الأسواق والقطاعات التجارية والتحرر من القيود والاحترازات الصحية.
فمنذ شباط (فبراير)، تحول جل اهتمام العالم إلى الحرب الروسية - الأوكرانية والمخاطر الاقتصادية المحدقة من جراء ذلك بالإمدادات العالمية للمواد الغذائية والطاقة وتزويد دول العالم المختلفة بالحبوب وأنواع القمح من مناطق الحرب، حيث تمثل روسيا وأوكرانيا أكثر من 20 في المائة من إنتاج العالم من محصول القمح.
وتأتي هذه الحرب لتفاقم عديدا من الأزمات الأخرى، مثل تغير المناخ، والصراع الدائر في أماكن أخرى كثيرة، والأعداد القياسية للاجئين، بل ارتفاع معدلات الفقر لأول مرة منذ عقود. ولكن حتى مع وجود هذه التحديات العالمية الرهيبة، فرضت جائحة كورونا على نحو بارز آثارا صحية واجتماعية واقتصادية واسعة النطاق، طالت على وجه الخصوص البلدان الأشد فقرا والفئات الأكثر احتياجا والأولى بالرعاية الصحية.
ومع ذلك، وبفضل اللقاحات، لدينا من الوسائل ما يمكننا من القضاء على هذه الجائحة في جميع أرجاء العالم، شريطة مواصلة التركيز والحفاظ على طموحنا. ولهذا السبب، قامت مجموعة البنك الدولي، في اجتماعات الربيع الأخيرة، بالاشتراك مع حكومة الولايات المتحدة وشراكة تقديم لقاحات كورونا، التي تحظى بمساندة منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، وتحالف جافي، باستضافة فعالية بشأن "توسيع نطاق توزيع اللقاحات".
ولقد جمعنا قادة من وكالات عالمية وإقليمية وثنائية، إلى جانب مجموعة مختارة من وزراء المالية والصحة في بلدان نامية، لمناقشة كيفية تحويل اللقاحات إلى حملات تلقيح على أرض الواقع. أردنا أن نتحلى بمزيد من الوضوح بشأن ما يجب فعله على نحو عاجل لإيصال إمدادات اللقاحات بسرعة إلى الأماكن التي تحتاج إليها، وبالتالي تتوافر للبلدان الموارد والقدرة على تلقيح الجميع.
ناقشنا النتائج التي توصل إليها تقرير أعددناه لمجموعة العشرين بالتعاون الوثيق مع شركائنا في فرقة عمل القادة المتعددة الأطراف وشراكة تقديم لقاحات كورونا.
ويؤكد هذا التقرير أنه بإمكاننا توحيد قوانا وتوجيه التمويل والخبرات لمساعدة البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل على توفير اللقاحات في الأجل القصير. ومع تولي البلدان زمام المبادرة، يمكننا أيضا مساندة الجهود ذات الأجل الأطول لبناء قدرات التأهب لمواجهة الجوائح وتدعيم الأنظمة الصحية. ولكننا بحاجة إلى التزام عالمي واسع النطاق، من أجل التغلب على جائحة كورونا فورا، ولبناء القدرة على الصمود في وجه الأزمات الصحية في المستقبل على حد سواء.
إنشرها