أخبار اقتصادية- عالمية

150 مليون دولار دعم أمريكي لدول الآسيان .. مبلغ زهيد مقارنة بمليارات الصين

150 مليون دولار دعم أمريكي لدول الآسيان .. مبلغ زهيد مقارنة بمليارات الصين

استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن قادة دول جنوب شرق آسيا في واشنطن، بوعود لدعم الطاقة النظيفة والأمن البحري، على أمل إظهار التزام الولايات المتحدة في المنطقة، بينما تعزز الصين موقعها بشكل كبير فيها.
ويواصل قادة ثمان من الدول العشر الأعضاء في رابطة جنوب شرق آسيا "آسيان" - الذين يحضرون القمة منذ الخميس - عملهم، بينما تسعى الولايات المتحدة - التي تعد الصين أكبر منافس دولي - إلى تأكيد حرصها على إبقاء آسيا أولوية، على الرغم من أشهر من التركيز المكثف على ملف الحرب الروسية.
وأعلن البيت الأبيض مبادرات جديدة بنحو 150 مليون دولار، وهو مبلغ متواضع مقارنة بحزمة قدرها 40 مليار دولار لأوكرانيا وبمليارات ضختها بكين في المنطقة التي تستعرض قوتها أيضا في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
لكن الولايات المتحدة قالت "إنها تعمل مع قطاعها الخاص، وتخطط لكشف حزمة أوسع تسميها (الإطار الاقتصادي للمحيطين الهندي والهادئ)، عندما يتوجه بايدن الأسبوع المقبل إلى طوكيو وسيئول".
ورحبت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب بقادة الرابطة على غداء في وقت سابق أمس، مشجعة جنوب شرق آسيا على الوقوف ضد الحرب الروسية.
ووصفت بيلوسي القمة بأنها "مظهر آخر من مظاهر التزام الولايات المتحدة بأن تكون شريكا قويا وموثوقا به في جنوب شرق آسيا"، خلافا لنهج عدم التدخل الذي تتبعه الصين.
وفي الجزء الأكبر من التمويل الجديد، قال البيت الأبيض "إنه خصص 60 مليون دولار لمبادرات بحرية جديدة تشمل نشر زوارق لخفر السواحل وطواقم لمكافحة الجريمة، بما في ذلك الصيد غير القانوني".
وأعلن البيت الأبيض أنه سيخصص 40 مليون دولار للاستثمار في الطاقة النظيفة في المنطقة المعرضة لتغير المناخ ويعمل مع القطاع الخاص لجمع ما يصل إلى ملياري دولار.
وهناك مبادرة أخرى أطلقها بايدن في قمة افتراضية منفصلة حول كوفيد، تتضمن مشروعا لاختبار أمراض الجهاز التنفسي الناشئة من خلال مكتب جديد في هانوي للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض.
وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في منتدى على هامش اجتماع مجلس الأعمال للولايات المتحدة وآسيان "آمل أن يبني هذا الاجتماع قوة دفع لعودة الوجود الأمريكي في المنطقة".
وينظر إلى جنوب شرق آسيا في أغلب الأحيان على أنها ضحية لنجاحها، بينما تركز الولايات المتحدة اهتماما على أماكن أخرى لعدم وجود مشكلات ملحة في المنطقة.
وأوضح كيرت كامبل مستشار الرئيس للشؤون الآسيوية أن الولايات المتحدة تبحث مجالات التعاون مع إندونيسيا وتايلاند وسنغافورة وماليزيا والفلبين وفيتنام وكمبوديا ولاوس وبروناي، مثل مكافحة كوفيد - 19.
وأضاف في تصريحات أنه "يتوقع اهتماما كبيرا من بعض هذه الدول بالإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ (ايندو باسيفيك ايكونوميك فريموورك)، أحدث مبادرة تجارية أمريكية أعلن عنها في نهاية 2021 أنتوني بلينكين وزير الخارجية خلال زيارة إلى جاكرتا".
وقال كيرت كامبل الذي حل ضيفا الأربعاء على معهد الولايات المتحدة للسلام "لدينا آمال جيدة في أن نكون قادرين على انطلاقة كبيرة مع مجموعة واسعة جدا من اللاعبين المحتملين".
وأوضح كوجي توميتا سفير اليابان لدى واشنطن في مناسبة أخرى أنه يتوقع إطلاق الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ رسميا في الأسبوع التالي خلال زيارة طال انتظارها لجو بايدن إلى طوكيو وسيئول.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق الديمقراطي باراك أوباما اقترح إبرام معاهدة للتجارة الحرة عبر المحيط الهادئ وصفت حينذاك بأنها أداة رئيسة للولايات المتحدة لتكون في خط المواجهة في هذه المنطقة التي كان قد أعلنها أولوية أيضا. لكن خلفه الجمهوري دونالد ترمب أهمل هذا الاتفاق، معتبره غير مناسب للعمال الأمريكيين.
وأوضح جو بايدن، نائب الرئيس في عهد أوباما، أنه ليس في عجلة من أمره لإحياء اتفاقات كبرى للتجارة الحرة، بما يتوافق مع رأي أكثر ميلا إلى الحمائية.
ويرى خبراء أن الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ ينص على التزام الولايات المتحدة رسميا بالعمل مع شركائها بشأن الأولويات الاقتصادية مثل تحسين سلاسل التوريد التي اضطربت منذ الوباء أو محاربة الفساد أو تعزيز الطاقة النظيفة.
لكن خلافا للاتفاقات التجارية التقليدية، لن تضمن هذه المبادرة الدخول إلى أسواق الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، الذي يمنح عادة مقابل الحصول على امتيازات من دول أخرى.
وأكد كيرت كامبل أن الرئيس بايدن لا ينوي إطلاق حرب باردة جديدة في آسيا، مشددا على أن أي تفاهمات تجارية محتملة يجب أن تلبي احتياجات سكان المنطقة.
والصين أكبر شريك تجاري لدول جنوب شرق آسيا منذ أكثر من عقد، على الرغم من الخلافات الكبيرة على الأراضي بين بكين وعدد من أعضاء الرابطة مثل فيتنام والفلبين.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية