حالات المزاج

ترد كلمة المزاج بين الحين والآخر على ألسنة كثير من الناس، فتسمع جملة "مزاجي اليوم رايق"، أو نقيضتها "مزاجي متعكر اليوم"، أو الأخرى الأكثر تداولا "ما لي مزاج". يعرف علماء النفس المزاج، بأنه تلك الجوانب الخفية من شخصية الإنسان التي تجعله إيجابيا أو سلبيا، فإن كان إيجابيا قيل حالته المزاجية جيدة، وإن كان سلبيا وصفت حالته المزاجية بالسيئة. وحالة المزاج عموما حالة شخصية داخلية، لكن في كثير من الأحيان يمكن الاستدلال عليها من الوضع والسلوكيات الأخرى للإنسان. يوصف الشخص بأنه "متقلب المزاج" إذا كانت أحاسيسه وعواطفه غير منضبطة سريعة التقلب ما بين سعادة غامرة وبين غضب وضيق خلال فترة زمنية قصيرة. في ظل المدنية الحديثة التي أصبحت معها الضغوط النفسية ظاهرة ملموسة سواء ضغوط العمل ومتطلبات الحياة، أو ما نراه في وسائل النقل وحركة المرور أو الضغوط الاجتماعية وغير ذلك، فإن التعرض لاضطرابات المزاج أصبح أمرا واردا لكل إنسان.
والحق أننا لا نملك أحداث الحياة المختلفة، لكننا نملك الاستجابة نحوها، فإن كانت الاستجابة سلبية فستجر بدورها نتائج سلبية، والعكس صحيح.
تتفاوت اضطرابات الحالة المزاجية تفاوتا كبيرا بين الناس ما بين حالة خفيفة تعتري كثيرين، وهذه لا تستدعي أي تدخل نفسي أو طبي، وبين حالات شديدة تكون عادة ناشئة عن أمراض نفسية أو عضوية، مثل من يعاني الاضطرابات الاكتئابية كمرض الاضطراب الاكتئابي الكبير الذي يستمر لفترات طويلة من الحزن البالغ، أو الاضطراب ثنائي القطب الذي يسمى أيضا الاضطراب العاطفي، وهو يأتي على فترات متناوبة. كما قد يضطرب المزاج أثناء أو بعد استخدام بعض المواد أو عند التوقف عن استخدامها مباشرة أو بعد تناول بعض الأدوية. وفي مثل هذه الحالات لا بد من طلب المساعدة المتخصصة في أقرب وقت تفاديا لتضاعف سوء الحالة المزاجية.
أما معظم حالات تغير المزاج البسيطة، فيوصي خبراء علم النفس ببعض النصائح التي تشمل الابتعاد عن الوحدة، والحرص على التواصل مع الأصدقاء، خاصة أصحاب النفوس المرحة الجميلة، مع أخذ ساعات نوم كافية، والتنزه في الأماكن الخضراء الجميلة المفتوحة، واستنشاق الروائح الزكية، وممارسة الرياضة المفضلة، وتناول طعام صحي يشمل الخضراوات الملونة والأسماك والشوكولاتة الداكنة، وشرب القهوة باعتدال، والحرص على التفاؤل، وقبل ذلك كله حسن الظن بالله والتوكل عليه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي