FINANCIAL TIMES

أوقات عصيبة تنتظر مالكي الطائرات في هونج كونج

أوقات عصيبة تنتظر مالكي الطائرات في هونج كونج

أوقات عصيبة تنتظر مالكي الطائرات في هونج كونج

أحد أفراد طاقم الطائرة يصل إلى مطار هونج كونج الدولي خلال الجائحة. "جيتي"

قبل أن تضرب جائحة كوفيد- 19 هونج كونج، كان هناك ما لا يقل عن 120-130 طائرة خاصة مركونة خارج المدرج المخصص لها في مطار المدينة الدولي المزدحم. لكن عندما ذهب جستن يونج، رئيس الاستراتيجيات في شركة ميتروجت لتشغيل الطائرات التجارية التي تتخذ من هونج كونج مقرا لها، إلى هناك ليحصي عدد الطائرات في شباط (فبراير)، وجد 30 طائرة فقط.
أجبرت الجائحة حتى أغنى الأشخاص في أكبر مركز مالي في آسيا على اتخاذ بعض القرارات الصعبة. يقول يونج، "نحن نتحدث عن المالكين المذكورة أسماؤهم في قائمة فوربس لأغنى 50 شخصا في العالم ونقوم بالعد تنازليا. قد يمتلكون منازل في أجزاء كثيرة من العالم وهناك طائرات مقرها هنا في هونج كونج وتطير حول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
لكن، في حين اختار بعض الأثرياء من هونج كونج والبر الصيني تشغيل طائراتهم في الخارج، إلا أن البعض الآخر قرر بيعها. شكلت إغلاقات الحدود في ظل أكثر عمليات الإغلاق صرامة في العالم ضغطا كبيرا على سوق السفر الخاص والتجاري في المنطقة.
كما أدى سعي الصين لاستراتيجية صفر كوفيد - بما في ذلك متطلبات الحجر الصحي لعدة أسابيع - إلى تغيير خطط السفر لأصحاب المليارات. اختار كثيرون أن يتخذوا من دول أخرى مقرا لهم، ولطائراتهم، حيث هناك قواعد سفر أكثر ليونة. مع ذلك، فإن أولئك المتأثرين بالقيود قد وجدوا سوقا جاهزة لطائراتهم في الولايات المتحدة. أدخلت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب تخفيضا ضريبيا يسمح للأفراد بشطب تكلفة الطائرة مقابل الضرائب الفيدرالية الخاصة بهم اعتبارا من أيلول (سبتمبر) 2017.
تقلص أسطول طائرات رجال الأعمال في البر الصيني بشكل طفيف من 346 طائرة في 2020 إلى 340 في العام الماضي، بينما انخفض أسطول طائرات رجال الأعمال في هونج كونج بشكل أكثر حدة، من 120 إلى 101 طائرة، وفقا لبيانات من شركة آسيا سكاي ميديا المزودة لبيانات السفر.
يقول يونج، "تأثرت إدارة الطائرات الخاصة بالنيابة عن العملاء الذين يمتلكون طائراتهم الخاصة بشكل سيئ - إنه اتجاه عام في جميع أنحاء الصناعة في الصين الكبرى. بسبب إغلاق الحدود، لا يرغب الناس في السفر جوا - أو إذا كانوا يرغبون في ذلك فإنهم يسافرون إلى خارج هونج كونج".
كان بعض المالكين يأملون في تخفيف القيود، لكن الصين بدت فقط أكثر التزاما باستراتيجيتها للقضاء على كوفيد- 19. أسفرت هذه السياسة عن عمليات إغلاق صارمة - أحدها أصاب مدينة شنغهاي بالشلل في آذار (مارس) - وعن قيود قاسية في هونج كونج.
كانت فترات الحجر الصحي، والتعليق المتكرر لخطوط الطيران بالكامل في حال حملت الرحلة على متنها عددا معينا من المرضى المصابين بفيروس كوفيد، بمنزلة كابوس لشركات الطيران التجارية مثل شركة كاثي باسيفيك، أكبر شركة طيران فعليا في الدولة المدينة.
في آذار (مارس)، قالت شركة كاثي إن طاقمها قضى في المجموع أكثر من 73 ألف ليلة في فنادق الحجر الصحي ومرافق الحجر الحكومية في العام الماضي. حظرت السلطات في هونج كونج أيضا رحلات الركاب من ثماني دول في الفترة بين كانون الثاني (يناير) ونيسان (أبريل) هذا العام، ما قلل من عدد الطائرات المقبلة.
يقول سيمون بامبريدج، المدير التجاري في شركة تاج أفيشين لإدارة الطائرات الخاصة وخدمة تأجير الطائرات، إن شركات الطيران كان عليها أن تجد جميع أنواع الطرق المبتكرة للامتثال للقواعد مع إبقاء الطائرات في الجو. يضيف إنه في إحدى الحالات لتجنب الحجر الصحي، تم نقل الطاقم بطائرة هليكوبتر من هونج كونج ليعملوا على رحلة مغادرة من ماكاو، منطقة صينية أخرى قريبة.
يقول بامبريدج، "هناك جميع أنواع الأمور الغريبة التي كان يتوجب علينا فعلها". مضيفا أن الخدمات اللوجستية لدعم عمليات الطيران كانت مكلفة وفي بعض الأحيان غير عملية. "ما يمكنك فعله في أسبوع، لا يمكنك فعله في الأسبوع التالي".
كافح كبار المسؤولين التنفيذيين للحصول على إعفاء من قواعد الحجر الصحي في هونج كونج، في حين خشي آخرون من اتخاذ هذا الخيار خوفا من رد فعل شعبي عنيف. كان من بين الذين تمكنوا من تجاوز القواعد نيكول كيدمان، نجمة هوليوود، وجيمي ديمون، رئيس مصرف جيه بي مورجان تشيس. تجنب كلاهما الاضطرار لقضاء ثلاثة أسابيع محصورين في غرفة فندق، على الرغم من أن هاتين الحالتين أثارتا الغضب العام.
حتى إن تم إعفاء أولئك على متن الطائرة من الحجر الصحي، فربما لا يمتد هذا إلى الطاقم، ما يعني أنه يجب على الطائرة أن تعود إدراجها على الفور. ألغت بعض شركات الطيران الدولية الرحلات إلى هونج كونج بشكل كامل، وفي بعض الحالات، رفض الطاقم زيارة المدينة، ما قلل من الطاقة الإنتاجية على الخطوط التجارية.
في نيسان (أبريل)، قال ويلي وولش، المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي، وهو الاتحاد التجاري لشركات الطيران، في بيان موجز لوسائل الإعلام، "تراجعت هونج كونج باعتبارها مطارا مركزيا دوليا، إنها فعليا خارج الخريطة الآن. أعتقد أنه سيكون من الصعب على هونج كونج أن تتعافى من هذا".
كان نقص الرحلات مشكلة في وقت سابق من هذا العام، عندما قررت الحكومة فرض عمليات إغلاق في أعقاب أسوأ تفش لكوفيد- 19 في هونج كونج، ما أثار موجة نزوح جماعي من المغتربين والسكان المحليين. في حين أن عمليات الإغلاق الصارمة لم تحدث أبدا، فإن السياسة التي تم إلغاؤها الآن التي تفصل الأطفال المصابين بكوفيد عن والديهم في المستشفيات وتسبب إغلاق المدارس لفترات طويلة دفعت كثيرا من السكان إلى اتخاذ قرار بالانتقال إلى مكان آخر.
يقبل كثير من سكان هونج كونج على برامج الهجرة، مثل البرنامج البريطاني الوطني "في الخارج" للحصول على الجنسية الذي تقدمه المملكة المتحدة. لكن النقص في الرحلات جعل السكان المغادرين، خاصة الذين لديهم حيوانات أليفة، يتخذون قرار السفر بالطائرات الخاصة. في بعض الحالات، جمعوا مواردهم المالية لتحمل تكاليف الرحلة، ما أدى إلى ازدهار شركات تأجير الطائرات الخاصة. رتبت شركة بيت هوليداي، ومقرها هونج كونج، العشرات من رحلات الطائرات الخاصة على مدار العامين الماضيين لأغراض نقل الحيوانات الأليفة. يمكن أن تكلف مثل هذه الخدمة نحو 200 ألف دولار هونج كونج "أي 25،665 دولارا أمريكيا" لكل مالك مع حيوانه الأليف.
على الرغم من ذلك، لم يكن هناك مثل هذا الازدهار شركات إدارة الطائرات. أغلقت شركة ماكاو جيت إنترناشونال، التي كانت تنقل المسؤولين التنفيذيين داخل وخارج تلك المدينة، عملياتها. يقول ماريو تون، مسؤول تكنولوجيا المعلومات في الشركة، "حتى إنه تم بيع طائراتنا. كان هناك عدد من المشكلات، لكن بمجرد أن يتم حجرك صحيا يصبح من الصعب للغاية الاستمرار بالعمل". بشكل مشابه، يقول دنكان دينيس، مسؤول التسويق في شركة جاما أفيشين لتشغيل الطائرات الخاصة، إن الشركة اضطرت لتقليص حجمها في هونج كونج. شرح قائلا، "أصبح الفريق أصغر حجما، يعود ذلك جزئيا إلى المستويات المنخفضة في نشاط الرحلات جراء الجائحة".
كما أدت الأزمة المالية في "إيفرجراند"، ثاني أكبر شركة تطوير عقاري في الصين، إلى زيادة مبيعات الطائرات الخاصة. حيث تمتلك كل من الشركة ورئيسها، هوي كا يان، طائرات يجري العمل على بيعها الآن، إضافة إلى يخت ضخم بطول 60 مترا يرسو في هونج كونج.
كتب ديزموند شوم، مؤلف كتاب ريد روليت - وصفا "للعصر الذهبي" لرجال الأعمال الصينيين في منتصف التسعينيات - أن هوي "تصور قصرا عائما للمسؤولين لتناول العشاء قبالة سواحل الصين، بعيدا عن أنظار المتطفلين من شرطة مكافحة الفساد في الصين ومصوري الفضائح الناشئين". حتى إن أباطرة الأعمال الآخرين المقربين من هوي اضطروا لبيع مقتنياتهم من المجموعات الفنية في المزاد لجمع الأموال في أعقاب الصعوبات التي واجهتها شركة إيفرجراند.
يشير بامبريدج من شركة تاج، "من ناحية بيع الطائرات (...) فإن الصناعة تشهد بالتأكيد أكثر مما شوهد تاريخيا. الإعفاءات الضريبية الأمريكية جزء من القصة".
قبل تكثيف عمليات الإغلاق في الصين هذا العام مع تفشي أوميكرون، كان الصينيون الأثرياء قادرين على السفر داخليا. يقول بامبريدج إن هذا جعل السفر الداخلي في البر الصيني أكثر أسواق الطائرات الخاصة ازدحاما في المنطقة خلال الجائحة.
على الرغم من ذلك، كانت هونج كونج قصة مختلفة قليلا، نظرا إلى أن الحدود التي تشاركها مع البر الصيني تم إغلاقها فعليا، مع إخضاع أي مقيم يدخل الصين للحجر الصحي. لذلك، بدلا من السفر، قضى أصحاب المليارات في المدينة من الذين قرروا البقاء وقتهم يتنقلون بين ملاعب الجولف ويخوتهم الفاخرة.
لكن في الوقت نفسه، سلطت مشكلات المدينة الضوء على سنغافورة، التي ينظر إليها على أنها مهيأة للاستفادة من الأسواق الاستهلاكية المزدهرة والطبقات الوسطى المتنامية عبر جنوب شرق آسيا. يقول بامبريدج إن شركة تاج تخطط للتوسع في المدينة الدولة، ويعتقد أن هناك اهتماما متجددا بالسفر الخاص بعد مرور أسوأ مرحلة من الجائحة. يقول، "نتطلع إلى تنمية وجودنا في سنغافورة ونشر مزيد من أعمالنا في المنطقة". يتوقع أن تظل منطقة الصين الكبرى "ضعيفة" هذا العام. "لا توجد قدرة كبيرة على التأجير في جنوب شرق آسيا بالنسبة إلى عدد الأشخاص والثروة في المنطقة. عندما تفتح الحدود، سنرى كثير من الاهتمام".
بحث آخرون في أماكن أخرى عن ملجأ مؤقت، في الوقت الذي تواصل فيه هونج كونج والصين فرض متطلبات الحجر الصحي الخاصة بهما. يشير مسؤول تنفيذي مصرفي في المدينة، "انتقل بعض أصدقائي إلى تايلاند لعدة أشهر". يخبر رجل أعمال كبير آخر من هونج كونج صحيفة "فاينانشال تايمز" أنه سيخرج من المدينة "على الأقل" لبضعة أشهر حيث يحتاج إلى مقابلة العملاء وجها لوجه، وقد رأى أن أوروبا والولايات المتحدة تنفتحان بالفعل. يقول، "يجب أن يستمر العرض".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES