الوقود محرك صعود أسعار النفط مع انخفاض صادرات الديزل الروسية

الوقود محرك صعود أسعار النفط مع انخفاض صادرات الديزل الروسية
الأزمة الروسية والضعف في أنجولا ونيجيريا واضطرابات في كازاخستان أثرت في إنتاج الخام. "الفرنسية"

واجهت أسعار النفط الخام بعض الضغوط الهبوطية خلال الأسبوع الماضي، بعد ارتفاع معدلات التضخم العالمية وارتفاع الدولار إلى أعلى مستوى في 20 عاما تقريبا مقابل سلة من العملات الرئيسة، ما جعل النفط أكثر تكلفة عند شرائه بعملات أخرى.
ورغم هذه الضغوط حقق الخام الأمريكي ثالث ارتفاع أسبوعي له على التوالي بينما انخفض خام برنت للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع، وقد أغلقت تعاملات نهاية الأسبوع على ارتفاع بنحو 4 في المائة بسبب التفاؤل بتخفيف الصين قيود الإغلاق بسبب الوباء، وترافق ذلك مع تراجع المخاوف من تقلص الإمدادات النفطية نتيجة قرب حظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي.
وفى هذا السياق، أكد تقرير "ريج زون" الدولي أن ارتفاع أسعار النفط حدث مع استمرار الضغط العالمي على المنتجات المكررة في دفع أسعار الوقود إلى الأعلى، إضافة إلى انخفاض صادرات الديزل الروسية بحدة.
وأشار التقرير إلى انخفاض صادرات الديزل من روسيا في نيسان (أبريل) عن مستواها قبل الحرب حيث يسعى مشترو النفط إلى معاقبة أحد أكبر الموردين في العالم كما يراقب المستثمرون وضع الصين من كثب، حيث نفت السلطات في بكين الشائعات التي تفيد بأن المدينة ستغلق حتى مع ارتفاع حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا.
وعد الوقود هو المحرك الصعودي للنفط الخام حاليا خاصة مع انخفاض صادرات الديزل الروسية حيث يستمر الطلب في تجاوز الإمدادات، موضحا أن تقلص مخزونات الوقود في الولايات المتحدة قبل موسم القيادة الصيفي يشير إلى القليل من الراحة للمستهلكين.
ولفت إلى حدوث استقرار في العقود الآجلة للبنزين الأمريكي عند مستوى قياسي جديد، ما يؤجج مخاوف التضخم في أكبر اقتصاد في العالم، منوها بتأرجح النفط بشكل حاد في نطاق نحو 12 دولارا هذا الأسبوع، ذلك على الرغم من أن تفشي فيروس كورونا في الصين وحرب روسيا وأوكرانيا أسهما في تقلب التجارة منذ أواخر شباط (فبراير) الماضي، إلا أن شبح ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم المتفشي في الأيام الأخيرة أثرا أيضا في معنويات المخاطرة.
وأبرز التقرير قول الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة "إن أزمة التكرير - وليس أي نقص في النفط الخام - تدفع بالزيادة في تكاليف الوقود إلى مستويات غير مسبوقة".
من ناحيته، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي أنه على الرغم من التقارير الواردة من وكالة الطاقة الدولية و"أوبك" التي أكدت تراجع الطلب على النفط حدثت قفزة في أسعار النفط يوم الجمعة الماضي بسبب المخاوف من تنفيذ أوروبا حظر نفط روسي.
وأشار التقرير إلى أن توقعات انخفاض الطلب هذا العام تعود إلى ارتفاع التضخم واضطرابات سلسلة التوريد، بينما لم يقدم حظر النفط الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على روسيا ولا عمليات الإغلاق الصينية بسبب الوباء أي تطورات جديدة، وكلاهما سيستمر في التأثير في أسواق النفط في الأيام المقبلة.
وأضاف أن "المحادثات بشأن استئناف المفاوضات النووية الإيرانية شهدت تقدما، لكن آمال التوصل إلى صفقة مع إيران لا تزال ضعيفة"، حيث يعارض الكونجرس الأمريكي بشدة فكرة رفع العقوبات عن النظام الإيراني.
ولفت التقرير إلى الضغوط التراجعية التي يتعرض له انتاج تحالف "أوبك +" بسبب انخفاض الإنتاج الروسي واستمرار ضعف الأداء الانتاجي في أنجولا ونيجيريا واضطرابات الموانئ التي أثرت في كازاخستان، مشيرا إلى أن الناتج الجماعي لدول "أوبك +" سجل 2.7 مليون برميل يوميا أقل من المستوى المستهدف وهو ما يمثل أضعف شهر من حيث انضباط الإنتاج في مجموعة "أوبك +" منذ اندلاع الجائحة قبل عامين.
ونبه التقرير إلى قيام شركة غازبروم الروسية بفرض عقوبات على الشركات التابعة لها في أوروبا، حيث فرضت "غازبروم" عقوبات على وحدتها الألمانية السابقة وكذلك على مالك الجزء البولندي من خط أنابيب "يامال" في خطوة قد تؤدي إلى تصعيد آخر للتوترات في قطاع الطاقة في الاتحاد الأوروبي.
وسلط التقرير الضوء على محافظة وكالة الطاقة الدولية على توقعات النمو لموارد الطاقة المتجددة، حيث تتوقع الوكالة أنه على الرغم من استمرار مشكلات أمن الطاقة على مستوى العالم فإن الإضافات من موارد الطاقة المتجددة في العام الجاري ستصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق مدفوعة بشكل أساسي بالطاقة الشمسية على الرغم من ارتفاع أسعار المواد الأولية هذا العام.
وأشار التقرير إلى وجود رغبة في تهدئة الصراعات في ليبيا وسيكون لها تأثير جيد في قطاع النفط خاصة بعد تصريح فتحي باشاغا رئيس الوزراء الليبي بأن حقول النفط والموانئ المغلقة قد تفتح قريبا بعد أن انخفض الإنتاج في البلاد إلى النصف إلى 600 ألف برميل يوميا في نيسان (أبريل) الماضي، على الرغم من أنه يبدو أن هناك تقدما ضئيلا في المحادثات بين الحكومتين المتنافستين.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط بنحو 4 في المائة البارحة الأولى، حيث قفزت أسعار البنزين في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي، وبدا أن الصين مستعدة لتخفيف قيود الوباء، ويخشى المستثمرون من تقلص الإمدادات إذا حظر الاتحاد الأوروبي النفط الروسي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.8 في المائة، لتبلغ في التسوية 111.55 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس 4.1 في المائة، ليستقر عند 110.49 دولار.
كان هذا أعلى إغلاق لخام غرب تكساس الوسيط منذ 25 آذار (مارس) وثالث ارتفاع أسبوعي له على التوالي، بينما انخفض خام برنت للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع.
وعلى صعيد متصل، ارتفعت العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بعد انخفاض المخزونات الأسبوع الماضي للأسبوع السادس على التوالي. وقال نادي السيارات AAA "إن الأسعار الأمريكية في المضخة ارتفعت إلى مستويات قياسية الجمعة عند 4.43 دولار للجالون للبنزين و5.56 دولار للديزل".
كانت أسعار النفط متقلبة، مدعومة بالمخاوف من أن حظر الاتحاد الأوروبي المحتمل على النفط الروسي قد يشح الإمدادات، لكن تحت ضغط المخاوف من أن تفشي جائحة كورونا يمكن أن يخفض الطلب العالمي.
وقال لويز ديكسون محلل في "ريستاد إنرجي"، "إن حظر الاتحاد الأوروبي، إذا تم تطبيقه بالكامل، فقد يأخذ نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط الروسي، ما يحول في نهاية المطاف تدفقات التجارة العالمية، ويؤدي إلى ذعر السوق وتقلب الأسعار الشديد".
وفرضت موسكو هذا الأسبوع، عقوبات على عديد من شركات الطاقة الأوروبية، ما تسبب في مخاوف بشأن الإمدادات. وفي الصين، تعهدت السلطات بدعم الاقتصاد، وقال مسؤولو المدينة "إن شنغهاي ستبدأ في تخفيف قيود فيروس كورونا وفتح المتاجر هذا الشهر".
وأدى الضغط على أسعار النفط خلال الأسبوع، إلى دفع التضخم وارتفاع الأسعار بالدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى في 20 عاما تقريبا مقابل سلة من العملات الرئيسة، ما جعل النفط أكثر تكلفة عند شرائه بعملات أخرى.
وقال الاتحاد الأوروبي "إنه تم إحراز تقدم كاف لاستئناف المفاوضات النووية مع إيران"، وقال محللون "إن اتفاقا مع إيران قد يضيف مليون برميل أخرى من إمدادات النفط إلى السوق".
من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار تسع هذا الأسبوع إضافة إلى سبع زيادة في الأسبوع السابق، حيث أشار تقرير "بيكر هيوز" الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر الأمريكية إلى ارتفاع إجمالي عدد الحفارات إلى 714 هذا الأسبوع - 261 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021 وأعلى عددا منذ نيسان (أبريل) 2020، وقد انتعش الحفر بشكل كبير منذ الحرب الروسية، مضيفا 64 منصة خلال هذا الإطار الزمني.
ولفت التقرير إلى ارتفاع الحفارات النفطية في الولايات المتحدة هذا الأسبوع بمقدار ستة حفارات إلى 563، في حين ارتفعت منصات الغاز بمقدار ثلاث إلى 149 وبقيت منصات متنوعة على حالها عند اثنتين.
ونوه ببقاء عدد الحفارات في حوض بيرميان على حاله هذا الأسبوع عند 335 بينما ارتفع عدد الحفارات في "إيجل فورد" بمقدار حفار واحد، وعلى الرغم من ركود هذا الأسبوع حققت منصات بيرميان مكاسب كبيرة منذ الانخفاض الحاد في 2020 بعد إغلاقات الجائحة وما تلاه من تدمير الطلب، حيث يتعافى بنسبة 186 في المائة من المستوى المنخفض البالغ 117 منصة في آب (أغسطس) 2020 إلى 335 منصة الآن.
وأشار التقرير إلى انخفاض إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام لأول مرة في 13 أسبوعا للأسبوع المنتهي في 6 مايو إلى 11.8 مليون برميل يوميا، وفقا لأحدث إدارة معلومات الطاقة، وهو مجرد زيادة 200 ألف برميل يوميا منذ الحرب الروسية في أوكرانيا.

الأكثر قراءة