الطاقة- النفط

سوق النفط تبحث عن بصيص أمل في نفق الإغلاق الصيني .. مخاوف الطلب تكبح المكاسب

سوق النفط تبحث عن بصيص أمل في نفق الإغلاق الصيني .. مخاوف الطلب تكبح المكاسب

ارتفعت أسعار النفط الخام نحو 4 في المائة في ختام تعاملات أمس، بعدما سجلت أسعار البنزين في الولايات المتحدة أعلى مستوى على الإطلاق، ووسط مخاوف من تراجع أكبر في الإمدادات إذا فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على النفط الروسي بعدما أقرت موسكو عقوبات على وحدات أوروبية لشركة جازبروم الروسية المملوكة للدولة.
وأغلقت العقود الآجلة لخام برنت على زيادة 4 دولار بما يتخطى 3.2 في المائة، إلى 111.45 دولار للبرميل، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 4.36 دولار (4.11 في المائة) عند التسوية إلى 110.49 دولار للبرميل.
وما زالت السوق تشهد تقلبا مع احتمال فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على إمدادات النفط الروسي بما يؤدي إلى نقص المعروض، والمخاوف إزاء الطلب العالمي المتعثر.
وقال ستيفن إينيس الشريك الإداري في إس.بي.آي لإدارة الأصول "إن تجار النفط يبحثون عن بصيص من الضوء في نهاية نفق الإغلاق الصيني القاتم".
وأضاف "مع ذلك، فإننا نعود دوما إلى نقطة البداية مع المقارنة بين تراجع أعداد الحالات وزيادة تمسك السلطات بسياسة صفر كوفيد".
وأدى التضخم والرفع الحاد لأسعار الفائدة إلى صعود الدولار إلى أعلى مستوياته في 20 عاما، ما حد من مكاسب أسعار النفط، إذ إن ارتفاع الدولار يجعل النفط أعلى تكلفة عند شرائه بعملات أخرى.
لكن المحللين يواصلون التركيز على احتمال فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على النفط الروسي بعد أن فرضت موسكو عقوبات هذا الأسبوع على وحدات أوروبية تابعة لشركة غازبروم المملوكة للدولة، وبعد أن أوقفت أوكرانيا طريقا رئيسا لنقل الغاز.
وقال جيفري هالي كبير محللي السوق في أواندا في مذكرة "مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، فإن من المحتم أن يمتد بعض التأثير إلى النفط".
وأضاف "من المرجح أن يمتد تأثير تصعيد روسيا ردا على العقوبات إلى قوة أسعار النفط".
وسلط تقرير دولي أمس الأول الضوء على العوامل المتناقضة في السوق، إذ قال "إن إنتاج النفط في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وتباطؤ نمو الطلب من المتوقع أن يحولا دون حدوث عجز حاد في الإمدادات وسط الاضطراب المتزايد في الإمدادات الروسية".
وخفضت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2022 للشهر الثاني على التوالي، مستشهدة بتأثير الحرب، وارتفاع التضخم وعودة ظهور فيروس كورونا في الصين.
وفي تقريرها الشهري قالت المنظمة "إن الطلب العالمي على النفط سيزيد بمقدار 3.36 مليون برميل يوميا في 2022 بانخفاض 310 آلاف برميل نفط يوميا عن توقعات سابقة".
ودفعت الحرب الأوكرانية أسعار النفط إلى الارتفاع متجاوزة مستوى 139 دولارا للبرميل لفترة وجيزة في آذار (مارس)، وهو أعلى مستوى منذ 2008.
وأشارت "أوبك" إلى توقعات بأن الصين التي تفرض إجراءات إغلاق صارمة لاحتواء كوفيد - 19، تواجه أكبر صدمة للطلب منذ 2020 عندما انخفض استهلاك النفط بشدة.
وقالت في التقرير "من المتوقع أن يتأثر الطلب في 2022 بالتطورات السياسية الجارية في شرق أوروبا، إضافة إلى قيود احتواء جائحة كوفيد - 19".
لكن "أوبك" ما زالت تتوقع أن يتجاوز الاستهلاك العالمي مستوى مائة مليون برميل يوميا في الربع الثالث، وأن يتجاوز المتوسط السنوي في 2022 المستويات السابقة على الجائحة.
وأشارت "أوبك" كذلك إلى تزايد التضخم واستمرار سياسات التشديد النقدي وخفضت من توقعها للنمو الاقتصادي هذا العام إلى 3.5 في المائة من 3.9 في المائة، وأضافت أن "احتمالات عكس تلك المسارات محدودة".
كما قللت "أوبك" من توقعها للإنتاج الروسي بمقدار 360 ألف برميل يوميا، لكنها تركت توقعها لنمو الإنتاج من الولايات المتحدة دون تغيير يذكر.
وتتوقع ارتفاع الإمدادات الأمريكية بمقدار 880 ألف برميل يوميا في 2022، دون تغيير عن توقع الشهر الماضي، رغم أن المنظمة قالت "إن هناك احتمالا لمزيد من التوسع في وقت لاحق من هذا العام".
إلى ذلك، حدد العراق سعر البيع الرسمي لخام البصرة المتوسط إلى آسيا في حزيران (يونيو) بعلاوة 2.80 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي.
كما حدد سعر البيع الرسمي لخام البصرة المتوسط إلى أوروبا في الشهر ذاته بخصم 6.85 دولار للبرميل عن برنت المؤرخ، وبخصم 1.7 دولار للبرميل إلى أمريكا الشمالية والجنوبية في دون مؤشر أسكي.
وكانت شركة تسويق النفط العراقية "سومو" قد أزالت خام البصرة الخفيف من خياراتها للتصدير لعملائها في 2022، مع تخصيصه للاستهلاك المحلي، إذ سيؤدي تشغيل مزيد من هذه الدرجة في مصافي التكرير العراقية إلى توفير كميات إضافية من خامي البصرة المتوسط والثقيل للتصدير.
وارتفعت إيرادات صادرات النفط العراقي 82.9 في المائة، خلال المدة من يناير (كانون) الثاني حتى نهاية نيسان (أبريل).
ووصلت إلى 38.58 مليار دولار خلال أول أربعة أشهر من 2022، مقابل 21.09 مليار دولار خلال المدة نفسها من العام الماضي.
وجاءت هذه القفزة مدعومة من ارتفاع أسعار النفط منذ العام الماضي، فضلا عن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا منذ بداية العام الجاري.
وكان معدل صادرات النفط العراقي يبلغ 3.2 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال أول أربعة أشهر من 2022، مقابل 2.9 مليون برميل يوميا في المتوسط في المدة نفسها من العام الماضي.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 108.18 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 112.48 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع عقب عدة ارتفاعات متتالية، وإن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 109.8 دولار للبرميل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط