Author

ضعف الانضباط في الإجراءات الاحترازية وتلاشي الوباء

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية
نشعر اليوم بمجموعة من النتائج المبشرة والمتفائلة في مختلف المجالات سواء العلمية أو الاقتصادية ولعل أهمها الصحية بفضل الله ثم بجهود كبيرة تبذلها المؤسسات الحكومية ودعم من القيادة لا محدود وحرص من المواطن على الانضباط والالتزام بحمد الله وكان أثر ذلك أن عاد معظم الأمور إلى مجاريها في مسألة الصلوات في المساجد والتعليم في المدارس والجامعات وفتح شامل للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والترفيهية في مشهد كان الجميع يتطلع إلى الوصول إليه بعد أيام صعبة لم يشهدها معظم أبناء هذا الجيل.
إلا أنه كما هو معلوم ما زالت هناك مجموعة من الإجراءات بقي العمل بها مثل الالتزام بلبس الكمامة في الأماكن المغلقة والالتزام بإبراز الحالة الصحية من خلال تطبيق توكلنا عند دخول المراكز التجارية والحكومية وبعض الإجراءات التي تم اتخاذها سابقا خاصة ببعض الجهات.
ومن خلال بعض المواقف نجد أن بعض الجهات ما زالت تتراخى في مسألة التطبيق فعند زيارة بعض المؤسسات الحكومية تجد أن الاهتمام بهذه الإجراءات أصبح أضعف، كما أن إبراز الحالة الصحية في المجمعات التجارية لم يعد مشددا عليه كما هو في السابق، لا شك أن الوصول إلى درجة من الاطمئنان على الحالة الصحية أمر جيد ويحقق هدفا كبيرا بعد انتشار الوباء لكن المشاهد اليوم في العالم أمر مختلف حيث إن بعض الدول بدأ ينتشر فيها هذا الوباء بصورة واضحة في الصين والولايات المتحدة وغيرها من الدول وما زالت هناك خطورة وإن كانت أقل بكثير من السابق إلا أنه في حال انتشاره وبداية المعاناة منه فإن صعوبة التخلص من هذا الوباء ستكون أكبر خصوصا أن اللقاحات كما تم توضيح ذلك من قبل مجموعة من الجهات فعاليتها ليست دائمة وبالتالي فإن بقاء التحدي موجود والخطورة لم تتلاش بعد وقد يستمر الأمر لمدة لا أحد يعلمها وبالتالي هناك أهمية في مسألة الوعي والالتزام بالإجراءات الاحترازية بما يحقق بإذن الله لبلادنا مزيدا من الصحة والرخاء.
من المهم أن يكون هناك شعور مجتمعي بالمسؤولية إذ إن الانضباط ينشأ في الأساس من الفرد كما أن المؤسسات الحكومية ينبغي أن يكون لدى الموظفين فيها استشعار المسؤولية وقد تكون هناك صعوبة وعدم راحة من الالتزام بشكل متواصل بالكمامة وهنا من الممكن أن تكون هناك ضوابط أخف حيث يقابل الموظف أعدادا أكبر من المراجعين ويكون الالتزام بها عند التواصل لمسافة معينة كما أن من المهم الالتزام بها في المراكز الصحية والمستشفيات، لكن في الوقت نفسه لا يتم إلغاء العمل بها تماما دون وجود إشعار أو توجيه حكومي معلن.
لا شك أن الوباء لم يعد بحمد الله كما هو مشاهد خطرا في المملكة في الوقت الحالي والوعي في المجتمع أصبح عاليا بما يكفي بحمد الله إلا أن المرحلة الحالية تتطلب الاستمرار في الانضباط لحماية المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية وتحقيق مزيد من الأمن الصحي بإذن الله.
الفترة الحالية تعيش المملكة واحدة من أزهى مراحلها من حيث تحقيق الإنجازات في مختلف المجالات ولا شك أن ما حققه الفريق المشارك في مسابقات "آيسف" في الولايات المتحدة ليبعث على الفخر، وأن نطمئن إلى وجود مرحلة بناء لجيل واعد من العلماء البارزين الذين يعملون على مزيد من الإنجازات الإنسانية من خلال الابتكار والإبداع في مختلف المجالات.
نبارك لهم ونشكرهم ونشكر كل من بذل وتابع ودعم بدءا من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وصولا إلى مؤسسة التعليم في المملكة والجهات ذات العلاقة برعاية الموهوبين والمشرفين على الفريق وأسر الفريق الطلابي الذين اهتموا ودعموا أبناءهم لتحقيق هذه الإنجازات بعد صبر وجهد وإصرار، فهذه الإنجازات تحققت نتيجة بناء ودعم وعمل وجهد طويل ومتواصل، وحفاوة المجتمع بهؤلاء المبدعين دلالة على أن هناك وعيا عاما يهتم بالعلماء وهذا يبشر بمجتمع سيكون حريصا على كل ما يدعم العلم والابتكار ويرعى أبناءه لتحقيق مزيد من الإنجازات، فموقعنا الطبيعي كما قال الأمير خالد الفيصل في الصف الأول من العالم الأول.
الخلاصة: تحقق خلال الفترة الماضية التي عشناها مع الوباء مجموعة من الإنجازات لمكافحة الوباء والحد من انتشاره بحمد الله، ورغم أن العلم اليوم أصبح أكثر قدرة على مكافحة الوباء إلا أن الخطر قد يكون موجودا في ظل إجراءات تم اتخاذها في الصين خشية انتشار الوباء كما أن الوباء أصبح ينتشر بصورة كبيرة في الولايات المتحدة ومواقع أخرى حول العالم، وما زالت هناك أهمية للالتزام بالإجراءات التي تبقت ولم يتم رفعها أملا في ألا نصل إلى مرحلة نعود فيها إلى الوراء في مواجهة الوباء.
إنشرها