Author

«المأنوس»

|
قبل عشرة أعوام تقريبا كتبت "يتساءل المحبون للطائف، هل تراجعت السياحة هناك؟ ولماذا تراجعت؟ وكيف حدث ذلك؟ والجميع يدندن على أيام خلت لهذا المصيف المأنوس، الشهير باسم "عروس المصائف".
تحسن الوضع نسبيا خلال الأعوام الماضية لكنه لم يصل إلى مستوى الطموح في المدينة التي لا يزال الطقس السد المنيع أمام انهيارها على خريطة السياحة.
اليوم ومع صدور الأمر الملكي بالموافقة على إنشاء هيئة تطوير محافظة الطائف بناء على ما رفعه ولي العهد الذي يقود قاطرة التحديث الاقتصادي والاجتماعي، يرتفع سقف التفاؤل عاليا ليعانق عنان السماء، اليوم يواصل الأمير محمد بن سلمان جهود التنمية المناطقية التي تحظى بمتابعته الشخصية، انطلاقا من اهتمامه بإحداث التنمية الشاملة في جميع مناطق المملكة دون استثناء، بالارتكاز على نقاط القوة في كل منطقة.
الرؤية السعودية الطموحة في النهوض بكل منطقة من مناطق المملكة اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا في ضوء ما تزخر به من مقومات طبيعية وجغرافية وثقافية وبيئية واقتصادية، خصوصا للمناطق التي لم تكن مستغلة في السابق بالشكل الكافي والمطلوب، هذه الرؤية هي من سيعيد للطائف والأحساء ومن سبقهما ومن سيلي بعدهما وهج المنافسة على خارطة استقطاب السياحة، والاستثمارات، وبالتالي فرص العمل.
لا بد من الإشارة إلى أن صدور الأمر بإنشاء هيئتي محافظتي الطائف والأحساء يأتي بعد أن حققت الهيئات التطويرية المماثلة والمكاتب الاستراتيجية لعدد من مناطق المملكة، نجاحا كبيرا في مهامها بإشراف مباشر من ولي العهد، دعما لنموها الاقتصادي وتحويلها إلى عناصر جذب رئيسة للاستثمارات الداخلية والخارجية والفعاليات السياحية العالمية والأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية.
في بلادنا الحبيبة تمتلك جميع مناطق المملكة ميزات نسبية تؤهلها للعب دور حيوي ومهم في تنمية الاقتصاد الوطني ورفع إسهاماتها في نمو الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يجعل من الاهتمام بتنميتها عاملا رئيسا في تحقيق تلك التوجهات التي سيعود نفعها على الوطن بأكمله.
أتذكر أنني وأغلب أقراني تركنا الطائف في الثمانينيات والتسعينيات للدراسة والعمل في مدن أخرى لقلة الخيارات في المدينة، وأحسب أن ما يحدث اليوم هو استثمار طويل المدى في رأس المال البشري، حيث ستكون خطط التطوير وجذب الاستثمارات حجر الزاوية في الحد من الهجرة للمدن الكبيرة من خلال توفير أفضل الفرص الحياتية.
في الطائف هيئة تطوير جديدة، ومحافظ شاب نثق بأنه "القوي الأمين" الذي رشحه ولي العهد لتنفيذ الطموحات، وفي الطائف مرتع الصبا وحنين "الرشد" فلا بد للحديث من صلة.
إنشرها