الطاقة- النفط

تراجع الدولار وانخفاض إصابات كورونا في الصين يصعدان بأسعار النفط

تراجع الدولار وانخفاض إصابات كورونا في الصين يصعدان بأسعار النفط

استمرار تراجع أسعار النفط قد يكون محفزا على جولة أخرى من انتعاش عمليات الشراء.

صعدت أسعار النفط نحو 5 في المائة أمس بعد تراجعها بنحو 10 في المائة في الجلستين السابقتين، مدعومة بمخاوف تتعلق بالإمدادات مع انخفاض إمدادات الغاز الروسي لأوروبا، بينما يعمل الاتحاد الأوروبي على حشد التأييد لحظر النفط الروسي.
وارتفعت أسعار خام برنت 4.59 دولار إلى 107.05 دولار للبرميل، فيما بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 104.78 دولار للبرميل، بارتفاع 5.02 دولار.
ويقول لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن مؤشرات على انخفاض الإصابات بفيروس كورونا في الصين تبشر بتعافي الطلب في ثاني أكبر اقتصاد عالمي مستهلك للطاقة فيما لا يزال الخلاف الأوروبي حول تطبيق الحظر على النفط الروسي يلقي بظلال قوية على الأسواق.
وأوضح المحللون أن تراجع الأسعار خلال اليومين الماضيين يعود إلى تعثر الاقتصاد العالمي، حيث غذى التضخم المتسارع في الولايات المتحدة المخاوف من أنه قد يفرض تحركات من شأنها دفع الاقتصاد إلى الركود.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة إن حالة عدم اليقين تهمين على السوق كما أن المخاوف تحيط بالعرض والطلب على السواء جراء الوضع المتأزم للاقتصاد العالمي، لافتا إلى أن تراجع المخزونات الأمريكية منح بعض الدعم لأسعار النفط الخام ولكن العقود الآجلة لخام برنت استمرت في التدهور إلى مستوى 100 دولار للبرميل.
وأشار إلى قناعة منظمة أوبك بقيادة السعودية أن قضية قلة الاستثمارات هي التحدي الصعب والطويل الذي يواجه صناعة النفط الخام وقد تسبب في ارتفاع أسعار الوقود حيث إن الاستثمار غير الكافي في طاقة التكرير العالمية يعد أحد العوامل الرئيسة في ارتفاع أسعار المنتجات.
من جانبه، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك " زد ايه اف " في كرواتيا إن قضية حظر النفط الروسي في أوروبا هي الملف الأكثر سخونة وتأثيرا في سوق النفط الخام الذي بات يعاني اضطرابات حادة، مشيرا إلى أن الحظر محل جدل وخلاف مع عدد من دول شرق أوروبا وهو ما جعل المفوضية الأوروبية تعتزم تقديم المزيد من الأموال لدول شرق أوروبا الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن تلك الدول التي اعترضت على حظر النفط الروسي هي (المجر وسلوفاكيا والتشيك) وستتلقى مساعدات من الاتحاد الأوروبي من أجل تطوير البنية التحتية النفطية وللتغلب على حالة عدم الاتفاق على الإعفاءات من العقوبات التي تطالب بها تلك الدول بشدة نظرا لاعتماد اقتصاداتها بشكل غالب على إمدادات النفط الخام الروسي.
أما أندريه يانييف المحلل البلغاري والمختص في شؤون الطاقة فيؤكد أن عقوبات الاتحاد الأوروبي تواجه صعوبات جمة للغاية ومتلاحقة متوقعا أن يسقط الاتحاد الأوروبي الحظر المقترح على السفن المملوكة للاتحاد الأوروبي من نقل النفط الروسي في أي مكان في العالم حيث تهدد اليونان وهي الدولة الملاحية الرائدة في القارة باستخدام حق النقض ضد اقتراح العقوبات إذا تم الإبقاء عليه.
ونوه إلى أن الضغوط الهبوطية على أسعار النفط الخام اتسعت مع تقدم الدولار وسط مخاوف بشأن تشديد السياسة النقدية ما يجعل السلع المسعرة بالعملة أقل جاذبية، موضحا أن أسعار النفط قد تعود إلى الارتفاع إذا نجحت المساعي الفرنسية في الضغط على المجر حيث يسعى الاتحاد الأوروبي لإقناع بودابست بالتخلي عن معارضتها للعقوبات المقترحة على واردات النفط الروسية.
ويشير ديفيد لديسما المحلل في شركة "ساوث كورت" الدولية إلى أنه إذا استمر تراجع أسعار النفط قد يكون ذلك محفزا على جولة أخرى من انتعاش عمليات الشراء ولكن هذا لم يحدث حتى الآن مشيرا إلى أن التأرجحات كانت سمة السوق الأساسية في الأسابيع الأخيرة مع ارتفاع أسعار الفائدة وتجدد إغلاق وقيود الصين ضد وباء كورونا ما عد تهديدا واسعا للطلب العالمي.
وسلط الضوء على أهمية تحذيرات كل من السعودية والإمارات من أنه من دون المزيد من الاستثمارات العالمية لن تتمكن أوبك + من ضمان إمدادات نفط كافية عندما يتعافى الطلب بالكامل من الوباء، لافتا إلى أن ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي قبيل موسم القيادة الصيفي في البلاد يمثل عقبة جديدة في طريق تعافي الطلب.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط بما يفوق 3 في المائة، خلال الجلسة الآسيوية لتشهد ارتداد عقود نيمكس من الأدنى لها منذ 26 من نيسان (أبريل) وارتداد عقود خام برنت من الأدنى لها منذ 25 من الشهر ذاته وسط تراجع مؤشر الدولار لأول مرة في خمس جلسات.
ويأتي ذلك عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي أعلنت الأربعاء عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للنفط في العالم، وأكبر دولة صناعية عالميا، ووسط تسعير الأسواق لتطورات الأوضاع حيال تفشي الفيروس التاجي في الصين التي تنتهج سياسة صفر كورونا، والتقارير التي تطرقت لانخفاض الحالات المصابة بكورونا ما يعزز الآمال حول تخفيف عمليات الإغلاق الذي قد يؤدي لتراجع طلب الصين من النفط بنحو واحد مليون برميل يوميا.
كما يأتي ذلك في ظلال تقييم المستثمرين لآخر تطورات الأزمة الأوكرانية والعقوبات ذات الصلة على موسكو، حيث خفف الاتحاد الأوروبي عقوباته المقترحة على صادرات النفط الخام الروسي، وسيلغي الحظر المقترح على السفن الأوروبية التي تنقل النفط الروسي عقب اعتراض أعضاء من بينهم اليونان، بينما تتواصل المحادثات حول الحزمة السادسة من العقوبات.
بخلاف ذلك، تتطلع الأسواق إلى التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة من قبل الاقتصاد الأمريكي، أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم، التي تتضمن الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة للأسبوع المنقضي في السادس من أيار (مايو) الذي قد يظهر عجزا بنحو 1.0 مليون برميل مقابل فائض بنحو 1.3 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 108.18 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 112.48 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني تراجع عقب عدة ارتفاعات متتالية وإن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 109.8 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط