Author

التمر والورد .. والتاريخ

|
ما أجمل الأخبار السارة حينما تأتي عند الاحتفال بمناسبة سعيدة. في أيام عيد الفطر المبارك صدر أمران ملكيان بتأسيس هيئة لتطوير الأحساء وهيئة لتطوير الطائف. يأتي ذلك في إطار تطوير مناطق المملكة عن طريق التركيز على المقومات والفرص والإمكانات في كل منطقة. وتملك محافظتا الأحساء والطائف كثيرا من الفرص والمقومات القابلة للتطوير في مجالات عديدة، وبالذات في المجال السياحي، لتواكب رؤية 2030 المهتمة بالجوانب السياحية.
ولو بدأنا باستعراض التاريخ العريق للأحساء ثم الطائف، لوجدنا مجدا يمتد إلى مئات، بل آلاف الأعوام، فالأحساء يبلغ عمرها أكثر من أربعة آلاف عام قبل الميلاد. وتختلف المصادر التاريخية في اسمها، فالبعض يقول الأحساء والآخرون يقولون الحسا، وهما من أصل واحد. واتفق المؤرخون، كما ورد في بعض المنشورات، على أن هذين الاسمين إنما أطلقا بسبب وفرة المياه الجوفية والعيون في المنطقة، وهذا ما جعلها من أهم المناطق التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني، حيث اشتهرت بإنتاج أجود أنواع التمور. وبلغ عدد النخيل في الأحساء أكثر من مليوني نخلة، يصل إنتاجها من التمور في العام إلى مليون و500 ألف طن. وإضافة إلى النشاط الاقتصادي في الأحساء، وخاصة في المجال الزراعي، كان للأحساء دور بارز في نشر الحركة الأدبية والثقافية في الجزيرة العربية بسبب وجود عدد من الشعراء والأدباء والعلماء في العصور الماضية والوقت الحاضر. ويبلغ عدد سكان الأحساء نحو مليون و500 ألف نسمة ينتشرون في خمس مدن كبيرة وعشرات القرى والهجر التي تغطي مساحة تبلغ 860 كيلومترا مربعا.
أما محافظة الطائف، فقد وثق تاريخها عيسى علوي القصير، فقال: إنها من أكبر المحافظات في منطقة مكة المكرمة، ويوصف مناخ الطائف العام بالاعتدال في فصل الصيف والبرودة في فصل الشتاء. ويبلغ عدد سكانها مليونا و750 ألف نسمة. ويتبع محافظة الطائف 38 مركزا إداريا، فيها 2200 قرية وهجرة. وتتكون طبيعة الطائف من الجبال، وفيها عديد من الأودية التي عليها كثير من السدود القديمة والحديثة، وتغطي الغابات 90 موقعا. وتشتهر الطائف قديما بالعيون التي تسقي مياهها البساتين والمزارع التي تحيط بالطائف من جميع الجهات. وعرفت المحافظة بأنها تضم مواقع سياحية معروفة، ويرتادها السياح صيفا من مناطق المملكة ومن دول الخليج العربي، وستكون جاذبة بعد التطوير للسياح من مختلف أنحاء العالم. ويتم استقبال زوار الطائف بالورد الذي تشتهر به هذه المحافظة الجميلة، حيث يتم سنويا إنتاج 500 مليون وردة، إضافة إلى الفواكه، وأهمها الرمان والعنب والتين الشوكي.
وأخيرا: الأحساء والطائف بلدا التمر والورد والتاريخ على أبواب نهضة جديدة وتطوير غير مسبوق، وما يدعم هذه الخطوات تعيين محافظين جديدين لهما من الشباب المؤهل المشهود لهم بالكفاءة، حيث صدرت أوامر سامية بتعيين الأمير سعود بن نهار بن سعود محافظا للطائف، والأمير سعود بن طلال بن بدر بن سعود محافظا للأحساء. تهنئة لأهالي الأحساء والطائف بهذه الخطوات المباركة، وإلى مزيد من الازدهار والرخاء لكل مناطق بلادنا العزيزة.
إنشرها