Author

هل تخلت السوق عن محفزاتها؟

|
دخلت السوق السعودية منذ ثلاثة أسابيع في عمليات جني أرباح واسعة النطاق شملت معظم القطاعات والشركات القيادية، خاصة الشركات التي أعطت بسخاء خلال الفترات الماضية، أو منذ بداية العام الحالي على الأقل، وكسرت متوسطاتها البسيطة للـ50 يوما واتجاهاتها الصاعدة الفرعية، لكنها لا تزال تحافظ على ترنداتها الصاعدة الرئيسة التي بدأتها منذ قاع آذار (مارس) عام 2020.
من جهة أخرى، جاءت نتائج معظم القطاعات القيادية، كالبتروكيماويات والمصارف والطاقة، إيجابية خلال الربع الأول من العام الجاري، كما أنها كانت امتدادا للإيجابية التي كانت عليها خلال الربع الأخير من العام الماضي، فقد حققت شركة سابك ارتفاعا بنسبة الأرباح بـ33 في المائة عن الربع المماثل من العام الماضي، وكذلك جاءت نتائج أرامكو بارتفاع بنسبة 80 في المائة عما كانت عليه في الربع المماثل من العام الماضي. هاتان الشركتان تعدان الشركات الأم لقطاعاتها، وجاءت نتائجهما إيجابية وبفارق كبير عما حققتاه العام الماضي، كما جاءت أرباح قطاع المصارف كذلك أيضا. ولو نظرنا إلى مناطق الدعم المهمة للسوق خلال عمليات جني الأرباح الحالية، فما زالت تحافظ على مناطقها المهمة، وسنرى بوضوح أهمية منطقة 11900 حيث تعد قمة تاريخية سابقة تحولت إلى دعم بعدما تجاوزتها السوق مبتعدة عنها إلى مستويات 14 ألف نقطة وبسيولة عالية، لذلك تعد هذه المنطقة 11900 هي المنطقة الأهم من حيث المحافظة عليها وأي كسر لها لا بد أن نتابع مستويات السيولة عندها، فإذا كانت بمستويات أعلى من عشرة مليارات، فقد تكون منطقة 11200 هي المستهدف المقبل، وأما إذا كانت بسيولة أقل من ذلك، فيكون الكسر وهميا من الناحية الفنية.
وفيما يتعلق بمناطق المقاومة الحالية، فتعد منطقة 13 ألفا منطقة مقاومة نفسية، وهي حال الأرقام الألفية بينما تعد منطقة 13100 منطقة متوسط 50 يوما، فتجاوزها والإغلاق أعلى منها لمدة يومين وبسيولة تتجاوز عشرة مليارات ريال قد تكون إشارة إلى انتهاء عمليات جني الأرباح والبحث عن مستهدف جديد للسوق.
من جهة أخرى، السوق كانت بحاجة ماسة إلى عمليات جني أرباح بعد صعود متواصل وكبير، فقد ارتفعت منذ بداية العام الجاري فقط نحو 25 في المائة، وكان للأخبار السلبية من تفاقم الأزمة الروسية - الأوكرانية، وخشية الدخول في الركود، وتوقعات أكبر بيوت الخبرة العالمية عن احتمال تباطؤ في النمو لكل من الاقتصادين الأمريكي والصيني على حد سواء، أثر كبير في الضغط على الأسواق العالمية، ما تسبب لها في أسابيع متواصلة من النزيف لم تشهده منذ عقود طويلة، ولم تكن السوق السعودية بمنأى عن ذلك الهبوط، لكنها ظلت بعيدة عن موجات البيوع التي شهدتها تلك الأسواق.
ويبقى السؤال الأهم: هل تخلت السوق السعودية عن محفزاتها؟ لذلك من المهم للمتداول أن يتعرف على الأسباب التي أدت إلى الهبوط ليحدد مركزه ويستفيد مما يحدث خلال التراجعات، ويبحث عن الفرص.
إنشرها